621 إصابة ليشمانيا في مصياف وريفها الصحة : المكافحة بحاجة لجهود الجميع… البيئة : تراكم القمامة والصرف الصحي … الوحدات الإدارية : ليس باليد حيلة … المواطنون : سوء الواقع الخدمي
الوضع البيئي لا يسر الخاطر، فمكبات القمامة منتشرة في كل مكان بدون أن يكون لها أي شروط صحية ويمكننا الجزم بأن هذه المكبات في أسوأ حالاتها اليوم فهي إضافة لما تسببه من تلوث للبيئة كانت في الآونة الأخيرة سبباً أساسياً للحرائق، إضافة إلى أنها المسبب الأول للشمانيا ، أما المسبب الآخر فهو الصرف الصحي المكشوف الذي لوث البيئة وحولها إلى مستنقعات اسنة هي اليوم مرتعاً خصباً لكل القوارض والكلاب الشاردة وسبباً للأمراض وليس فقط اللشمانيا.
٦٢١ إصابة في مصياف وريفها
رئيس المنطقة الصحية الإشرافية بمصياف الدكتور معد شوباصي أكد أن حالات اللشمانيا لهذا العام قد انخفضَّ عن العام الماضي الذي كانت الإصابات فيه مابين 50-800 إصابة حيث أن هناك ٦٢١ إصابة تتوزع في كل من مصياف ٢٠٦ إصابات كفر عقيد ٣٥ دير الصليب ٣١، سيغاتا ٣٥ جب رملة ١٨ المحروسة ١٢٢، أما عن اللشمانيا فهو من الأمراض الطفيلية واسعة الانتشار وتظهر أعراض الإصابة على شكل آفات جلدية مشوهة في بعض الأحيان وهناك شكلان للمرض هما اللشمانيا الجلدية واللشمانيا الحشوية ، وللتعرف على عدد الإصابات بهذا المرض الخطير في منطقة مصياف وعوامل مسببات المرض وآلية القضاء عليه.
أكد الدكنور معد أن جميع الإصابات تحت المراقبة والمعالجة ومعظمها تم الشفاء منه .
وهناك عدة أسباب تؤدي لتزايد انتشار المرض أهمها النشاط البشري ومايحده من تغيرات في البيئة المحيطة.
حيث إن مكافحة اللشمانيا تتطلب تضافر جهود الجميع ، فالاكتشاف المبكر للمرض وعلاج المصابين وتقليل الحيوانات الخازنة أو الناقلة للمرض والتوعية الصحية ولاسيما في المناطق الموبوءة بالمرض هي عناصر هامة في استراتيجية المكافحة، وهذا ما نعمل عليه في منطقة مصياف الصحية بالإضافة إلى مكافحة الحشرات الناقلة للمرض والتي تقلل من فرص الإصابة باللشمانيا الجلدية، وعموماً جميع الإصابات تحت المراقبة والمعالجة ومئات الإصابات تم الشفاء منها.
والسكان ينتظرون المنطقة الصناعية ومحطة معالجة مياه الصرف الصحي ومشروع الادارة المتكاملة للنفايات الصلبة، ومثلهم يفعل مكتب البيئة .. للتخلص من المكبات غير النظامية والمهن المزعجة والملوثة للبيئة والمسببة للأمراض.
ضرورة استكمال المشاريع
المهندس حسن اليوسف رئيس مكتب البيئة في مصياف أجابنا عن تساؤلاتنا عن الواقع البيئي في مصياف قائلاً : ليست القمامة المنتشرة على الطرقات العامة المشكلة الوحيدة التي يعانيها أهالي منطقة مصياف، الذين يشكون أيضاً من جريان مياه الصرف الصحي قي أقنية مكشوفة بين التجمعات السكنية. المدينة تعاني من أزمات بيئية كثيرة وتفتقر لأبسط خدمات العيش الصحي، بينما مكبات القمامة العشوائية بمنظرها المسيء منتشرة في كل مكان.
وأضاف : القمامة تسبب تلوثاً بيئياً وروائح كريهة، بالإضافة لغياب مشاريع الصرف الصحي ما اضطر السكان لاعتماد الحفر الفنية بين منازلهم، ما أدى لجريان المياه الآسنة في قنوات مكشوفة، وتكاثر الحشرات والبعوض وزيادة معدل الإصابة بالأمراض الهضمية كالتهاب الكبد والإسهال، في ريف المدينة، وكذلك انتشار اللشمانيا .
الانتظار سيد الموقف
أما دور المكتب في الحد من التلوث البيئي فقال : نقوم بحملات التوعية البيئية والتركيز على النظافة العامة ونشر ثقافة الحفاظ على الموارد وترشيدها، والقيام بحملات النظافة أبرز نشاطات المكتب .
وفيما يتعلق بمكبات القمامة، أوضح اليوسف أن المكتب يقوم بوضع الشروط البيئية للحد من الآثار السلبية لمكبات القمامة وإلزام الوحدات الإدارية بالتقيد بها عن طريق كتب يتم توجيهها للمحافظ، وهذه الشروط تتمثل في وجود ساتر ترابي حول المكب وحزام حول الأشجار والطمر الدوري ورش المبيدات ، ونقوم بالكشف الفوري في حال تلقينا أية شكوى.
مؤكداً أن المشكلة ستنتهي حال الانتهاء من المخطط التوجيهي لمشروع الإدارة المتكاملة للنفايات الصلبة والذي يعتمد على فرز وتجميع وترحيل القمامة والذي كان مقرراً في منطقة الطويب بقرية حنجور .
إضافة لضرورة الانتهاء من محطة المعالجة ومحاورها الإقليمية للتخلص من مشكلة الصرف الصحي. إضافة لضرورة تنظيم تربية المواشي وبُعدها عن المنازل.
والمواطن ليس راضياً
(اللي ايدو بالنار مو متل إلي إيدو بالمي) بهذه الكلمات بدأ أبو سعيد الذي اصيبت ابنته بلسعة من ذبابة الرمل الناقلة للشمانيا وكان لها رحلة علاج شاقة ، طبعا نحن بحاجة لحل جذري من مشكلة القمامة والصرف الصحي المسبب الأول لهذه الذبابة التي تترك آثاراً تشوه مكان الإصابة ، وتحتاج لمشقة في علاجها .
الحل خارج إرادتنا
عدد من الوحدات الإدارية أكد أن حل مشكلة القمامة والصرف الصحي تحتاج لحلول اكبر من مجرد قرارات تصدر من مجلس البلدية فهي مشاريع كبرى وتحتاج لميزانيات خاصة ، أما عن مكب القمامة فما باليد حيلة فيها وخصوصاً خلال الأزمة حيث إن تحقيق الشروط الموضوعة لها يحتاج هو الآخر لتوافر إمكانات قد لا تتوافر لدى الوحدات الإدارية التي تعاني من مشكلات مالية كبرى .
حلول مفقودة
يبدو أن الواقع البيئي وما يسببه من أمراض خطيرة أهمها اللشمانيا لا يسر الخاطر وكل الأطراف المعنية فيه سواء كان المواطن أو كانت الجهات المعنية بالبيئة والخدمات الأخرى ، لكن على مايبدو أن الحلول حتى اليوم مفقودة، ولم تجد من يستطيع تسريع الخطا بإنجاز المشاريع التي تخفف من تلوث البيئة وتحد من انتشار الأمراض والتلوث البيئي الذي يضر بالحجر والبشر ويشوه الوجه السياحي لمدينة اشتهر بأنها سياحية بامتياز.
ازدهار صقور