بغفلة من الوقت سقط الكتاب من الحسابات.. وأن تقرأ كتاباً يعادل أن تكون مجنوناً.. القراءة لاتطعم خبزاً, يقول الكثيرون من الناس, ومع ذلك مازال الكتاب حاجة ضرورية بحسب اعتقاد بعضهم.. وما زال هناك من تختلط لديه المشاعر عند ملامسة الورق.
بعضهم يعشق الرائحة الغريبة للكتب وأنا منهم والبعض الآخر لايتوانى عن اعتبارها من سقط المتاع..
والذي دفعني لكتابة هذا الموضوع وبإيجاز سؤال سألته لشاب جامعي:
ـ ما رأيك بالمطالعة .. أليست متعة ..؟
أجاب وباختصار .. لا .. لا أصدق كيف أنهي تعليمي .. فكيف أقرأ!..
ماهذا الرد..! وما هذا الشعور الجاف نحو الكتاب والقراءة.. كان غريباً من شاب فماذا ترك إذاً للمستقبل إن ترك الكتاب..؟
إن أفضل اللحظات التي يقضيها العظماء والمفكرون هي تلك التي يعيشونها مع الكتاب أو يقضونها في قراءة ممتعة بجنون خلالها ثمار المعرفة اليانعة.
القراءة في حقيقتها هي غذاء الروح وهواء العقل, ولن نجد شيئاً أصعب على القارئ من أن تمنع عنه القراءة والمعرفة.
فإذا عدنا إلى حركة التاريخ نجد كل الحضارات التي قامت إنما بفضل العلم والمعرفة والقراءة قامت، وكل الحضارات التي انهارت فلأن أهلها تركوا العلم والمعرفة وركنوا للهو واللعب.
رامية الملوحي