يأسرك الزميل سليم الشامي وأنت تجلس إليه بثقافته السينمائية الموسوعية التي لم تتوافر لغيره من الصحفيين الذين اشتغلوا بالنقد السينمائي ، مثلما يأسرك بمحبته لزملائه وهدوئه وطيبة قلبه .
فخلال عملي الطويل معه بمكان واحد لم أسمع منه كلمة غير لائقة بأي زميل له ، ولم أرَه بموقف تصادميٍّ مع أحد ، وقد كان يعمل بصمت ويكتب بصمت ، ولكن كان – ولمَّا يزل – لكتابته متعة ومؤانسة في كل الأنواع الصحفية التي كتب بها .
والحديث اليوم معه ممتع للغاية ، فهو خلاصة تجربة طويلة في بلاط صاحبة الجلالة التي تقاعد منها في العام 2007 ، ليعمل اليوم في مكتب فرع اتحاد الصحفيين بحماة رئيساً لمكتب الشؤون المهنية والاجتماعية ، وفي التدريب الرياضي ، وهو الذي ولد بحماة في العام 1947 ودرس الابتدائية في مدرسة صالح الكرم بحي باب الجسر ، والإعدادية في مدرسة دار العلم كلية الطب البيطري حالياً ، والثانوية بمدرسة عثمان الحوراني ، ومن ثم في كلية الآداب قسم الصحافة بجامعة دمشق التي تخرج فيها بالعام 1974 أي من أوائل خريجي الصحافة بسورية .
البدايات
وفي حواري معه وعن البدايات قال : بعد تخرجي بالجامعة التحقت بالخدمة الإلزامية في الإدارة السياسية ومن زملائي المشهورين غسان كعيد وحيدر علي والمرحوم أديب قندراق ، والفنانون المخرجون محمد ملص ومأمون البني .
وبعد الخدمة الإلزامية عينت مؤقتاً بجريدة الفداء ، ثم تم التثبيت في العام 1980 بمسابقة , وعملت بالقسم الثقافي من يوم تعييني ، وأسست والزميلة المرحومة نجاح كرِّيم والزميل المرحوم رياض محناية القسم الثقافي .
وكنت أغطي معظم النشاطات الثقافية والفنية بالمحافظة ومنها السينمائية والتلفزيونية خصوصاً ، ثم انتقلت إلى قسم الاقتصاد والتنمية وترأسته لبضع سنوات والذي صار فيما بعد قسم التحقيقات , ومع تعيين زملاء جدد كلفت بتحرير الصفحة الأخيرة من الفداء التي كنت أخرجها يدوياً , وكانت جيدة آنذاك .
وهناك ذكريات جميلة قضيتها في رحاب جريدتي الفداء ، منها تغطيتي مع الزميلين نجاح كريم ورياض محناية والمصور المرحوم عادل قزلباش مهرجان إحياء ذكرى أبي العلاء المعري بالمعرة في العام 1981 ، ومن أدباء حماة الذين شاركوا به آنذاك سهيل عثمان مع شعراء من العاصمة وعدة بلدان عربية .
وكنا نقيم ندوات ثقافية عن القصة القصيرة والشعر والمسرح وثم اختصصت بصفحة فنية وكانت أسبوعية أعرض فيها للجديد بالسينما في سورية والوطن العربي والعالم ، وكل ما يختص بالفن التشكيلي والمسرح .
الاهتمام بالأدب والسينما
وعن اهتمامه بالأدب والسينما قال : بدأت اهتمامي بالأدب منذ بداية المرحلة الإعدادية , فكنت أقرأ القصص البوليسية مثل قصص ( أرسين لوبين ) و ( طرزان ) وكان اهتمامي كبيراً بالرياضة وخصوصاً بكمال الأجسام , لأن نجوم السينما بتلك الفترة كانوا من كبار أبطال كمال الأجسام الذين أحببتهم وتمثلتهم , ومنهم : ستيف ريفز هرقل السينما العالمية ، و(ريج بارك) و(مارك فورست) الذي كان يؤدي دور ما شيستي وهو سلسلة أفلام و (براد هاريز ) الذي كان يؤدي دور شمشوم .
وهؤلاء كلهم أمريكيون ولكن نشاطهم كان بأيطاليا , وبدأت بممارسة رياضة كمال الإجسام بعد رسوبي بالبكالوريا من عام 1968 , ومنذ تلك الفترة وأنا أمارسها .
وشاركت في بطولات وحصلت مرتين على المركز الأول بحماة في العامين 1986 و1987 وانتقلت إلى لعبة رفع الأثقال وشاركت بدورات اولمبية بدمشق ، وبإحداها كان مشاركاً معي أبطال من مختلف الدول العربية منهم : جميل حنا من مصر ، و مليح علون من لبنان .
وفي عام 1982 شاركت بدورة إعلامية عربية أقامتها المنظمة العربية للثقافة والإعلام ومقرها تونس ، وكنت الوحيد من حماة ، وذلك بمقر اتحاد الصحفيين بدمشق ، وتقاعدت بالعام 2007 من الصحافة ولكنني لما أزل أمارسها .
السينما والشغف بها
منذ متى اهتممت بالسينما وكيف حصلت على هذه الثقافة السينمائية التي تتميز بها ؟ .
بدأت اهتماماتي السينمائية منذ أوائل المرحلة الإعدادية ، وكنت أشاهد الأفلام من بداية العام 1961 وكان يلفت انتباهي قبل كل شيء أبطال الفلم الذين أحفظ أسماءهم ، ثم بدأت الاهتمام بالمخرجين الذين هو من يصنع نجاح الفلم .
وفي ذاكرتي أسماء آلاف الأفلام العربية والأجنبية بكل أنواعها التي شاهدتها ، وكان هناك مخرجون وضعوا بصماتهم بتاريخ السينما ومنهم ( فيلليني ) و ( بازوليني ) بالسينما الإيطالية ، و ( كلود شابرول و آلان رينيه و جان كوكتو ) بالفرنسية ، و ( فير تزلانج ) بالألمانية ، وبالأميركية جون فورد الذي كان مشهوراً بأفلام الكابوي ، وجون هوستن أيضاً.
وبالعربية كان المخرجون كمال الشيخ وحسن الإمام وحسام الدين مصطفى ، وبالسينما السورية مخمد شاهين وأذكر فلمه لجميل ٍ< القتل عن طريق التسلسل > وهناك مخرجون سوريون هم أصحاب الفلم الواحد ومنهم مروان حداد وفلمه < الاتجاه المعاكس > وصلاح دهني وفلمه الأبطال يولدون مرتين ، والذين تحدثوا عن البيئة وابرزهم عبد اللطيف عبد الحميد وريمون بطرس من حماة صاحب < الطحالب والترحال > .
5 صالات بحماة
وماذا عن صالات السينما بحماة في تلك الفترة ؟.
كنت أتابع الأفلام بصالات حماة السينمائية وعددها خمس ، وهي : ( الدنيا – الشرق – الأمير – الفردوس – حماة ) وجميعها كانت بساحة العاصي ، إضافة إلى صالة صيفية توقفت بالستينيات كانت بمقهى حالياً فرع الحزب القديم الذي كان فندقاً ومقهى وسينما .
مجلات فنية كثيرة
وماذا عن المجلات السينمائية التي كانت تصدر وتتابعها باستمرار ؟.
كنت أشتري وأحفظ مجلات الشبكة والموعد والعروسة والسينما المصرية والسينما والمسرح ، وحتى اليوم أحتفظ ببعض الأعداد الغنية بالمعلومات الفنية .
وفي السنوات الأخيرة كنت أتابع مهرجان دمشق السينمائي وخاصة بعد أن أصبح سنوياً وآمل عودته قريباً .
مقالة مهمة أهم حدث لافت حدث معك وبكتاباتك عن السينما ؟.
في منتصف السبعينيات كتبت مقالات عن السينما بمجلة السينما والمسرح المصرية ، ولي فيها مقال اشتهر فيما بعد عن بازوليني وفلمه الليالي العربية حيث أساء هذا المخرج كثيراً للعرب ، وكانت مقالة صادمة بالنسبة له ، والعجيب أنه بعد صدور المجلة بفترة مات هذا المخرج مقتولاً ، فاشتهرت مقالتي كثيراً بتلك الفترة .
ما بعد التقاعد
وبعد التقاعد هل ركنت إلى المنزل أم تمارس نشاطاتك كالمعتاد ؟.
بعد التقاعد واصلت التدريب الرياضي والكتابة ، وحالياً أنا أكتب بالفداء جريدتي الغالية في مجال الثقافة عموماً والسينما خصوصاً ، كما أنني انتخبت عضواً لمكتب فرع اتحاد الصحفيين بحماة منذ سنوات . ابتعدوا عن الغرور
بعد هذه التجربة الطويلة في عالم الصحافة بماذا تنصح الصحفيين الشباب ؟.
من المعروف أن الصحافة تصيب بعض المشتغلين فيها بالغرور ، وأقول للصحفيين الشباب: ابتعدوا عن الغرور كونكم تعملون بالصحافة ، وتواصلوا مع المواطنين وعيشوا أحاسيسهم وانقلوا معاناتهم للمسؤولين ولا تخشوا بالحق لومة لائم! .
محمد أحمد خبازي
أأنتَ بخيرْ؟
دلّلْ ودائعي لديكَ:
أصابعَكُ أخواتِ الهمس
تنبتُ على هضابِها الأعياد
وعينيكَ مرادفتي البركةِ:
كوجهِ الرّغيفِ السّعيدِ
وعطرِ (بسم الله)!
في غيابِكَ..
نبَتَ لقلبي ضلع
لمَ لمْ تربطِ السّرجَ جيداً؟
رمى المهرُ البريُّ سُترةَ الرّيحِ
ليتنفّسَ, كما يجدرُ بالوحيدِ, الصّهيل!
وأنتَ تعبرُ قنطرةَ اللّيلِ
سيباغِتُكَ وجهي الصحوُ
فتسقطَ في ضحكتي الماء
لنْ تنشفَ مني ما حييتَ
داءُ البللِ علّةُ طيفي
فابرأْ, إنْ لمْ تنتَهِ صلاحيةُ النّسيان!
كلُّ ما يمكننا أنْ نتشاركَهُ اْلآن..
تجاذبُ أكمامِ العتبِ
سلامُ السّحابِ على السّحابِ
وزهرُ البكاء
لمْ أرَ رجلاً مثلَكَ
يحلو به البكاءْ
تتلبّدُ في عينيكَ الأسبابُ
فيودُّ قلبي لو صارَ منديلاً
ليمضيَ يوماً واحداً بين راحتيك!
لي ثروةٌ من عفّةِ (كان)
سأُبذِّرُها في خمّاراتِ الشّكِّ القادمة
رغمَ أنّي لمْ أحتكمْ سابقاً على قرشٍ يتيمٍ
من عملةِ النّدم
وعلى سيرةِ القرشِ أخبركَ:
أنَّ البحرَ محرورٌ جداً هذه الأيّام
يُقَلِّبُ رأسّهُ على الصّخورِ
لا زائرُ المدِّ يأتيهِ فيهدأَ قلبُهُ
ولا تجزرُ عنهُ الصورُ, فينام!.
سعاد محمد