40% نسبة ارتفاع الأسعار …فوضى وفلتان في الأســواق والمتهــم هـو الـــدولار..السورية للتجارة : أسعارنا أقل بـ 25% ..التمويــن : /150/ ضبطــاً

فوضى عارمة وفلتان حقيقي تعيشه أسواقنا هذه الأيام بعد أن أصبح كل شيء في حياتنا متعلقاً بالدولار الذي بدأ يرتفع ويرتفع حتى أنه وصل إلى أرقام غير مسبوقة من قبل ،وهذا ما جعل الحجج والذرائع كثيرة لدى التجار وسماسرة الأسواق، كي يتحكموا ويتلاعبوا في ظل غياب حقيقي للإجراءات الرادعة بحقهم ليبقى المواطن هو الضحية الذي أصبح همه الوحيد هو أن يترقب سعر الصرف ويحسب راتبه كم يوماً سيكفيه ! !
يذهب إلى السوق ، يجول بها ،يتفرج ويقارن الأسعار ثم يعود خالي الوفاض لأنه ليس بمقدوره شراء شيء كل ما يسمعه من التجار وأصحاب المحال صغيرهم وكبيرهم أن الدولار يرتفع وأنهم لايبيعون بخسارة وأنهم لاعتب عليهم ولا لوم في رفع الأسعار ،فهو أمر مفروض عليهم ويتساءل إلى متى سيبقى على هذه الحال ومتى تنتهي هذه الحكاية ؟؟

وعود وإجراءات خلبية
المواطنون وأثناء حديثنا معهم، أكدوا بأنهم لم يعودوا قادرين على تصديق كل ما يسمعونه من وعود ،حول الإجراءات أو حول التدخل الإيجابي من هذه الجهة أو تلك ،لأنهم يعيشون واقعاً ويسمعون عن آخر تماماً ،فدائماً الحديث من قبل الجهات المعنية أن الأمور بخير وأن الأسعار مستقرة وكأن هذه الجهات تعيش في عالم آخر.
توجد سلع ارتفعت 40%
يقول المواطن غالب وحود : نعلم أن بلدنا يمر بأزمة وأن الحرب الاقتصادية قاسية ولكن من يتلاعب بقوت المواطنين في الداخل هم الأقسى ويجب اتخاذ إجراءات بحق هؤلاء الذين يرفعون الأسعار من دون مبرر ولكل السلع حتى المحلية منها ،والتي ليس لها علاقة بسعر الصرف ،وكأنهم يستخفون بعقول المواطنين ولكن ينطبق عليهم المثل القائل (يافرعون مين فرعنك فأجاب لم أجد من يردعني) فهذا هو حالهم، وتابع قوله : آمنا وصدقنا بأن بعض السلع مرتبطة بالدولار ولكن هناك سلع أخرى هي محلية ولاعلاقة لها بسعر الصرف ،ومع هذا نجدها ارتفعت قبل تلك السلع المرتبطة بالدولار ،والأمثلة كثيرة حتى أن رفع الأسعار يتم بشكل غير مدروس وغير متكافئ مع سعر الصرف حيث توجد سلع ارتفعت 40% .
المؤسسة السورية غابت في ظروف قاسية
في حين أكد محمود السيد قائلاً: هناك أمر آخر هو أنه لايوجد من يحاسب أو يراقب فالتاجر كل يوم يلجأ إلى رفع الأسعار حتى وإن لم يقم بشراء هذه السلع بأسعار جديدة ،فأنا سأتحدث عما صادفته ،في اليوم الأول اشتريت ليتر زيت نوع فرزات بـ 700 ليرة سورية وفي اليوم الثاني ذهبت إلى المحل ذاته وتأكدت تماماً أنه لم يقم بشراء طرد جديد فطلب مني 750 ليرة وعندما سألته مباشرة كان الرد ارتفع الدولار ،وبالتأكيد حاله حال جميع التجار وكذلك حال جميع السلع ،وللأسف المؤسسة السورية للتجارة غائبة في ظروف قاسية فلا سكر ولا زيت ولاسيما في مراكز بيع المناطق والأرياف وخاصة خلال الأيام العشرة الماضية وهي كانت من أقسى الأيام على المواطن علماً أنها تؤكد باستمرار أن جميع السلع متوافرة ولكن المواطن تهمه سلع أساسية كالزيت والسكر.
أغلقوا محالهم ولن يخفضوا الأسعار
وصال حمود قالت: أيضاً من الأساليب التي لجأ إليها التجار أو حيتان السوق وهذه التسمية الملائمة لهم هو إخفاء بعض المواد واحتكارها أو العمل على إغلاق محالهم ورفض البيع لأنهم يخشون بيع أية سلعة ويتفاجؤون بعد لحظات بأن سعر الصرف ارتفع ولاسيما أنه في الأسبوع الماضي كانت الارتفاعات متوالية ومتسارعة ،ففي كل ارتفاع لهم حصة ونعلم علم اليقين أن مستودعاتهم مليئة وأنهم اشتروا بضائعهم عندما كان سعر الصرف بـ450 ليرة ولكنهم استساغوا التلاعب والاحتكار والطامة الكبرى أنهم لن يخفضوا الأسعار في حال انخفض سعر الصرف .
ارتفاعات عالية
ولدى سؤال بعضهم عن الأسعار المطروحة في الأسواق أكدوا أن كيلو السكر وصل إلى 310 -325 والرز من 400 إلى 550 حسب نوعه كما يقول التجار والزيوت جميعها ارتفعت بمبلغ يتراوح بين 100-150 والحليب بجميع مشتقاته وكذلك الفروج والبيض والمنظفات والمتة والشاي وغيرها من السلع الأساسية وبالتأكيد تختلف الأسعار من محل إلى محل آخر، وعلى حد قولهم حتى لو كانت الارتفاعات طفيفة فإنها تؤثر في المواطنين من ذوي الدخل المحدود .
الأسعار أقل من السوق بنسبة 20-25%
مديرة فرع المؤسسة السورية للتجارة صباح سرميني أجابت عن تساؤلنا عن سبب غياب سلع أساسية من فروع وصالات المؤسسة حيث قالت: جميع السلع والمواد متوافرة وبأسعار تقل عن السوق بنحو 20-25 % أما فيما يخص السكر فيومياً يتم التوزيع ولكن لا يمكن أن نغطي جميع الصالات في يوم واحد إضافة إلى أن الطلب كبير على المادة فخلال ساعات تنتهي المادة من الصالة ، والزيوت تأخرنا في طرحها لأنها كانت تخضع للتحليل في المخبر ولكن مباشرة سنطرحها وبسعر 600 ليرة لليتر الواحد.
أسعار ثابتة
رئيس دائرة الأسعار في مديرية التموين بحماة دانيال جوهر قال: أسعار السلع المستوردة هي التي ارتفعت كونها مرتبطة بسعر الصرف أما بقية السلع فأسعارها ثابتة وأضاف : هناك ارتفاع طفيف بأسعار الفروج والبيض والسبب متعلق بالعرض والطلب كونها سلعاً غير قابلة للتخزين حالها حال الخضار.
150ضبطاً الأسبوع الماضي
في حين أكد رئيس دائرة حماية المستهلك نعمان الحاج أن عدد الضبوط بلغ 150 ضبطاً بحق التجار وأصحاب المحال ممن يتقاضون أسعاراً زائدة من دون سبب أو من دون وجود فواتير نظامية تثبت حقهم في تقاضيها أو لعدم الإعلان عن الأسعار .
ونحن نقول :
مانراه ونلمسه في أسواقنا فوضى حقيقية تتطلب جهوداً مكثفة من الجهات الرقابية لضبطها ومنع التجار من التلاعب بقوت المواطن ، فالمواطن اكتفى بما سمعه ويسمعه عن وعود وإجراءات لا وجود لها على أرض الواقع في حين أنه يغرق في بحر التلاعب والاحتكار.
نسرين سليمان

المزيد...
آخر الأخبار