تكحيل عيون المولود الجديد ..صحة أم موروث؟

اعتدنا أن نرى الأطفال الصغار بعد الولادة وقد كحلتهم أمهاتهم كنوع من الموروث الاجتماعي القائل بأن هذا الكحل سوف يعطي الطفل جمالاً وصحة للعيون.
إذ تعتبر عادة تكحيل عيون الأطفال عامة والمواليد الجدد خاصة من العادات الشائعة، ويرجع تاريخ اختراع واستخدام الكحل إلى حوالى ٣٥٠٠ – ٤٠٠٠ قبل الميلاد لقدماء المصريين حيث استخدم الكحل في الحضارة الفرعونية من قبل الرجال والنساء على حد سواء لتزيين العيون.
لا يعرف بالضبط أصل عادة تكحيل عيون المواليد الجدد ولا أول من قام بها, فهي مجرد عادة وتقاليد يظن من يقوم بها بأن التكحيل يساعد على تقوية بصر المولود وحمايته من الحسد ، وينظف العين بعد الولادة، ويعالج التهابات العين و الحساسية بالإضافة إلى تكبير عين المولود وتطويل الرموش فيكسبها ذلك المنظر الجميل والجاذبية والاتساع الواضح بالإضافة إلى الوقاية من أمراض العين المختلفة التي قد يصاب بها في المستقبل كضعف النظر والساد (الماء الأبيض) !
أما من الناحية الطبية فلا يوجد أي مرجع طبي أو دليل علمي يثبت بأن لتكحيل عين المولود تلك الفوائد التي ذكرت أعلاه بل على العكس تماماً فهذه العادة المنتشرة بين الكثير من الناس لها الكثير من الأضرار الصحية خصوصاً بانتشار استخدام أنواع الكحل الرديئة والملوثة والحاوية على مستويات عالية من عنصر الرصاص، والتي تم حظر استخدامها في العديد من دول العالم لكونها تحمل المخاطر ويحدثنا الدكتور محمد ناصر الاختصاصي بطب العيون عن أضرار هذه العادة فيقول إنه:
١- يزيد من خطر حدوث التهابات العين الجرثومية والفطرية الحادة.
٢- يزيد من حدوث الحساسية العينية سواء لأحد مكونات الكحل او للعوامل الفيزيائية المنتشرة في الجو والبيئة المحيطة بالمولود.
٣- يسبب انسداد القناة الدمعية.
٤- إنّ احتواء الكحل على كميات كبيرة من الرصاص يسبب ارتفاع نسبة الرصاص في جسم الطفل ما يسبب التسمم بالرصاص والذي يؤدي إلى فقر الدم والتشنجات وإنخفاض الذكاء عند الأطفال والتخلف العقلي بسبب التأثير غير العكوس للرصاص على دماغ الطفل.
٥- يسبب العمى وفقدان البصر عند بعض الأطفال لاحتوائه على الميكروبات السامة والشوائب الضارة على عيونهم.
عزيزتي الأم … صحيح بأن الكحل العربي الذي كان أيام زمان المصنع من مواد طبيعية وأعشاب ليس له ضرر على عيون مولودك بل على العكس تماماً فهو يقي من الإصابة ببعض أنواع البكتيريا الضارة لاحتوائه على أحد مشتقات مادة أوكسيد الزنك المفيدة للعين كما أنه ينبت الرموش ويقويها ويكسب العين المنظر الجذاب ولكن توفر هذه المادة أصبح نادراً في يومنا هذا وحتى إن توافرت فلا يمكن ضمان جودتها أو خلوها من الجراثيم والشوائب خصوصاً بوجود الأنواع الرديئة والمغشوشة من الكحل والحاوية على مادة الرصاص السامة فلا تغامري بعيون طفلك أو تضري صحته.
ازدهار صقور

 

المزيد...
آخر الأخبار