ما سبب تعلق البنت بوالدها والولد بأمه؟

منذ الصغر ونحن نستمع إلى مقولة البنت حبيبة أبوها والولد حبيب أمه ولا أحد يدري ما صحة هذه المقولة، فالشائع في الأمر بالفعل أن البنت تميل في صغرها لوالدها وتبادله مشاعر الحب والحنان بشكل أكبر من أمها، بينما يميل الولد إلى أمه ويتودد إليها عن والده. ولا يسري هذا الأمر في جميع الأسر، فهناك بعض الآباء يفضلون الأبناء الذكور عن الإناث ما يؤثر على علاقتهم ببناتهم فيما بعد، أي إن هذا الأمر يكون مرتبطًا بطريقة تفكير الآباء والأجواء العائلية وطريقة التعامل مع الأبناء وعن هذا الموضوع حدثنا المرشد الاجتماعي يوسف على حقيقة الأمر وكيف يمكن للوالدين توزيع اهتمامهم وحبهم على أبنائهم دون تفرقة وقال :

قد يرجع هذا الأمر إلى ميل الأب لتدليل ابنته، بينما يفرض الشدة والحزم على الولد حتى يشب رجلاً قادراً على تحمل المسؤولية في المستقبل. وفي المقابل، تمنح الأم طفلها الحب والحنان في محاولة للتخفيف عنه من شدة والده معه وتعويضه عن حنان الأب. فيزداد تعلق الولد بأمه شيئًاً فشيئا وكذلك بالنسبة للأم، بل قد يصل إلى تفضيل الأم لابنها عن ابنتها ما قد يصيب الحياة الأسرية بشيء من الخلل في العلاقة بين الآباء والأبناء. ورغم حنان الأم على طفلتها وتدليلها لها، إلا أن الابنة تظهر اهتماماًخاصاً لوالدها، فهي تنتظر قدومه من العمل ليلعب معها ويدللها، وفي بعض الأحيان تغار الابنة على أبيها من أمها وتلتصق به بشدة وتغضب بشدة إذا أظهر الاهتمام بوالدتها أمامها، وكلما كبرت الابنة قلت تدريجيًّا مشاعر الحب المفرطة تجاه الأب وبدأت في الاعتدال.
في علاقة الولد بأمه
تحمل الأم لصغيرها مشاعر خاصة، فهو رفيقها الحالي وسندها في المستقبل ويتعلق الولد بأمه لأنه يقضي معها معظم الأوقات، ومثلما تفعل الصغيرة مع والدها يفعل الطفل أيضاً مع والدته، فيغار عليها من والده وتظهر هذه الغيرة عندما يرى أبويه في حوار هو ليس طرفاً فيه.
ولكن من الضروري الإشارة إلى أن تفضيل الولد لأمه أو البنت لأبيها إذا كانت طبيعة العلاقة صحية لن يعد تمييزاً، بل يعبر فقط عن متانة العلاقة بينهما وليس أكثر، فتظل البنت أيضاً محبة لوالدتها فهي صديقتها المقربة ومستودع أسرارها، ويظل الولد أيضًا يرى في والده القدوة والسند في الحياة.
وقال لنا نصائح مهمة للوالدين للتقرب من أطفالهما : التحاور مع الأبناء وعبري عن الحب لأطفالك جميعاً، ويجب عليكِ أنتِ وزوجكِ إظهار حبكما لبعضكما البعض أمام الأبناء، فينعكس الأمر على الأسرة بأكملها.
توطيد علاقة زوجك بطفله بعيداً عنك إذا لاحظ أنه يميل لكِ ويغار عليكِ منه، كأن يصطحبه مثلاً لنزهة في الخارج أو يلعب معه بأحد الألعاب التي يفضلها، والعكس أيضاً أنتِ مع صغيرتكِ.
المساواة في التعامل مع الأبناء الذكور منهم والإناث وتقديم الحب والحنان والدعم لهما على حد سواء، مع القدرة على التفرقة بين الموقف الذي يتطلب حزماً أو ليناً معهم.
تجنب إظهار أي خلافات خاصة بينكما أمام الأبناء، حيث في المعظم سيفضل الأبناء الميل نحو أمهم على حساب أبيهم، وحتى لو تصالحتما فيما بعد، فقد يرفض الأبناء التعامل مع الأب ويكنون له مشاعر غير محببة بسبب عدم قدرتهم على نسيان تفاصيل الخلاف الذي حدث أمامهم.
التواجد بالمنزل وسط أبنائكم لفترة طويلة مع إعطائهم الفرصة للتشبع بكم معنوياً ومادياً، حتى لايلجأ الأبناء إلى البحث خارج المنزل عن مصدر للاحتواء أو لمن ينصت إليهم.
قد يميز الأطفال في بعض الأحيان أحد الوالدين بمعاملة خاصة مميزة عن الوالد الآخر، ولكن تقع المسؤولية الكبرى على الوالدين في تعديل مسار هذه العلاقة والتقرب إلى أطفالهما على قدم المساواة، فكل ما يهم الطفل هو أن يشعر بالحب والحنان من الطرفين.
شذا رحال

المزيد...
آخر الأخبار