هيئة تنمية المشروعات تفتقد التمويل ! دورها يقتصر على التدريب والمشاركة بالمعارض فقط 80 مشروعاً بمهرجان الربيع 5 مشاريع بمعرض دمشق الدولي
يحلم كل شاب وفتاة بغدٍ أفضل ليصبح في المستقبل رجل أو سيدة أعمال أو صاحب منشأة ما أو عمل ما يؤمن به عيشه … ولكن كيف ذلك.. وأين..؟
هذه الأسئلة تدور في أذهاننا جميعاً وخصوصاً شريحة الشباب الباحثين عن فرصة عمل في ظل هذه الظروف علماً أن بعضهم لا يملك أية شهادة علمية أو عمل ما..
وهنا يكون للخريجين وأصحاب الشهادات العلمية الفرصة الأكبر في إيجاد عمل وتلبية متطلبات السوق من جميع النواحي.
من هذا المنطلق توجهنا إلى هيئة تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة بحماة والتقينا مدير الفرع غسان جرجس ليطلعنا على أهمية الهيئة في تأمين فرص عمل لهؤلاء الشباب وحرصاً منها على مكافحة البطالة.
تحسين مستوى المعيشة
وعن هذا الموضوع قال: إن هيئة المشروعات الصغيرة والمتوسطة في حماة هدفها تحسين مستوى المعيشة وتخفيف الفقر، وهذا المشروع الذي يبدو صغيراً في البداية يتيح فرصة اقتصادية لأصحاب الدخل المنخفض كما يساعد على تلبية احتياجاتهم وتأمين سلعهم وخدماتهم البسيطة، فالمشاريع الصغيرة تؤدي دوراً مهماً وهي معامل وورشات عمل مصغرة من خلال تدريب الكوادر البشرية في جميع الاختصاصات .
تدريب وتشغيل
و أشار جرجس إلى أنه في عام 2016 صدر القانون رقم 2 والذي تم بموجبه إحداث هيئة تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة وترتبط بوزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية لتحل محل هيئة التشغيل وتنمية المشاريع إلا أن الهيئة وبعد أن فقدت دورها التمويلي الذي ارتبط بهيئة مكافحة البطالة واقتصر دورها فعلياً على التشغيل والتدريب لم تعد قادرة على تلبية احتياجات المرحلة الحالية والتي تتطلب ضرورة تنمية قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتمويلها.
وأشار مدير فرع الهيئة إلى مشاركات في العديد من المهرجانات في المحافظات وأهمها مهرجان ربيع حماة هذا العام من خلال 80 مشروعاً حيث تكفلت الهيئة بدفع جميع النفقات عن أصحاب المشاريع وذلك لدعم المنتج المحلي وتسويقه وربطه بالمستهلك بشكل مباشر كما تكفلت بإقامة المشاركين من خارج المحافظات وتقديم التسهيلات لإقامتهم مجاناً خلال المهرجان.
اختراع وخمسة مشاريع
في معرض دمشق
كما كشف مدير فرع الهيئة أن فرع الهيئة شارك بمعرض دمشق الدولي بدورته الـ 61 بخمسة مشاريع صغيرة ومتوسطة وباختراع واحد ضمن معرض الباسل للإبداع والاختراع على هامش المعرض ، وكانت المشاريع المشاركة هي : مستحضرات طبية (شامبو طبي) ومعمل المنظفات ، ومعمل شوكولا ، ومعمل كونسروة (كتشب وصلصة) ، ومعمل أحذية وأما الاختراع فهو جهاز تحويل الماء إلى طاقة وهو للمخترع زاهر خياط وأيضاً يوجد مخترع آخر لجهاز تعقيم طبي وهو زياد ضومط
21 متدرباً في ( ابدأ مشروعك
ونوه إلى أن هيئة تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة تقوم بتنفيذ دورات تدريبية بريادة الأعمال حيث تم تدريب 21 متدرباً ومتدربة من مختلف الشهادات العلمية والثقافات على دورة « ابدأ مشروعك» وتهدف إلى تدريبهم على إعداد دراسات الجدوى الاقتصادية للمشاريع من خلال طرح وشرح الخطوات التالية : ( كيف تؤسس المشروع – نقاط القوة والضعف – دراسة السوق ومن هم المنافسون لديهم- آلية التسعير والبيع – الدعاية والإعلان والترويج) واستمرت الدورة لمدة أسبوعين وتقام هكذا دورات بشكل دوري.
برنامج للتدريب
وأشار جرجس إلى أنه يوجد برنامج تدريب المواطنين من عمر 18 إلى 50 سنة من ذوي الدخل المنخفض على دورات عديدة منها ( الخياطة – اد.اس.ال – برنامج الأمين – صيانة الموبايلات – كوافيرة – تنظيف بشرة – وأيضاً يوجد دورة سكرتارية تنفيذية) ومن شروط التقدم للدورات صورة شخصية وطلب مجاني من مديرية الهيئة.
مشروع ناجح
ومن خلال الحديث مع جرجس عن بعض المشاريع التي مولت سابقاً من الهيئة قبل هذه الفترة ذكر أن هناك مشروعاً تم في ريف مصياف لمواطن يمتلك 4 أبقار فقط وبعد أن قدم صاحب المشروع الطلب وتمت الموافقة عليه وتمويله ومتابعته أصولاً لاحظنا أنه عاد بالفائدة عليه بعد خمس سنوات منذ بداية مشروعه وقد بنى حظيرة أبقار خارج بيته وأصبح يملك أكثر من 10رؤوس وخلاط علف ما حسّنَ وضعه المعيشي بمستوى جيد وذلك من خلال اهتمامه بالمشروع ونجاحه به والإشراف عليه من قبلنا.
ضرورة ملحة
أوضح جرجس أن الركيزة الأساسية لتنمية وتدعيم وتسهيل نمو وازدهار هذه المشاريع يتم من خلال العمل على تنمية هذا القطاع و بهذا يكون الأسرع على امتصاص سلبيات الأزمة وآثارها،وأيضاً يساهم في تحقيق الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي وضمان استدامته وتحقيق النمو. لذلك تعد المشاريع الصغيرة والمتوسطة من الضرورات الملحة لبناء المجتمع.
وأوضح أن دعم المخترعين من الجهود الكبيرة التي تبذلها الهيئة لتشجيعهم على مواصلة اتجاهاتهم العلمية وتطوير إبداعاتهم والاستفادة القصوى من هذه المشاريع التي أبدعوها لجهة توفير الوقت والجهد في الكثير من مفاصل العمل ولاسيما أن سورية تعيش حالة تعافٍ وإعادة إعمار ويتطلب من هؤلاء المخترعين في هذه المرحلة زج كل الإمكانات لفائدة البلد والمجتمع.
معوقات
وأكد جرجس أنه ورغم الاهتمام المتزايد للهيئة ولهذا القطاع إلا أنها تعاني من عدة معوقات وصعوبات، ويأتي التمويل في مقدمتها، ولايقتصر التحدي المالي فقط في الحصول على التمويل، بل أيضاً في نمط التمويل، فالمشاريع الصغيرة والمتوسطة قد تحصل على القروض قصيرة الأمد أو التسهيلات الإئتمانية ذات الأمد القصير في حين تبرز حاجتها لتمويل رأس المال الثابت (أي في مرحلة تأسيس المشروع وتوسعه).
وهذا حين توافر التمويل طبعاً لأن سني الأزمة قد حالت من دون ذلك وإن شاء الله في المستقبل القريب سيكون للهيئة دور مهم في تمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة وبأسعار فائدة مخفضة وتقوم الإدارة حالياً بدراستها علماً انه رغم كل الظروف التي مرت ببلدنا الحبيب كانت الهيئة تعمل وبكل جهد حسب الإمكانات في تسهيل بعض المشاريع وإعداد الجدوى الاقتصادية لها عدا عن إقامة الدورات المجانية كما ذكرنا.
اقتراحات وطموحات
وكان لمدير الهيئة بعض المقترحات وتمنى ان تكون من أولويات الوزارة وهي : إعادة دعم الهيئة من خلال برنامج تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة بفوائد مخفضة وأن تستهدف الشرائح ذات الدخل المنخفض وذلك لضمان نتائج إيجابية وتحسين مستوى معيشة المواطن وفتح فرص عمل حقيقية علماً أن المشاريع الصغيرة والمتوسطة هي كانت الداعم الأساسي للاقتصاد الوطني، والنظر إلى القطاع الزراعي وجعله من الأولويات لأنه المصدر الرئيسي للأمن الغذائي وأيضاً يعود بالفائدة على الفلاح وخاصة خلال هذه الظروف.
كلمة المحررة
نعلم ان الكثير من المواطنين بحاجة إلى فرصة عمل وأيضاً بعضهم لايملك أية شهادة ولا مبالغ مالية ليبدأ به مشروعاً او يفتح محلاً، هؤلاء هم من أولويات هيئة المشروعات الصغيرة والمتوسطة في حماة ومن خلال مساعدتها لهم لتحسين حالتهم المعيشية.
صفاء شبلي