ألوان شتى تنسحب من حياتنا, وترمي بظلالها القاتمة المظلمة في رحلة عمرنا (القصيرة الطويلة),وتصعقنا ونحن نكتشف مفردات إنسانية جوهرية حميمية في تكويننا تسحق بكل وضاعة وخسة ودون أن يرف لهم جفن, ترى هل هو مأزق إنساني اقتحم حياتنا خلسة أم…؟
أخ يطلب من أخيه (المهجر قسراً) أن يغادر منزله في ساعة متأخرة من ليل شتائي شديد البرودة ( لأن زوجته ترفض أن يشاركها أحد منزلها ), هذا ما رواه لي أحد سكان الغوطة الشرقية, عندما كنت في دمشق (زيارة) وتسمرت الدمعة في عينيه, وتابع قوله بانكسار ولوعة: إذا كان أخي, ابن أمي وأبي فعل بي هذا ,فلن انكسر في حال تجاهلني وطردني الغريب.
وتساءل بألم: هل الحب ينسحب من حياتنا وكأنه حالة طارئة أو عابرة, هل الحب (الإنساني عامة) مفردة إنسانية دخيلة بحياتنا أو كذبة طالما تغنينا بها وقت الرخاء ,سقطت عند أول امتحان (كارثي). قال لي: لا أخفيك.. بلحظتها كفرت بكل شيء وأي شيء , ولكن عندما وجدت من الغريب مساعدة في العمل والحصول على مأوى لي ولأسرتي , أيقنت بأن هؤلاء (الغرباء) عني و الذين لا أعرفهم سابقاً هؤلاء هم أخوتي وأهلي وسندي في وقت الشدائد والمحن ,وذاك الذي رماني للطريق لايمت بصلة لي ,وأن الحب في أهل بلدي متأصل وجوهري وليس حالة عابرة.