القمـامــة تعــود لشــوارع ســلمية آليات معطلة ونقص بالعمال المواطنون : الواقع يزداد سوءاً مجلس المدينة : بـ 19 مليون ليرة نعيد النظافة

مع انتهاء عقد النظافة لمؤسسة الآغاخان مع مجلس المدينة ، منذ نحو 15 يوماً ، والذي كان يؤمن فرصة لـ 450 عامل نظافة ، بدأت القمامة تنتشر بشوارع وأحياء مدينة سلمية ، وتبقى فيها لأيام عديدة بدون ترحيلها ، بظل إمكانات ضعيفة و شبه معدومة، من تعطل ونقص آليات ، وشح حاد بعدد العمال وغياب المحروقات لتشغيل الآليات وعدم قدرة مجلس المدينة على توفيرها ، وهذا يثبت عدم قدرة مجلس المدينة العمل على بقاء المدينة نظيفة ، والواقع الخدمي وخاصة النظافة كل يوم من سيئ إلى أسوأ ، ويطرح الواقع المزري الحالي للنظافة تساؤلات عديدة ، فهل بات المجلس غير قادر على ترحيل القمامة بدون عروض وعقود من مؤسسة الآغاخان ، و عاجزاً عن تقديم أبسط واجباته وتقديم الخدمات للمواطنين ، وماذا سيفعل مستقبلاً إذا لم يعد هناك عقود نظافة ؟؟؟!!

يزداد سوءاً
عدد كبير من المواطنين الذين التقيناهم بالحي الشمالي والشرقي والكريم حدثونا عن معاناتهم من تراكم القمامة وقالوا : واقع النظافة يزداد سوءاً كل يوم ، وبدأت القمامة تعود للتراكم بالشوارع والأحياء ، بالإضافة لانتشار حظائر تربية الحيوانات ومخلفاتها بالأحياء ، ولاحظنا خلال الأسبوعين الماضيين غياباً تاماً لآليات وعمال مجلس المدينة .
سنصفق لكم !
سليمان فوزي حدثنا قائلاً : عادت أكوام القمامة لتزين شوارع سلمية ، وتنتشر روائحها الضارة في أنحاء المدينة ، ذات يوم قلت ونشرت بأنه لولا شبكة الآغاخان ، لكان حال النظافة في سلمية كارثياً ، فانبرى أحد مسؤولي مجلس المدينة ، ليقول : لنا دور مهم في النظافة ، والآن أقول : أرونا دوركم وسنصفق لكم حتى النهاية .
ضيف ثقيل
الأديب مهتدي غالب ، حدثنا قائلاً : يبدو أن القمامة الضيف الثقيل ، برائحته الكريهة وحشراته الضارة ، يطل علينا من جديد مع كل فجر ، محملاً بأنواع مختلفة من العطور المصنعة خصيصاً لتدمير الذائقة العامة ، وللأسف يساهم أهالينا الأحبة مع المسؤولين عن إزالتها بازديادها ، حتى بتنا لا نستطيع الجلوس بشرفات منازلنا ، نأمل أن تنتهي هذه المشكلة ، ونرى فجر سلمية معطراً بنسيمها الرائع الجميل .
حاويات لشارع حماة
الزميل الصحفي أمين ميرزا ، أكد لنا بأن واقع النظافة من الأولويات للمدينة وأهلها ، وهناك بعض الشوارع النظافة فيها مقبولة نسبياً ، وغيرها بالعكس ، وظاهرة تراكم القمامة بالمنصفات باتت مسألة مزعجة ومنظراً غير مستحب ، ونطالب بحاويات بشارع حماة لجمع القمامة بدلاً من تراكمها وخاصة بوجود المشفى الوطني وعدد من المدارس.
بحاجة لاهتمام
تونيا عجوب تقطن جانب حديقة زعير بالحي الجنوبي ، قالت لنا : الحي بحاجة لاهتمام بواقع النظافة وترحيل القمامة ، حرصاً على بقاء البيئة نظيفة وصحية .
كانت نظيفة
رنيم زينو ، قالت لنا : أحسسنا خلال الأشهر الماضية بنظافة مقبولة بشوارع المدينة ، ومن أيام بدأت تنتشر القمامة وتتراكم بأغلب الشوارع وتبقى لأيام عديدة بسبب تأخر مجلس المدينة عن ترحيلها ، وهذا ما ينعكس سلبياً على البيئة وصحة المواطنين لانتشار الروائح الكريهة منها وكثرة الحشرات الناقلة للأمراض.
بحاجة إلى 19 مليون ليرة
نائب رئيس مجلس مدينة سلمية المهندس اسماعيل موسى حدثنا عن واقع النظافة قائلاً : قبل عقد مؤسسة الآغاخان بشهر ونصف ، كان هناك خطة نظافة عملنا بها ، وكنت أنا مشرف على تنفيذها بعد تكليفي من قبل المحافظة ، وكان التنفيذ ناجحاً بكل المقاييس ، وبشهادة المواطنين ، وبعد البدء بعقد مؤسسة الآغاخان ـ برنامج لنعمل معاً في 1/5/2019 ، واستلامهم معنا جزءاً كبيراً من العمال حيث بلغ عدد العاملين /300/ عامل نظافة ، وتم التعاقد مع متعهد خاص بعدد من الآليات للترحيل ، بالإضافة لآلياتنا ، وتأمين محروقات بشكل جزئي ، وأصبح العمل منظماً ومتقناً ، وبعد انتهاء عقد المؤسسة ، تم التخطيط والعودة بالسرعة القصوى إلى خطتنا السابقة ، وتم التجهيز لها ، لكننا اصطدمنا بواقع ، جعلنا مكتوفي الأيدي .
المسألة الأولى : غياب رصيد مادي بالوحدة الإدارية لتغطية ثمن مادة المازوت للآليات خلال النصف الثاني من السنة الحالية ، حيث تبلغ حاجتنا لنحو /40 / ألف ليتر حتى نهاية العام ، وحالياً لا يوجد منها أي ليتر.
والمسألة الثانية: لا يوجد أيضاً رصيد مادي لإصلاح سيارات القمامة المعطلة وعددها /4 / آليات ، وخلال الفترة الماضية ومنذ شهرين تمت مراسلة الوزارة بخصوص تعديل الموازنة ، من أجل نقل الأموال من أحد الأبواب إلى باب المحروقات والصيانة ، لكن لم تتم الموافقة على التعديل !
ويضيف موسى قائلاً : كمجلس مدينة وبآلياتنا المتواضعة وعدد عمالنا البالغ 32 عاملاً ، نستطيع أن نجعل مدينتنا نظيفة كما كانت ، عند توافر المازوت وإصلاح الآليات المتوقفة ، وتجربتنا قبل المؤسسة تشهد لنا بذلك.
والمجلس بحاجة لدعم مادي ما بين 16 – 19 مليون ليرة ، حتى نصلح الآليات كلها ، وتصبح بالخدمة ، وضمنها الجرار الذي نحن بأمس الحاجة له لضرورته بالعمل وتركيب مضخة الصاروخ عليه ، وأيضاً الكانسات وعمرة لبعض السيارات. وبالنسبة للحل بالوقت الحالي فإني لا أرى أفقاً له .
ختاماً :
من خلال ما تقدم ، هناك الملايين من الليرات السورية ، التي تعد موارد المجلس المالية من الاستثمارات والجباية ، فلماذا لا يقوم المجلس بالاستفادة منها لإصلاح الآليات ؟. فمنذ سنوات نعلم بتعطل الآليات ونقص العمال والمحروقات ، والتي باتت الحجة والذريعة الدائمة بالتقصير بترحيل القمامة ونظافة الشوارع والأحياء .!!!
وإذا كان المجلس عاجزاً عن أداء أهم واجباته وهي نظافة الشوارع وترحيل القمامة، ويتوقف عمله على عقود نظافة مع مؤسسة الآغاخان ، فالعقود مؤقتة وليس لها الديمومة ، وهذا يؤكد العجز التام للمجلس عن أداء أهم واجباته تجاه المدينة وأهلها، وهو المسؤول الوحيد عن هذا التقصير ، وفي ظل ذلك لابد من تدخل فوري من المسؤولين بالحكومة والوزارة والمحافظة ، لإيجاد حلول جذرية لمشكلة القمامة وترحيلها يومياً قبل تفاقمها ، فالواقع يزداد سوءاً كل يوم حرصاً على صحة المواطن وسلامة البيئة.
حـسـان نـعـوس

المزيد...
آخر الأخبار