يؤرّقني أن أكتب على بوابة القلب حكايات الشوق والتوق والعشق و.. الجنون!..
يؤرّقني أن ألمس مواجع الحروف…
وأن أطرق على صدر الريح.. موقعاً فوق جسر التنهدات
على الكلمات
*هذا أنا.. أفتح شبابيك الرؤى..
هذا أنا.. أتسّلق سلماً صاعداً إلى دارة القمر..
أرفع صوتي بحداء الزمن الصعب.. الزمن الرمادي.. الزمن الذي تماهت فيه الخطوط والحدود و.. الألوان..
*من ذاك الذي يلوّح بكفيه!!
في أي درب أرى قمر الطفولة؟
في أي طريق ترتمي لغة البراءة والعذوبة والشفافية؟
في أي زمن تحمل لنا الذكريات برد الهجير ونسيمات المحبة؟
*لقد هطلت أمطار الحزن على القلب…
لقد استحالت الضلوع الحانية إلى أطلال..
والحبّ صار مجرّد لوحة شاحبة الظلال والألوان!
*أهكذا يرين الصمت في دفاتر الوجد!!
أهكذا ينقلب الحنان السابغ إلى أردية فضفاضة!
*و.. بحار الشوق نسيت شواطئها..
و.. أنهار العشق تاهت عن أحضانها..
و.. عصافير القلب ضيّعت تراتيلها..
و.. والأوتار تقطعت ساحبة آخر الألحان..
*أضاعت السيمفونيات نوتاتها..
وفقدت الوجوه معالمها وسماتها..
*العيون الضاحكة تنظر في الفراغ..
والأفواه علّقت كلماتها..
لقد هطلت أمطار الحزن على القلب!!
*غدت الطفولة كمبيوتراً وأزراراً..
صارت الأقلام رؤى بعيدة و.. أحلاماً..
والذكريات الماضية مشجباً..
واللغة ـ التي نتخاطب بها ـ أرقاماً
*الروح غادرتنا… والأشجار هربت من حدائقها..
*لماذا نكتم هذا الوجد؟
لماذا نكبت هذا الحبّ؟
لماذا نطحن الكلمات.. نعرّيها من معانيها وأسرارها ودفئها وظلالها؟
لماذا.. لماذا؟؟
*ياقمر الطفولة أطلت الغياب..
طلاّتك نادرة و.. زياراتك متباعدة..
ياقمر الطفولة اشتقنا إليك..
دارة الحب تمدّ إليك أذرعها..
وبياض الورق يشهق انتظاراً!!
*هذا القلب، الطفل، ينبض..
هذا القلب، الحامل همّ العالم يخفق..
هذا القلب ينادي..
هل من عودة إلى الينبوع؟
هل من رجعة إلى حضن الأم؟
هل من جذر ضارب في عمق العمق يدفع عنا هذا الملل العالق فينا!!
*من يهب لنا اليوم برعماً أبيض أو أحمر؟
من يبعث فينا هذا الكامن؟
يشرق فيه بياض الورق النائم..
ليكون حمامة أمن.. أو حبّ.. وسلام..