رياض وزارة التربية غائبة في مصياف 8 سنوات عمر مطالبات الأهالي 3 غرف صفية لليونيسيف التربية : بوادر انفراج بالعام القادم
منذ أكثر من 8 سنوات ونحن نطرح الموضوع بناء على مطالبات من المواطنين في مدينة مصياف وللأسف لا جديد هذا العام سوى زيادة معاناة الأهالي وارتفاع أصواتهم ومطالباتهم بضرورة إحداث رياض لوزارة التربية تنجيهم من الأقساط المرتفعة في الرياض الخاصة التي فاقت قدرتهم، ففي السنوات الأولى من طرحنا للموضوع ربما كانت المعاناة أقل والسبب هو أن الأقساط كانت مقبولة في الرياض الخاصة وكانت حينئذ تستقطب غالبية الناس ولكن بعد أن ارتفعت الأقساط بشكل مرعب بشكل يفوق قدرة معظم المواطنين من ذوي الدخل المحدود ترافق ذلك مع أوضاع معيشية قاسية وغلاء أسعار لحق بجميع المواد والسلع، ظهرت الحاجة الماسة لها ولاسيما أنه لا مفر من إلحاق أطفالهم بالروضة نظراً للدور الكبير والهام الذي تؤديه الرياض في تهيئتهم وتنشئتهم وإعدادهم للمدرسة.
معاناة الأهالي
المواطنون في مدينة مصياف في كل مرة يتحدثون عن معاناتهم وعن استغرابهم لعدم وجود رياض لوزارة التربية خلافاً لجميع المناطق التابعة لحماة وفي كل عام الجديد الذي نلمسه في حديثهم هو ارتفاع الأقساط.
سأضطر للاستغناء عن وضع أحدهما في الروضة
تقول ريما وهي موظفة: عندي طفلان سأضطر للاستغناء عن وضع أحدهما في الروضة لأنني غير قادرة على دفع القسط لكليهما وسأعمل على تسجيل ابني الأكبر كونه في المرحلة التحضيرية وهو بحاجة ماسة إلى الالتحاق بالروضة في ظل المناهج الحالية علماً أنني على قناعة بأن الروضة ضرورية لكل طفل ومنذ عمر 3 سنوات فهي تنمي مواهبهم وتوسع مداركهم وتجعلهم اجتماعيين بغض النظر عن كوني موظفة مضطرة للبحث عن مكان آمن أضع به أطفالي.
ارتفاع جديد في كل عام
هبا قالت: في كل عام هناك ارتفاع جديد بأقساط الرياض الخاصة شأنها شأن أية سلعة حيث تتراوح الأقساط هذا العام بين 65– 90 ألف ليرة وكل روضة لديها تبريراتها للقسط الذي تتقاضاه لناحية الخدمات التي تقدمها وأضافت قائلة: بالتأكيد هذا الرقم الذي تطلبه الروضة في بداية العام لايعد الرقم النهائي فهناك أقساط للكتب وأخرى للتدفئة وثالثة للأنشطة الأخرى وحفلات أعياد الميلاد وغيرها، وأنا واثقة والكلام لها أن أسراً كثيرة تخلت عن تسجيل أطفالها بالروضة .
روضات اليونيسيف لا تلبي الطموح
علاء ملحم قال: بتنا نتذكر هذه الأيام رياض الاتحاد النسائي او نقابة المعلمين التي كانت لا تلبي الطموح ولكن أصبحنا نراها نعمة في وقتنا هذا، بسبب ضيق الأحوال، فهل عجزت الجهات المعنية عن إحداث روضة؟ نعلم أن الظروف التي تمر بها بلادنا قاسية وقد لا تكون هناك إمكانات لبناء الرياض ولكن ما من مشكلة إلا ولها حل، فهناك أبنية أو رياض قديمة يمكن ترميمها والاستفادة منها أما الرياض التابعة لليونيسيف والتي تم افتتاحها العام الماضي في بعض المدارس فلا تستوعب سوى 30 طفلاً في حين أن المدينة فيها مئات الأطفال، وغالبية الأسر تعاني من ضيق الحال من دون أن ننسى أن مصياف استقبلت آلاف الأسر المهجرة وهذا يجب أن يجعلها محط أنظار المعنيين لناحية توفير الخدمات الأساسية فيها ولكن على أرض الواقع ما نعيشه بعيداً كل البعد عن الاهتمام.
بوادر انفراجات
عبد الجبار الحفيان رئيس دائرة التعليم الخاص في مديرية التربية بحماة قال: حالياً البناء متوقف بسبب الظروف القائمة ولكن توجد بوادر انفراجات مع بداية العام القادم أي في الموازنة الجديدة للبدء بمشاريع البناء، ففي حال وجود قطعة أرض مخصصة للتربية ضمن مدينة مصياف أي مستملكة لصالح التربية مباشرة نقوم بمراسلة الوزارة مشيراً إلى أن الأبنية التي تم استلامها في بعض المناطق كانت مخصصة منذ عام 2008 وكانت الأبنية على الهيكل وحالياً انتهى العمل بها .
3 غرف صفية لليونيسيف
وأضاف قائلاً : منذ العام الماضي تم افتتاح 3 غرف صفية تابعة لليونيسيف بمصياف في كل من مدرسة سيف الدولة وقطر الندى وأحمد الملوحي وهي مجانية بالكامل كل منها تستوعب 30 طفلاً وأية مدرسة توجد فيها 3 غرف شاغرة نحن مستعدون مباشرة لإحداث روضة جديدة وهذه الرياض تحل المشكلة إلى حد ما ريثما تحدث رياض لوزارة التربية، علماً أن الرياض الموجودة حالياً في معظم المناطق وحتى في مركز مدينة حماة هي رياض مقتطعة من المدارس وليست بناء مستقلاً.
أما عن الأقساط التي تتقاضاها الرياض الخاصة ففي بداية الشهر العاشر سنبدأ القيام بجولات وكل روضة تتقاضى أقساطاً مرتفعة ستتم مخالفتها .
ونحن نقول:
بالنسبة لإحداث رياض ضمن المدارس فأعتقد أنه صعب لأن المدارس في مصياف تعاني من قلة الغرف ومن الكثافة الصفية المرتفعة، أما فيما يخص توافر الأرض فالأرض موجودة حسب المخطط التنظيمي للمدينة فما نحتاجه هو العمل الجاد وليس إلقاء المسؤوليات كل جهة على الأخرى فإحداث روضة في مصياف ليس فقط رحمة للأهالي من تكاليف القطاع الخاص، وإنما هو أيضاً مشروع يخلق فرص عمل جديدة فنحن لا نريد الكتابة وطرح الموضوع لأجل الكتابة فقط وإنما نريد حلاً لمشكلة يعاني منها المواطنون وتسبب وجعاً حقيقياً لهم.
نسرين سليمان