كأنه من العشوائيات حي تشرين ركام وأتربة وقمامة وأعمال غير منتهية التعاون السكني: 25 مليون ليرة لكل مرحلة من الأرصفة
السكن اللائق أحد المتطلبات الضرورية والهامة في الحياة، وكذلك الخدمات المقدمة للمواطن القاطن في المسكن أو الحي، مشوار طويل في بعض الأحيان يبدأ بحلم قد يتحقق وربما لا يرى النور.
فمن أحد أشكال الحصول على مسكن هو عبر التسجيل والاكتتاب في الجمعيات السكنية ومنها حي تشرين الواقع على الطرف الشمالي لمدينة حماة.
* المواصلات
بدأت إحدى القاطنات في الحي حديثها إلينا بالتساؤل إن كان الكلام سيؤتي أية نتيجة، معتبرة أن المعاناة الأكبر هي في مشكلة المواصلات فلا يوجد سوى سرفيس واحد وهو لا يلتزم كثيراً بالخط ويضطر من يريد التنقل من وإلى الحي ـ خاصة بفترة بعد الظهر ـ المشي إلى المفرق واستخدام ميكرو الضاهرية وربما يضطر للمشي إلى أو من البحرة حتى الحي.
وتقول: ليس من حديث للناس سوى حديث النقل لدرجة أن بعضهم يفكرون ببيع شققهم بسبب صعوبة المواصلات.
* وعد الكمون وزهر الزيزفون
تتعرض بعض المشاريع السكنية إن لم يكن معظمها للتعثر وتضاعف مدة الإنجاز لضعف أو اثنين أو ثلاثة.
يقول سكان الحي إنهم سجلوا منذ السبعينيات واستلموا شققهم في 2011 إلا أن هناك جمعيات لم تنته مشاريعها رغم استلام القاطنين لشققهم مثل (المصاعد ـ الأنترفون ـ البلور الخارجي… الخ).
ويقولون: إن الأعمال في الحي كان يجب أن تنتهي منذ 10 سنوات إلا أن هذا لم يحدث وقد كان سير الأعمال جيداً إلا أنه مع بدء الأحداث بدأت الأعمال بالتباطؤ ومن ثم التوقف التام.
* عطشان ياصبايا.. دلوني ع السبيل
يقول سكان الحي: إن بناء خزان المياه متوقف منذ بداية الأحداث وهو يحتاج لإكمال لتخديم المنطقة وقد هرب المتعهد تاركاً 10 ملايين ليرة هي قيمة التأمينات تجنباً لخسارة أكبر بحال إكماله العمل.
أما المياه التي تضخ في الشبكة فهي تضخ ببعض الأحيان من بئر احتياطي مياهه كلسية وهذا يؤدي إلى وجود الكلس والرواسب في المياه رغم أن أغلب الضخ يكون من المياه الرئيسية.
وعند تركيب عداد مياه يدفع المشترك غرامة هدر مياه قيمتها /10 ـ 15/ ألف ليرة عدا قيمة العداد وهذا بحجة استهلاك المياه لدى العمل ببناء الجمعية رغم أن الجمعية تركب عداداً تجارياً لدى إنجاز العمل.
* وللكهرباء صعقتها أيضاً
وينطبق الموضوع على الكهرباء فلدى تمديد الشبكة الكهربائية الأرضية تم استيفاء 30 ألف ليرة إضافية من كل شقة، ويقبع الحي في ظلام دامس فلا إنارة في الشوارع أو بين الأبنية لدرجة تثير القلق والخشية والخوف من السير في الطريق ويقوم بعض الأهالي بتشغيل إنارة خاصة من منازلهم في مدخل البناء أو على البرندة.
* أشبه بالعشوائيات
ويقول السكان: نشعر وكأننا في حي من أحياء العشوائيات وليس في مشروع سكني جديد منظم، فأغلب الأعمال غير منتهية فالشارع بنهاية الفيلات لم يتم إكماله رغم أن جواره مسكون منذ 15 سنة أما الأعمال غير المنتهية في بعض المشاريع فتؤدي إلى انتشار الغبار والأتربة إلى الشقق المجاورة المسكون بعضها، وكذلك إلى انتشار الردميات والأنقاض والأتربة في الشوارع.
أما النظافة فهي ليست جيدة حيث تقوم سيارة النظافة بتفريغ الحاويات فقط كل فترة وتظل الأوساخ والقمامة حولها والمفروض أن يتم تخصيص عمال لجمع القمامة وعدد الحاويات 10 ـ 12 حاوية بينما يحتاج الحي لـ 30 حاوية.
أما الجرار والبوكات الصغير فيأتي بعد كثرة المطالب وبفترات طويلة ما يؤدي لانتشار الأوساخ في الأرض، وقد وعدنا بتزفيت الشوارع منذ الشهر الرابع وتم تخصيص المبالغ اللازمة للبلدية ولم نر شيئاً على أرض الواقع.
ويقول الأهالي: بعض العائلات تسكن في الحي منذ 9 سنوات ومازالت المعاناة مستمرة.
* وللمدرسة مطالبها
وبلقائنا مدير مدرسة الحي عبد اللطيف الحساني طالب بإصلاح بعض الأثاث إضافة إلى 200 مقعد مخربٍ بشكل كامل بسبب استضافة طلاب إدلب في مركز إيواء بالمدرسة وقد قمنا برفع كتاب بهذا الشأن ونأمل الاستجابة السريعة ونحتاج إلى طاولة وبعض البرادي، فلا وجود لها بكل المدرسة مع أن كل الصفوف معرضة للشمس كما نحتاج إلى مرشد نفسي وغرفة معلوماتية.
وضم مدير المدرسة صوته إلى صوت الأهالي بخصوص الأنقاض والأوساخ خاصة ما يتعلق بما يحيط بالمدرسة التي تضم نحو 4500 طالب وطالبة من الصف الأول حتى التاسع.
* تجزئة الأعمال
ولدى مراجعتنا الاتحاد التعاوني السكني لمزيد من المعلومات زودونا بنسخة من كتاب يتحدث عن تجزئة أعمال الأرصفة من أجل السرعة في التنفيذ هذا نصه:
بناءً على طلب الاتحاد التعاوني السكني بحماة تم إعداد دراسة لتنفيذ الأرصفة في حي تشرين من قبل مجلس مدينة حماة وصدقت أصولاً، وبغية الإسراع في التنفيذ تم تجزئة الأعمال إلى خمس مراحل قيمة كل مرحلة 25 مليون ليرة.
وقد تم الإعلان عن المرحلة الأولى خلال الشهر السابع وذلك في جريدة الفداء ونقابة المقاولين ونقابة المهندسين إلا انه لم يتقدم أي عارض.
والآن تم تقديم العروض للمرة الثانية وسيتم فض هذه العروض بتاريخ 30/9/2019 حيث سيتم تعبيد الطرقات بعد تنفيذ الأرصفة مباشرة، أما بالنسبة لإنارة الشوارع في الحي فقد تم الاتفاق مع مجلس مدينة حماة على أن يتم تخصيص اعتماد مالي لتنفيذ الإنارة في الحي خلال العام القادم.
وبالنسبة لباقي المرافق العامة فقد تم تسطير كتاب للمحافظة لعقد اجتماع خدمي مع مديري الصحة والتربية ومجلس مدينة حماة لبحث وتأمين الحدائق والمستوصفات والمدارس والنقل الداخلي في الحي.
* شرح مفصل
وقدم أحد المعنيين شرحاً حول واقع الخدمات في الحي قال خلاله: إن المرافق العامة في حي تشرين تتضمن:
المياه: وتم خلال الأزمة ورغم الظروف الصعبة تنفيذ تمديد المياه للحي بشكل كامل.
الكهرباء: تم التمديد مع تأخير بسبب مطالبة شركة الكهرباء بمبالغ إضافية، تم حل هذا الموضوع من قبل الاتحاد العام بدمشق ورئاسة الوزراء وتنفيذ الكهرباء وفروق أسعار بسبب تعديل نظام الاستثمار في شركة الكهرباء وتم دفع 50% من الكلفة.
الطرقات: تم في بداية العمل وقبل الأزمة تحديد أطاريف الطرقات ضمن الحي ورش الشوارع بطبقة إسفلت.
الأرصفة: لايمكن تنفيذها إلا بعد تنفيذ تمديدات الكهرباء والهاتف والمياه.
أما الزيادة بالأسعار فإنه حسب قانون التعاون السكني فإن العضو بالجمعية يتحمل كل ما يترتب عليه من زيادات في الأسعار.
*وأخيراً:
تضاربت الأقوال حول عدد الأسر القاطنة في الحي فبعضهم قال إنهم لا يتجاوزون المئة وآخرون قالوا إن العدد يصل لألف، المهم أن الحي بحاجة لاستكمال أعمال البناء وكذلك الخدمات المطلوبة كما في أي تجمع سكني حتى لو كان عشوائياً.
أحمد عبد العزيز الحمدو