قلبي و الصداقة

عندما سقط قلبي من ناصية الضلوع ركضت أحلامي لتمسكه.
عندما سقط قلبي من قفصه الضيق قفزت أفكاري بكل قوتها لتلتقطه.
عندما سقط قلبي من مخبئه المغلق تحرك كياني بأجمله يسابق الأحلام والأفكار ليلمس هالة الحب التي توهجه.
ولكن.. الغريب في الأمر أن قلبي لم يكن يسقط بل كان يمثل دور السقوط, ومع ذلك كان ممثلاً بارعاً لدرجة أنه تحرك من الناصية ومن المخبأ ليهوي في زحمة العراك بين كياني وأجزائه، وأفكاري وأحلامي تتخبط لتلتمس مآربها.
أما الشيء الأكثر غرابة فهو أنه وجد في سقوطه المفاجئ القدر الكبير من الأهمية التي يتمتع بها دون غيره ذلك أنه واقع في يدين ناعمتين دافئتين ملؤها الحنان والعاطفة والشجن وحوله الكثير من الدموع, فكر قليلاً, ولكنه عبثاً لم يهتد إلى العينين الدامعتين صاحبتي الدموع, وبعد كل ذلك أعادته اليدان إلى موقعه بعد أن فتحت الضلوع واتسع القفص الضيق وفتح المغلق من المخابئ.
ولكم كانت فرحة قلبي عظيمة عندما علم أن الصداقة بعينيها الدامعتين ويديها الناعمتين كانت تترقب حركاته منذ الأزل وتتحسَّب لذلك اليوم الذي يسقط فيه لتمنحه الهناء والأمان والهدوء.
محمود دياب ناعم

 

المزيد...
آخر الأخبار