تعاني مدارس مصياف وريفها من منغصات كثيرة وإرباكات عديدة، حتى اليوم بسبب عدم الاستعداد الجيد للعام الدراسي وظهور مشكلات جديدة مع بداية العام بدءاً من الكتب المدرسية إلى التشكيلات الصفية.
نأمل أن تكون الأوضاع والاستعدادات أحسن وأن يتم تلافي جميع الإرباكات التي تحدث ولكننا نكتشف أن الإرباكات تزداد والمشكلات تكثر، وذلك بسبب التشعب الكبير في هذا القطاع من دون أن ننسى أن الظروف الحالية فرضت واقعاً صعباً وإمكانات محدودة ولكن لانتجاهل وجود الفوضى في كثير من التفاصيل وخاصة فيما يتعلق بالتشكيلات الصفية، فإما اعتراضات وإما تنقلات وإما التفرغ لأعمال إدارية بغض النظر عن الحاجة إليها إضافة إلى التعيينات الجديدة ومن جميع الاختصاصات وقسم كبير منهم من خارج المحافظة تقدموا لصالح محافظة حماة وهؤلاء يطالبون بالنقل منذ اليوم الأول فكيف كانت الاستعدادات لهذا العام وهل تم تأمين جميع المستلزمات في مدارس مصياف.
منغصات
بعد الاطلاع على واقع العديد من المدارس تبين أنه توجد العديد من المنغصات التي تربك العملية التدريسية في منطقة مصياف وربما في المحافظة بأكملها لأن الوضع غير متعلق بمصياف، منها نقص الكتب وخاصة لصفوف الرابع والخامس والسادس وتحديداً المواد الأساسية كالعلوم والرياضيات واللغة العربية واللغة الإنكليزية لجميع الصفوف وهنا تحدث العديد من الأهالي قائلين: هل من المعقول أن يمضي أكثر من 15 يوماُ على بدء العام الدراسي والكتاب المدرسي ليس في متناول الطلاب وأضافوا: حتى في المدارس التي استلم فيها الطلاب كتبهم فهي كتب قديمة (مدورة) فكيف يوزع للطالب كتاب الرياضيات واللغة العربية محلول وكتاب الموسيقا والرسم جديد؟ وتساءلوا: ماذا يفعل الجهاز التدريسي في الأسبوع الإداري وماهي الإجراءات التي يقومون بها، فلا نرى شيئاً على أرض الواقع حيث مضى أكثر من 15 يوماً وحتى الآن لم يستلم الطلاب البرنامج الأسبوعي ولم يستقر الكادر التدريسي في أغلب المدارس!!
نقص في المقاعد
في حين وجدنا في عدة مدارس في منطقة مصياف أنها بحاجة ماسة إلى المقاعد كماهو الحال في قرية حيالين والرصافة وممدوح جروا حلقة ثانية لا بل إن الأهل في قرى أخرى لجؤوا إلى إرسال كراسٍ من منازلهم كي يجلس عليها أولادهم في الصف بدلاً من الجلوس على الأرض أو بقائهم واقفين، إضافة إلى حاجة غالبية المدارس إلى التأهيل والصيانة بسبب وضعها السيء.
التشكيلات الصفية وواقع مرير
أما الكادر التدريسي فحكايته تطول، فحتى الآن لم يستقر في معظم المدارس إن لم يكن في جميعها فالتنقلات كثيرة والطلبات أكثر المتعلقة بالتفرغ لأعمال إدارية أو الاحتياط أوالتعيينات الجديدة وقرارات الاستقالة وإكمال النصاب وهي مشكلة حقيقية تربك المدرس والإدارة، فعندما لايوجد نصاب في مدرسة واحدة يلزم المدرس بإكمال نصابه في مدرستين ويلزم أحياناً بإعطاء مادة غير مادته وأحياناً كثيرة نصادف 3 مدرسين يعطون المادة ذاتها.
وقد تحدث عن هذه المشكلة العديد من المدرسين قائلين: لم لانعامل أسوة بالمحافظات الأخرى التي يكتفي فيها المدرس بما هو موجود في المدرسة الواحدة وغيرها من القضايا التي تسهم في تأخر استقرار العملية التعليمية.
قضايا كثيرة خارجة عن نطاق إرادتنا
القائمون في المجمع الإداري بمصياف أكدوا لنا بأن قضايا كثيرة خارجة عن نطاق إرادتهم مثلاً تأهيل المدارس: فأكثر المدارس تحتاج إلى تأهيل في حين أن قسماً قليلاً منها فقط حظي بصيانات بسيطة مثل إصلاح زجاج النوافذ والألواح والدهان ومن جهة أخرى ضرورة تفريغ شعب صفية للنظام القديم في الشهادة الإعدادية والثانوية تسبب بالإرباكات لعدم وجود الغرف الصفية الكافية.
أما الكتب فالنقص الحاصل فيها ليس خاصاً بمستودع الكتب في مصياف وإنما بالمستودع المركزي بدمشق وبكل الأحوال النقص بسيط.
حاجة ماسة للمقاعد
وفيما يخص المقاعد فهناك حاجة فعلية في العديد من المدارس علماً أننا استلمنا العام الماضي 2000 مقعد وهو رقم ليس قليلاً ولكن خطتنا كانت بتغطية المدارس التي تكون دائماً مراكز امتحانية تفادياً لنقل المقاعد بين المدارس ونكون بذلك غطينا حاجة المدارس كمدارس، وكمراكز امتحانية وهذا العام طالبنا على الأقل بـ100 مقعد علماً أن الحاجة أكبر بكثير ولكن هناك إمكانات يجب التقيد بها.
ثمة قرارات تربك العمل
أما التشكيلات الصفية فقد حاولنا البدء فيها قبل العام الدراسي ولكن ثمة قرارات تصدر تربك العمل بالكامل منها هذا العام قرار تحديد مركز العمل فالمدرسون الذين تم تعيينهم العام الماضي بعد أن قمنا بتشكيلهم صدر قرار تحديد مركز عمل وبالتالي نحن مضطرون للبحث عن البديل ومن هو الأقدم، أيضاً التعيينات الجديدة تسببت بالإرباكات فحتى الآن لم تصل القرارات بشأنها علماً أننا استبقنا صدورها فقد قمنا بتعيين المدرسين الذين وردت أسماؤهم بأنهم تعينوا في المدارس على أنهم مكلفون بحيث يبقون في أماكنهم بعد وصول القرارات بهدف التخفيف قدر الإمكان من الإرباكات، أيضاً الاستقالات وتأخر صدورها يؤثر بشكل سلبي على التشكيلات الصفية فأحياناً استقالة واحدة أو تحرك مدرس يفرض تحرك عدة مدرسين فكيف إن كانت أكثر من استقالة في مدرسة واحدة كما هو الحال في مدرسة البياضية حيث توجد 4 استقالات.
فائض في اختصاصات ونقص في أخرى
ولدى السؤال فيما إذا غطت التعيينات الجديدة كامل الشواغر أكدوا لنا بأنه يوجد فائض في بعض الاختصاصات كاللغة العربية حيث تم تحويل القسم الأكبر منهم إلى معلم صف في حين يوجد نقص واضح في اختصاصات أخرى مثل الفيزياء والكيمياء والفرنسي وهؤلاء بحاجة لتعيينهم.
نحن نقول: كما في كل عام نأمل أن يكون الوضع أفضل في العام القادم ولكن تبقى أمنياتنا في وادٍ وما نعيشه في وادٍ آخر.
نسرين سليمان