على ضوء معايشتنا ومعايشتهم اليومية لواقع العمل في مخابز القطاع الخاص,وعندما نوجه لهم أية ملاحظة عن عدم جودة الخبز أحياناً أو عن نقص في وزن ربطة الخبز، أو حتى نقص في عدد الأرغفة في الربطة الواحدة، يجيبنا أصحاب المخابز وبمختصر مفيد جداً.
كل ماتوجهونه من ملاحظات هو صحيح وبكل بساطة يمكن أن يحصل لكن عندما تعرفون السبب نعتقد أنكم لن تستغربوا شيئاً على الإطلاق.
أما لماذا؟ فالجواب عن هذا السؤال هذه المرة سيكون في سياق التحقيق الآتي:
ليس على حساب الخبز
حقيقة لم نعد نجد مبرراً لتردي صناعة الرغيف في أية مدينة أو بلدة بعد هذا الاهتمام الواسع وعلى كل المستويات الذي شهدته هذه الصناعة، وعلى الرغم من ذلك كله لاتزال المؤشرات تعطينا الحق في السؤال حول أسباب هذا التردي الذي ظهر في أشكال مختلفة ومتباينة بين مخبز وآخر وبين بلدة وأخرى.
فقد تعددت الأسباب والرغيف مايزال على حاله وإذا كانت هناك بعض القفزات فهي آنية، لايمكن القياس عليها نظراً لعدم استمرارها من جهة ولعدم ثقتنا بهذا الاستمرار .
وعدم الثقة هذا إنما بات مبرراً بالنسبة للمواطن لأنه يقرن هذا التحسن بشكوى، أو بالجولات والاهتمامات المسؤولة وما ينجم عنها لفترة قصيرة سرعان ماتعود الأمور إلى حالها السابق.
وكأن شيئاً لم يكن بعد انتهاء هذه الجولة، هذا الواقع أكده عشرات المواطنين الذين التقيناهم أثناء إجراء هذا التحقيق.
مبررات محقة
وحتى لانكون ظالمين لأحد، لانريد تحميل المسؤولية لجهة ما بعينها فالقضية أكبر من أن تتحملها جهة واحدة، فالرقابة وحدها غير مسؤولة تماماً عما يجري، وكذلك المخابز نفسها، لأن الكثيرين من العاملين وأصحاب المخابز الخاصة في منطقة مصياف يؤكدون أن الأسباب خارجة عن إرادتهم في بعض الأحيان.
وغالباً ما تتعلق بالطحين أو الخلطة، وبالخميرة وغيرها في أحيان أخرى ومنهم من يتذرع بتقلبات الطقس من ارتفاع درجات الحرارة أو انخفاضها وهذه الأسباب مجتمعة تؤثر في جودة الرغيف .
لكن ليس لها علاقة بنقص في وزن ربطة الخبز أو حتى في نقص عدد الأرغفة في الربطة الواحدة.
آراء المواطنين
خلال لقائنا عدداً من المواطنين في مدينة مصياف وقراها وبلداتها ومنهم ـ محمد منصور ـ خليل ونوس ـ أكرم علي ـ ماجد عوض ـ منذر خضور ـ استطلعنا آراءهم حول واقع جودة الرغيف وقد تمحورت تلك الآراء على المطالبة بضرورة تصنيع الرغيف بشكل جيد وحسب المواصفات التموينية المطلوبة حيث إن الكميات المنتجة تطرح بشكل رديء في معظم الأيام عدا عن نقص وزن ربطات الخبز .
فلا بد من متابعة واقع صناعة الرغيف بشيء من الدقة والوقوف على أسباب التردي بهدف تجاوزها ووضع النقاط على الحروف حتى يتم وضع اليد على موطن الخلل في صناعة الرغيف في كل الأحوال.
ولهم رأي
رئيس شعبة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بمصياف نادر اسماعيل كان واضحاً في رده على ماطرحناه حول واقع صناعة الرغيف.
حيث حدد الأسباب الكامنة وراء هذا التراجع في بعض الأحيان إذ إنها صعوبات ذاتية لاموضوعية وبالإمكان تجاوزها.
فإذا كانت المسألة قائمة في المواد الأولية الداخلة في صناعة الرغيف فالدولة تسعى بكل مالديها لتأمين هذه المواد وبأحسن المواصفات.
وبهذا تكون المسألة متعلقة بالمبادرات الذاتية من قبل أصحاب المخابز البالغ عددها في مجال عملنا /54/ مخبزاً حيث نقوم على مدار الـ /24/ ساعة بمراقبة عملها ومتابعة واقع جودة الرغيف والتأكد من الوزن ومطابقة الرغيف للمواصفات والشروط المطلوبة وفي حال مخالفة صاحب المخبز لأي شرط من شروط صناعة الرغيف الجيد نقوم بتنظيم الضبط اللازم أصولاً، فخلال الشهر الماضي قمنا بتنظيم /14/ ضبطاً تموينياً بحق أصحاب المخابز المخالفة.
وما نريد الحديث عنه فهو إصرار الجهات المعنية على إنهاء مشكلة رغيف الخبز من حيث الجودة والوزن.
ويجب أن تذوب المشكلة (المفترضة) وتنتهي الشكوى نهائياً .ونشير هنا إلى المشكلات الرئيسية التي يمكن تلخيصها بعدد من النقاط منها ماتتعلق بالإنسان (العامل) والآلة والتقنيات والمواد الداخلة في هذه الصناعة وبعد ذلك المبادرات.
وفيما يتعلق بالعامل فهو المحور الأهم في تحسين صناعة الرغيف، ومعادلة التحسين هذه لاتخرج عن إطاره بأي شكل من الأشكال .
ونحن نؤكد هنا أن الرغيف جيد في منطقة مصياف من حيث الجودة والوزن والنظافة ونسبة الرطوبة والطعم والقيمة الغذائية.
لكن لاننكر بعض الثغرات ومواطن الخلل التي قد تحصل هنا وهناك لذلك نستطيع القول: إن الحزم أمر مطلوب والمتابعة لاتقل أهمية عما ذكرنا.
خلاصة القول:
إننا لمسنا إصرار الجميع على تحسين هذه الصناعة والانتقال بها إلى مستوى الطموح حتى لاتعود مشكلة بمعنى الكلمة.
توفيق زعزوع