كتب عبد الفتاح قلعجي الكاتب المسرحي المعروف عن نص جديد له قائلاً:
من نص مسرحي جديد أكتبه. بطلته دكتورة حياة / عنوان مؤقت :عشبة الحياة والموت
حياة: منذ صغري أُغرمت بأمرين: المطالعة، والتجول في البراري لجمع الزهور والأعشاب، كنت أقرأ في نموِّها وذبولها قصة الحياة. تلك الطاقة التي تمد الكائنات الحية بالوجود والحركة والتفكير، ثم تنطفئ فجأة كضوء لمع في الظلام لحظة ثم اختفى! قرأت كل شيء عن الروح في الكائنات الحية، وعن خلودها أو فنائها بعد مفارقة الجسد هذه المادةِ الكثيفة.
(تنهض وتمسك كأس الماء في يدها وتسير نحو مقدمة المسرح) إذا اعتبرنا زجاج الكأس هو الجسد، والماء فيه هو الروح، فالكأس يتحطم، والماء فيه يسيل ويتبخر، لعله مثال مقارب لفكرة الموت (تهرق الماء على الأرض، وتعود فتملؤه من جديد) ولكن ماذا يحدث لو أن الكأس كان مصنعاً بمادة مقوية للغاية فلا ينكسر، والماء فيه باق لا يهرق ولا يتبخر؟
لا شك أن الماء سيفسد ويأسن مع تقادم الزمن. يقول العامة: إن الخضر شرب من ماء الحياة فلا يموت حتى القيامة، وأنشؤوا له المزارات، وأن جلجامش حصل على عشبة الحياة ولكنه فقدها فكان مصيره الموت. ٍ.
عبد الفتاح قلعجي