خمسة وسبعون عاماً مرت على رحيل اسمهان 1912 ـ1944 التي ولدت على ظهر باخرة يونانية, وقد أراد لها والدها اسم (بحرية) لكن والدتها اختارت لها اسم (آمال) واستقرت والدتها (علياء المنذر) في أوائل العشرينات من القرن الماضي في مصر, وكان بيتها مضيافاً لبعض أساطير الموسيقى أمثال (زكريا أحمد، محمد القصبجي ـ داوود حسني ، محمود صبح , وفريد غصن فكانت تشاركهم الغناء والأداء,واختار لها داوود حسني اسماً فنياً (اسمهان) تيمناً باسم مطربة قديمة كان صوتها يأسر القلوب, وغنت اسمهان ألحان أساتذتها الخمسة, وفي عام 1932 تزوجت من ابن عنها حسن الأطرش فعاد بها إلى سورية حتى أواخر عام 1938 حيث أنجبت ثلاثة أبناء لم يبق منهم إلا ابنتها الوحيدة ( كاميليا) وحصل الخلاف مع زوجها وعادت إلى القاهرة، وشاركت شقيقها في بطولة أول أفلامهما (انتصار الشباب) وفي مستهل عام 1944 اتفقت مع الأستاذ يوسف وهبي على بطولة فيلم ( غرام وانتقام ) وهو فيلم كلاسيكي رائع غنت فيه اسمهان أجمل أغنياتها ( وعلى رأسها ليالي الأنس في فيينا) وقبل نهاية الفيلم صباح يوم الجمعة 4 تموز وهي مسافرة مع صديقتها إلى رأس البر, اصطدمت سيارتها بحاجز, فتدحرجت إلى النيل, فغرقت مع صديقتها, ونجا السائق ,وظل موتها لغزاً, وحزن العالم العربي على رحيل اسمهان, ولكنه لم ينسَ أغنياتها الخالدة, بخاصة التي غنتها من ألحان شقيقها فريد الأطرش.
سليم الشامي