يقال الحب قبل الزواج رواية و بعد الزواج تاريخ، كما أن أهم الظواهر التي تهدد السعادة الزوجية هي الملل الذي يولده روتين الحياة الزوجية، الذي يتحول بعد فترة من الزمن إلى عدو شرس عديم الرحمة يكتم أنفاس الزوجين و يقتل مشاعرهما ببطء ولا يهدأ أو يرتاح إلا بعد أن يخلخل استقرار الأسرة مع سبق الإصرار والترصد ، فالحياة بوجوده تبدو رتيبة مملة نتيجة التعايش مع نفس الوجوه و تكرار نفس الكلام و ممارسة نفس التصرفات ، حتى المشكلات هي ذاتها ، كأن هذا الروتين القاتل هو قانون ثابت و محظور تجاوزه ، هنا و تحت هذه الضغوط يبدأ الحب بالتلاشي تدريجياً.
التقينا عددا من الأزواج الذين يعانون من هذه المشكلة :
بسبب حماتي
رانيا قالت: تزوجنا بعد قصة حب طويلة أما الآن فقد مللت منه بسبب تدخل حماتي في حياتنا فهي تحشر أنفها بكل صغيرة و كبيرة و لاتمل من تدخلاتها بحياتنا والسبب هو ابنها ـ أي زوجي ـ الذي يستمع لها ، حيث تنعدم شخصيته أمامها ، مللت من وضعي و لم أعد أطيق المنزل فالجو مشحون بشكل دائم .
إهمالها لنفسها
أما بسام قال : اعتقدت أن اهتمامها بمظهرها الخارجي سيكون أساسياً بعد الزواج ، إلا أني كنت مخطئاً و لا أعلم ماذا حصل لها فقد أصبحت مهملة لنفسها بشكل لا يطاق ، حاولت أن ألفت نظرها أكثر من مرة إلا أنها لم تتجاوب و دائماً تتحجج بالمنزل والأبناء وتقول: إن لهم حقوقاً علينا يجب ألاننساها، أما نحن فقد راحت علينا، أعيش روتينا يذبحني كالسكين الحادة دون رحمة أما هي فلا تبالي ولم تلتفت يوماً لكل ما أشتكيه .
لا نعرف الملل
أبو مازن قال : لا أحسد الملك في ملكه فحياتي جميلة وإني متفاهم مع زوجتي التي لطالما أحببتها قبل و بعد الزواج فهي متفهمة للواقع الذي نعيشه و تهتم بأمري وبيتي معاً ولاتبالي بكلام الناس وتحترم أهلي وتعاملهم معاملة حسنة ، حتى اليوم لم يدخل الملل إلى حياتنا بالشكل الكبير الذي تتحدثون عنه .
المحررة :
للزواج الناجح أسس ومعايير تدعم استمراريته وتجعله عبرة للغير ، والسؤال الذي يطرح نفسه هو : هل كل علاقة أساسها الحب هي علاقة ناجحة ،أم أن الحياة تحمل الكثير من المشكلات التي تواجه الارتباط فتؤدي لفشله خصوصاً إذا لم يواجه أحد من الطرفين هذا العدو المخادع؟ المسألة تحتاج إلى قوة إرادة وصمود بوجه الأحداث التي تعترض الحياة .