في كل موسم لقطاف الزيتون تحدد وزارة الزرعة موعدا لقطافه وعصره وكبسه كما تحدد موعدا لافتتاح معاصر الزيتون، وذلك حسب كمية المحصول وموعد الإزهار والظروف الجوية بعدما تهطل زخات المطر على أشجار الزيتون لتغسل ما عليها من الغبار، ومع اقتراب هذا الموعد الذي يبدأ كل عام في منتصف تشرين الأول ويستمر حتى كانون الأول يترافق الكبار والصغار والرجال والنساء إلى أراضيهم ليباشروا عمليات القطاف وكلهم فرح وسعادة بثمار الزيتون التي ستعطيهم إنتاجا غزيرا من زيت الزيتون الصافي حيث يرتدون ثيابا خاصة وأحذية مناسبة للعمل ثم يفرشون أراضيهم بمفارش خاصة كي يتمكنوا من تجميع الزيتون عليها أثناء القطاف كما يتشاركون العمل فالبعض يصعد على الشجرة ويبدأ القطاف والبعض الآخر يجمع حبات الزيتون المتساقطة خارج المفارش والآخر يقطف الأغصان المتدلية إلى الأسفل في حين تجد الأطفال الصغار يركضون ويلعبون وهم ينتظرون الأوامر بالمساعدة من قبل الكبار كما وأن الكثير من العائلات السورية تتهافت إلى قطاف الزيتون لأنه يمثل بالنسبة لهم صورة للمحبة والتعاون الأسري الذي يجمع العائلة كبيرها وصغيرها وخاصة قبل قدوم فصل الشتاء.
وهذا ماجعل عائلة أبو ابراهيم تتعاون وتلتم في أجواء تملؤها السعادة والجلسات العائلية الجميلة لتنهي عمليات القطاف في أرضهم الكبيرة ذات الأشجار الكثيرة العدد والكبيرة الحجم وهي تحتاج إلى أيام عديدة ليتم الانتهاء من جمع زيتونها ومن ثم عصره في المعاصر التي تفتح أبوابها لاستقبال مواسم الزيتون الوفيرة في حين تتذكر علياء بأنه في كل خريف يبدأ موسم قطاف الزيتون الذي ارتبط منذ طفولتها بالجلسات العائلية وتجمع الأعمام والعمات وأبنائهم من أجل محاولة الانتهاء من القطاف الذي يستمر لأسابيع وهذه العادات مهمة كثيراً بالنسبة لها ولن تختفي أو تزول لأنها خالدة في ذاكرتهم وهي ستنتقل من جيل لآخر لأنها فرصة لتجمع الأهل والأحباب من أجل قطاف هذه الشجرة المباركة في كل شيء حتى في جمعاتها الرائعة التي تكون سببا في اجتماع الأبناء والأحفاد سويا بعد طول غياب.
زهور رمضان