الغش يعشش بأسواق المحافظة مواد منتهية الصلاحية ــ بنزين ناقص ــ لحوم مفرومة التموين : 500 ضبط ــ سحب 100 عينة
يعاني المواطنون ولا سيما ذوي الدخل المحدود من حالات الغش في أسواق بيع الخضر والفواكه والمواد التموينية، والتي قد تختلف طرقها وأساليبها.
ويحاول بعض الباعة والتجار ابتكار طرقٍ جديدةٍ للغش كلما انكشف أمرهم وانفضحت طرق خداعهم، يومياً هناك عشرات الضبوط بل مئات أحياناً والعديد من الإحالات إلى القضاء بحق المتلاعبين بصحة المواطن، ورغم كل تلك الإجراءات تجد الغش يستشري ويعشش في الأسواق، فما من سلعة يمكنها أن تنجو من طريقة أو أكثر لغشها وهناك طرق تضر بصحة المواطن وتسبب له أمراضاً خطرة أو حالات تسمم والتهابات في الامعاء وغيرها ، فاللبنة يضاف لها الجلاتين أو السبيداج الذي هو مادة مسرطنة، ويمدد الحليب بالماء ليجعله بلا طعم ، وهناك أيضاً غش في الجبنة والمرتديلا الفاسدة أو المايونيز والبوظة غير الصالحة للاستهلاك البشري، هذا وحدث ولا حرج عن الأمراض المنتشرة التي ما أنزل الله بها من سلطان والتي يسببها تناول مقبلات مملوءة بالمنكهات والملونات الصناعية أو معلبات محشية بالدود أو لحوم منتهية الصلاحية والرهان على المواطن ومدى مناعته وقوة معدته التي ستطحن هذه المواد ، فإما أن تهضمها أو أن تسبب له التسمم والإرباكات المعوية.
لحوم بالفورمالين
فاللحوم التي نراها في الطرقات وعلى البسطات تطحن وتباع وتقدم على أنها كباب تقدم مع اللبن المضاف له مادة الفورمالين المميتة، حتى تكاد تخلو الأسواق حالياً من وجود منتج مطابق للمواصفات الصحية وذات جودة عالية إلا ما ندر.
غش على العلن
المواطن أحمد قال : أعتقد أن أكثر المواد الغذائية غشاً في الأسواق هي اللحوم وذلك بسبب ارتفاع سعرها في الأسواق وبشكل كبير يفوق قدرة المواطن فعندما يرتفع سعر أية مادة تزيد فيها نسبة الغش تلقائياً، فمعظم المواد ارتفع سعرها أضعافاً مضاعفة عن العام الماضي فكيلو اللحم ارتفع سعره هذا العام ليصل إلى ٦ آلاف ليرة، وهذا يغري أصحاب النفوس الضعيفة ليزدادوا ربحاً أكثر، فبعص المواطنين الذين يجدون أسعاراً أقل لا يفكرون فيما إذا كان هذا اللحم صالحاً للأكل أم لا فيشتري من دون أن يسأل .
متسائلاً:هل تقوم حماية المستهلك بسحب عينات من اللحم المفروم وتحليلها في مخابرها؟
غش المنتجات الغذائية
كثيراً من الضبوط التي سمعنا عنها نظمت بحق المخالفين في أغلب المنتجات الغذائية المعروضة في الأسواق حالياً خصوصاً الأجبان والألبان والحليب التي تغش بمواد ضارة بالصحة أحياناً، لتباع بسعر أرخص للمستهلك، إلاَّ أن التأكد من تاريخ الصلاحية والانتهاء على كل عبوة غذائية أمر ضروري بالنسبة للمستهلك للغاية، وخاصة بالنسبة للمعلبات واللحوم التي تتسبب بضرر صحي في حال انتهاء صلاحيتها وليس كالسكر والشاي الذي لا يؤثر كثيراً انتهاء صلاحيتهما على الصحة.
النظام الغذائي خاطئ
مصدر في حماية المستهلك تحدث عن وجود جهل كبير من قبل المستهلك بمعرفة ما يجب أن يتناوله من خلال الاطلاع على المكونات التي تحتويها المواد الغذائية وبالتالي فالنظام الغذائي المتبع من قبله خاطئ، فمثلًا أكثر المواد المستهلكة في مجتمعنا السكريات والتي تستخدم المواد الحافظة وهذا يتراكم مع الوقت ويحدث ضرراً على صحته لذا نرى انتشار مرض السكري والسرطان الدارج مؤخراً، مشيراً إلى ضرورة التوعية من خلال وسائل الإعلام لنشر ثقافة ماذا يجب أن يؤكل.
ضبوط وإغلاقات
حالات وأساليب الغش ازدادت واختلفت عن فترة ما قبل الأزمة والسبب ضعف المردود المادي للمواطن الذي بات يتجه إلى شراء المواد الغذائية الأرخص بغض النظر عن جودتها هذا ما شجع التاجر على تصنيع تلك المواد من خلال الغش، فالمواطن تميز منذ القدم بإبداعه بإنتاج المواد الغذائية ذات الجودة العالية و تحول في الحرب إلى إبداع من نوع آخر في التفنن باختراع أساليب جديدة للغش لكسب ربح أكثر بعد تغير الزمن وموت الضمير عند الغالبية، وعلى الرغم من ضبط أكثر من حالة لمعامل كاملة تقوم باستخدام السبيداج في غش الأجبان والألبان لكن عقله استبعد وجود مثل تلك الحالات وإن كانت موجودة فهي فردية فهنالك مواد أرخص منه ويمكن استخدامها في غشهما كالنشاء.
غش من نوع آخر
قد ظهر خلال الأزمة غش من نوع آخر وهو التلاعب في عدادات الكازيات والصهاريج التي تعبئ مادة المازوت والبنزين، فالتلاعب فيها يتم من خلال نقص في الكميات، وهو ما دفع حماية المستهلك للعمل على مراقبة هذه الكازيات واعتماد خطة جديدة كما قال مدير دائرة الرقابة في مديرية التجارة الداخلية في حماة نعمان الحاج: إن المديرية اعتمدت حالياً خطة جديدة في عملها لمراقبة الأسواق حيث اتجهت إلى عمل دوريات متخصصة مكانية حيث كل دورية مختصة بمراقبة نوع معين في الأسواق مثلاً دوريات لمراقبة اللحوم وأخرى للكازيات ومثلها لسوق الهال .
تكثيف العمل
وتابع: نعمل اليوم أكثر من أي وقت سابق لمراقبة وضبط الأسواق ومكافحة الغش والتلاغب وقد قمنا بضبط محطتين في قرية تقسيس تقومان بالتلاعب بالكميات الموزعة، الأولى تبين فيها وجود نقص 34ر1 وأخرى حوالى نصف ليتر، كما تم ضبط صهريج لتوزيع مادة المازوت المنزلي (التدفئة) بعين اللوزة بنقص قدره ليتر.
وهناك ضبوط أخرى منها لكازية في سلمية بمخالفة التلاعب بالعداد بمقدار لترين في كل عشرين لتراً.
كما ضبطت المديرية كازية بجورين في منطقة الغاب بمخالفة التلاعب بالعداد بمقدار لتر واحد في كل عشرين لتراً .
إضافة إلى ضبط صهريج يقوم بتوزيع مازوت التدفئة في حي العليليات متلاعب بالعداد حوالى اللتر بكل عشرين لتراً .
وتم تنظيم الضبوط التموينية واتخاذ الإجراءات القانونية بحق الجميع.
كما تم ضبط مستودع يحوي ١٥٠ كيساً من الدقيق التمويني في مدجنة بالقسم الخارجي لمدينة حماة والدقيق من إنتاج المؤسسة العامة للمطاحن يتم إفراغها وإعادة تعبئتها في أكياس تحمل اسم شركات خاصة ، وماتزال التحقيقات جارية لملاحقة الفاعلين ومحاسبتهم . وبالنسبة لعدد الضبوط التموينية للشهر الماضي فبلغ ٥٠٠ ضبط وسحبت ١٠٠ عينة، وأكثر من ٤٠ إغلاقاً لمنشات مخالفة.
صحوة ضمير
سمعنا في الأيام الماضية عن تاجر قام بالتبليغ عن بضاعته المنتهية الصلاحية والمضرة بالصحة، وهو ما نتمنى أن يحذو حذوه بقية التجار وأن يكون لصحة المواطن حيزاً في ضميرهم وعقولهم.
ازدهار صقور