هذه حال رياض الأطفال بالمحافظة إقبـال على الخاصــة رغــم جــودة العامــة.. والازدحــام في كليهمــا 8460 طفلاً بالخاصة 3150 بالعامة

 

راهنت الكثير من الدول على اعتماد التعليم أساساً في التنمية الاقتصادية وقد نجحت في ذلك، واكتسب التعليم عندنا اهتماماً خاصاً ومميزاً وهو متاح للجميع عبر مجانيته، هذا كله أتاح للكثيرين التعلم في المدارس والجامعات بدون عناء يذكر، إلا أنه بقيت لدينا حلقة لم تلق الاهتمام الكافي لظروف ما، وهي مرحلة التعليم في الطفولة المبكرة أي من سن 3-8 سنوات.
فما هو واقع هذا التعليم وماآفاق تطويره وأين وصلنا به خاصة بمحافظتنا حماة ومامدى قناعة المؤسسة التربوية به، وما هي جهودها لإقناع الأهالي، وهل تتوافر رياض الأطفال بالعدد الكافي، هل هناك مواصلات مؤمنة للأطفال، هذا ما حاولنا استجلاءه خلال لقائنا عبد الجبار الحفيان رئيس دائرة التعليم الخاص بمديرية التربية، ورزان نجار الموجهة الاختصاصية لرياض الأطفال.

لبنة أساسية
تقول النجار: إن مرحلة رياض الأطفال تعد اللبنة الأساسية في حياة الطفل فهي أول مؤسسة ينتقل إليها الطفل بعد الأسرة ضمن المجتمع الكبير وقد أحدثت على يد خبراء واختصاصيين بعد أن تأكدوا أن عمر 3 سنوات هو العمر المناسب لتلقي أية معلومة أو خبرة أو سلوك أو قيمة معينة، هذه المرحلة تؤثر في الطفل مدى الحياة فالسلوك الذي يتعلمه يرافقه مدى الحياة وهذه المرحلة تعلمية وليست تعليمية إذ يتم فيها اكتساب المعارف ليس بالتلقين المباشر أو الأوامر بل عن طريق الإيحاء والفرق في الاستعداد لدى الطفل لدخول الصف الأول على نسبة مئوية هو 0% لمن لم يدخل الروضة مقابل 100% لمن دخل الروضة.
مفارقة
وتقول نجار: إن المشكلة مع أولياء الأمور أنهم يظنون أن الطفل سيتخرج منها حائزاً على شهادة عليا فيما هي مرحلة تحضيرية للصف الأول.
والمفارقة ـ والكلام هنا للمحرر لكنه حسب المعلومات من نجار- أن رياض الأطفال الحكومية تفتقر لوسيلة مواصلات كما أن مدينة حماة ليس فيها سوى روضتين فقط تابعتين لمديرية التربية، إضافة لاثنتين أخريين تابعتين لنقابة المعلمين و 4 تابعة لفرع الحزب.
ومن ضمن 37 روضة تابعة للتربية على امتداد المحافظة فحصة مدينة حماة اثنتان ـ كما أسلفنا ـ مقابل 12 روضة نموذجية في مدينة مصياف وريفها فيما روضتي حماة – كبناء- يرثى لهما.
أقلعنا.. ولكن
وتقول النجار: إن رياض الأطفال التابعة لوزارة التربية أنشئت بمرسوم جمهوري وتم التوسع بها تباعاً ولكن الأزمة جاءت لتوقف كل شيء وقد تم هذا العام إحداث 3 رياض أطفال جديدة في الرقيطة ونيصاف وتيزين وهناك شروط محددة لإحداث روضة الأطفال مثل:
ـ أن تكون بدون درج صعوداً أو نزولاً.
ـ الإنارة والتهوية الجيدة.
ـ توافر فسحة سماوية كافية.
ـ وسائل حماية، أي كل الأشياء دون حواف أو زوايا بما فيها المقاعد والطاولات.
ـ الفصل الكامل عن المدرسة الأم.
والمناهج الموجودة ضمن هذه الرياض عبارة عن كرّاس معتمد من وزارة التربية وضع بأيدي خبراء قسموه إلى ثلاثة أقسام بحسب عمر الطفل:
1 ـ من عمر 3 إلى 4 سنوات.
2 ـ من عمر 4 إلى 5 سنوات.
3 ـ من عمر 5 إلى 6 سنوات.
فهذه المناهج خضعت للتطوير وأخرجت بحلتها الجديدة وقسم الكراس إلى 14 خبرة وهي شاملة ومتنوعة غطت كل جوانب حياة الطفل الفكرية والجسدية والنفسية والوجدانية والاجتماعية.
زحمة
يبلغ عدد الأطفال في رياض الأطفال بالقطاع الخاص حسب الحفيان 8460 طفلاً في 141 روضة مقابل 3150 طفلاً في 42 روضة قطاع عام.
ويقول الحفيان: إن هناك مقترحاً لهيئة الأبنية والتعليم وللرقابة والتفتيش وطالبنا بروضة أطفال نموذجية وتم لحظها في خطة عام 2020.
وحسب نجار فإن هناك زحمة في رياض الأطفال وتأخذ هذه الرياض الحد الأقصى لها وخاصة في مدينة حماة بسبب الضغط الشديد والكثافة السكانية وليس هناك قدرة لاستيعاب كل الأطفال الراغبين بدخول الرياض حتى مع وجود الخاصة منها.
وبالمناسبة فقد حدثتنا إحدى مديرات رياض الأطفال عن وجود 160 طفلاً عندها رغم أن القدرة الاستيعابية للروضة 150 طفلاً وذلك تماشياً مع التوجيهات الوزارية باستقطاب الأطفال والتلاميذ في رياض الأطفال والمدارس.
إقبال على الخاص
ورغم ما تتميز به رياض الأطفال من جودة في التعليم حيث تعتمد- حسب نجار- على مؤهلات وشهادات أما الخاص (فربِّ يسّر) وهذا عائد للوضع الاقتصادي أو الأخذ بالمظهر.
أما حفيان فيرجع الموضوع لعدم وجود مواصلات لدى (العام) ضارباً مثلاً عن وجود روضة أطفال خاصة بمعرشحور البالغ عدد القاطنين فيها 15 ألف نسمة ومع ذلك فالروضة ليس فيها سوى 30 طفلاً.
للتطوير
ومن أجل تطوير رياض الأطفال والتوسع بها فيجب الانتباه والأخذ بعدة نقاط مثل:
ـ تخصيص أراضٍ لرياض الأطفال من قبل الدولة وتخصيص ميزانية لهذه الرياض.
ـ رياض الأطفال ليست مدمجة أو مدرجة ضمن السلم التعليمي وليس لها ميزانية مستقلة.
أحمد الحمدو
وليد سلطان

المزيد...
آخر الأخبار