ناحية السعن واقع خدمي سيىء..نقص بالمياه وتراكم القمامة وواقع تعليمي لايسر..مجلس البلدة : نقص بالإمكانات المادية ووعود بالحلول
يعاني أهالي ناحية السعن من نقص حاد بالخدمات الضرورية، وهي بأمس الحاجة للاهتمام والدعم من المحافظة والجهات المعنية، والقرى الشرقية فيها المحررة / العلية ـ بغيديد ـ الشادوف ـ سرحا ـ وغيرها / والذين عانوا من الإرهاب التكفيري.
يعاني القاطنون فيها من واقع خدمي سيئ بدءاً من نقص حاد بمياه الشرب، وغياب الصرف الصحي وعدم ترحيل القمامة وغياب الانارة بشوارعها، وضعف الإمكانات المادية بالبلديات وواقع تعليمي سيء.
ناحية السعن وريفها، مترامية الأطراف، تمتد حدودها لمحافظتي الرقة وإدلب، وهذا ما جعلها عرضة لهجمات وصواريخ الغدر من الإرهابيين التكفيريين، وبفضل جيشنا الباسل والقوى الرديفة وصمود أهل السعن ، عاد الأمن والأمان لها، وتحررت القرى الكثيرة فيها وبدأ المواطنون العودة لمنازلهم وأراضيهم.
معاناة بالجملة
يتجاوز عدد سكانها / 54 /ألف نسمة، يعيش المواطنون فيها، بواقع خدمي سيئ، بدءاً من الطرقات المحفرة وغالبيتها تحتاج لتزفيت وتعبيد وإعادة تأهيل وخاصة طريق ومجرى طوفان السيول، كما يعاني المواطنون بالحصول على مازوت التدفئة والغاز المنزلي، للنقص الحاد في الوارد لها، ونقص مخصصات الفرن الآلي من الطحين الذي لايتناسب مع الأهالي الذين عادوا لقراهم، إضافة لقضايا أخرى صحية وتربوية وزراعية وثقافية، تسبب معاناة للمواطنين وأبنائهم.
جولة وملاحظات
صحيفة الفداء، كان لها جولة ميدانية على ناحية السعن والقرى الشرقية المحررة، وكان لنا لقاءات مع المواطنين، سجلنا من خلالها الملاحظات الآتية :
ـ الشوارع الرئيسية والفرعية، محفرة وبأمس الحاجة لصيانة وتزفيت، فمنذ أكثر من 16 عاماً لم يتم صيانتها أو تزفيتها.
ـ شح شديد بمياه الشرب، وضرورة بناء خزان مياه كبير إضافي للناحية، يتسع لكميات أكثر.
ـ بعض الأحياء بحاجة لتخديمها بالصرف الصحي، وصيانة المطريات قبل بدء فصل الشتاء.
ـ مجرى السيول / الطوف/، والذي يمر من منتصف الناحية خطر يهدد المواطنين ، والحاجة ماسة لتحويله وإبعاد خطره عن منطقة السكن، وسبق أن أدت سيوله بالعام الماضي لأضرار جسيمة بالمنازل والممتلكات والبنى التحتية.
ـ ضرورة زيادة مخصصات مازوت التدفئة والغاز المنزلي، والاسراع بتأمينها للمواطنين، وتأمين رخص غاز جديدة بدل الملغاة .
ـ إنارة الشوارع شبه معدومة، والحاجة لخزان كهرباء إضافي .
ـ ضرورة زيادة إنتاج الفرن الآلي من الخبز، لتشغيله بشكل يومي، وتغطية النقص الشديد بالخبز وخاصة بعد عودة المواطنين للقرى المحررة.
ـ المطالبة بتفعيل المركز الصحي، بالفترة المسائية والليلية، لبعد الناحية عن مدينة سلمية، وكون النقطة الصحية الوحيدة تقع ضمن مساحة جغرافية كبيرة، وعلى خط بطول 200 كم ما بين سلمية وحلب، وضرورة إقامة عيادات / توليد وقلبية / وسيارة إسعاف طوارئ، ورفده بأطباء وكادر تمريضي، ليستقبل المرضى على مدار الساعة.
ـ صيانة وتأهيل المدارس وتأمين مستلزمات الدراسة من مقاعد وغيرها.
ـ يطالب أهالي القرى المحررة، بإنصافهم والنظر بوضعهم لتعويضهم عن الأضرار، وإيجاد حل أو إلغاء براءة الذمة من المياه، أو مطالبتهم بعداد مياه حتى يسجلوا لهم أضرارهم علماً أنه لا توجد شبكة مياه أصلاً في مناطقهم، والذين يراجعون المحافظة لتسجيل أضرارهم يقولون لهم: القرى التي لا يوجد فيها شبكة مياه لا يتم التعويض لهم !!؟؟
ضعف الإمكانات
ـ خالد الحمود ، قال لنا : هناك معاناة شديدة للمواطنين من الواقع الخدمي، وضعف الإمكانات ونقص الآليات بمجلس البلدة، وضعف الأداء نحو تأمين الخدمات الضرورية ونأمل من مديرية الزراعة أن تعدل مناطق الاستقرار، وأن تصنف السعن بمنطقة الاستقرار الثالثة، حيث حالياً تعد من مناطق الاستقرار الرابعة، ولا يحق للمزارعين أية قروض أو بذار قمح وغيره، علماً أن هناك قرى ضمن الناحية من الاستقرار الثالثة، ويحصل مزارعوها على القروض وجميع مستلزمات الزراعة، وضرورة فتح شعبة تجنيد ومحكمة وأمانة للسجل المدني، ونطالب بتخفيض أجور أراضي أملاك الدولة والإعفاء من الضرائب.
مع أهالي القرى المحررة في قراهم
في قرية العلية التابعة إدارياً لمجلس بلدة السعن، ـ خليل الحسن، مختار القرية حدثنا قائلاً:
نعاني من غياب للصرف الصحي بالقرية، فكل الأهالي يعتمدون على الحفر الفنية، التي لم تعد تفيد، والروائح الكريهة والحشرات الضارة، وباتت تؤثر في آبار المياه، بالإضافة للمعاناة بالحصول على مياه الشرب، وغياب تام لاهتمام مجلس بلدية السعن، ومن عدم ترحيل القمامة، وغياب الإنارة، وعدم توصيل الخدمة الهاتفية بسبب انقطاع الكبل، على الرغم من أن علبة الهاتف الرئيسية واصلة للقرية والأعمدة والأكبال موصولة، ومنذ أكثر من عامين يطالب الأهالي دائرة الهاتف بتخديمهم، والوعود والحجج كثيرة، ولغاية اليوم لا حياة لمن ننادي .
قرى بغيديد والشادوف والمويلح
رئيس بلدية بغيديد، والشيخ نواف الشامان، قالا لنا: يعيش بهذه القرى أكثر من ثلاثة آلاف نسمة، ومعاناتهم شديدة بالحصول على مياه الشرب، وهناك بئر مياه حفرته مؤسسة المياه، وبنت خزاناً، والحاجة فقط لغاطسة كهربائية لتزويد الأهالي بالمياه، لكن حتى الآن مؤسسة المياه لم تحرك ساكناً بذلك، بالإضافة لذلك القرى بأمس الحاجة لشبكة للصرف الصحي، وتأمين رخص غاز منزلي بدل الرخص الملغاة، لحل أزمة الغاز، كما يطالب الفلاحون بتأمين مستلزمات الإنتاج الزراعي من بذار وسماد ومازوت زراعي بوقتها المناسب، وتأمين مازوت التدفئة، ودعم مادي وآلية للبلدية لتستطيع أن تقوم بواجبها الخدمي من صيانة وتزفيت الطرقات وترحيل القمامة ، والحاجة ماسة لإنشاء مركز صحي لبعد القرى عن أقرب مركز صحي، ولتقوية إرسال شبكات الهواتف الخلوية لتصل للمواطنين .
قرية سرحا
ـ عبد العزيز النواف، نائب رئيس بلدية سرحا المحررة، حدثنا قائلاً: معاناة المواطنين شديدة بالحصول على مياه الشرب، والقرية والبلدية بحاجة للدعم وخاصة المادي وبآلية جرار، من الجهات المعنية بالمحافظة، لتقديم الخدمات اللازمة للمواطنين العائدين للقرية، ولتمديد شبكة صرف صحي، وتخديمهم بالهاتف، وصيانة الطرق وتزفيتها، وإعادة صيانة وتأهيل مدرسة سرحا، المتضررة كثيراً نتيجة الأحداث، حرصاً على صحة الأطفال ونجاح العملية التعليمية والتربوية، وإمكانات البلدية ضعيفة جداً لا تغطي الاحتياجات الضرورية.
الواقع التعليمي في القرى المحررة
مأساة للواقع التعليمي والطلابي والمعلمين فيها، من حيث نقص حاد بالأثاث المدرسي، والمقاعد، وتضرر الأبنية وبحاجة ماسة للصيانة وإعادة تأهيل، وأغلبها بحاجة لسور، وغياب المياه للشرب وللاستخدام، وعدم وجود منتفعات صحية والموجودة مسطومة وبحاجة لإعادة تأهيل، وهذا يؤثر سلبياً في صحة الطلاب كثيراً.
معلمات ومعلمو مدارس العلية وبغيديد والشادوف وسرحا، على الرغم من قساوة الواقع يعملون، ويعانون من ضعف رواتبهم التي لا تتجاوز /18/ ألف ل.س، لأنهم وكلاء، ويدفعون أكثر من 12 ألف ل.س مصاريف تنقلهم، حيث لا يوجد وسائط نقل ركاب لهذه القرى، ويتعاقدون مع سرفيس والذي يطلب مبالغ طائلة ويتحكم بهم من ناحية أجور النقل .
السعن بحاجة لدعم مادي
رئيس مجلس بلدة السعن المهندس علي خضر عبدو حدثنا قائلاً: تبلغ مساحة بلدة السعن /6000 هكتار / منها /235/ هكتاراً داخل المخطط التنظيمي لمجلس البلدة، ويتبع لها أربع قرى هي / العلية والهرط الغربي والشرقي وجب خسارة / وعدد من المزارع ، والبلدية بحاجة ماسة للدعم المادي وبالآليات لتقوم بواجباتها الخدمية بشكل كامل، وبحاجة ماسة لمصدر جديد لمياه الشرب، ونقوم حالياً بالتنسيق مع الجهات المعنية لتنفيذ محطة تحلية على البئر المحفور منذ عام 2011، ومع الخدمات الفنية لصيانة وتزفيت الشوارع بالناحية، وبشأن قرية العلية، من ناحية الصرف الصحي ، تم خلال عام 2010 دراسة شبكات الصرف الصحي، ويتم حالياً إعادة الدراسة بالأسعار الحالية ، ومن أجل القمامة سيقوم مجلس البلدة بتحديد يوم الثلاثاء من كل أسبوع وترحيل القمامة من القرية، وسيتم صيانة الشبكة الكهربائية بحيث تحقق نسبة 30% .
ويضيف رئيس مجلس البلدة ، قائلاً: لقد تم تخصيص مساحة /2000م2/ لإحداث محكمة بعد صدور المرسوم رقم /100/ بتاريخ 1/3/2011، ونطالب بإنهاء تنفيذ طريق السعن ـ أم ميال لضرورته، وضرورة توفير تأمين الكادر التعليمي مع بداية العام الدراسي.
عودة الآلاف من الأهالي
مدير ناحية السعن أكد لنا بأنه تمت عودة الآلاف من العائلات لقرى السعن المحررة، بالإضافة لسكان مركز الناحية، وبات من الضروريات والحاجات الملحة، زيادة مخصصات مازوت التدفئة والغاز المنزلي، وضرورة الموافقة على رخص جديدة للغاز المنزلي، بدل المتوقفة والملغاة، والإسراع بتأمين المحروقات.
الطلب زاد على الخبز
علي سعد مدير الفرن حدثنا قائلاً: خطة إنتاج الفرن حالياً / 6/ أطنان طحين يومياً، وبداية 2018، كان الإنتاج /5ر7/ أطنان، لكن مع النصف الثاني من نفس العام، تم تخفيض المخصصات، إلى / 6/ أطنان، تنتج تقريباً / 7/ آلاف ربطة خبز بشكل يومي، ونعمل بالفرن كل يومين بخط إنتاج واحد، لكن مع زيادة عدد السكان وعودة المواطنين لقراهم المحررة، ازداد الطلب على مادة الخبز، وباتت الحاجة ماسة لزيادة مخصصات الفرن من الطحين لتغطية النقص وتخفيف الازدحام، ولقد تم رفع طلبات بشأن ذلك والوعود كثيرة، وبأمس الحاجة لرفع المخصصات إلى كمية لا تقل عن /5ر8 أطنان يومياً.
الواقع الصحي والثقافي والتعليمي
يوجد مركز صحي يقدم الكثير من الخدمات الصحية والعلاجية اليومية والإسعافية، ويضم عيادات عامة وأسنان وأطفال، بالإضافة لقسم الصحة الإنجابية والتلقيح والصيدلية، ويقع العمل على عناصر التمريض الموجودين، بظل غياب كثير وعدم التزام من الطبيب المسؤول، ويحتاج المركز لرفده بأطباء من اختصاصات أخرى، وتأمين عيادة توليد، وللعمل من الجهات المعنية والمختصة، على استمرار عمله على مدار الساعة لوقوعه بمنطقة بعيدة عن أقرب مشفى ويوجد مركز ثقافي، ضيق المكان يفتقر لكثير من الشروط الفنية ليقوم بعمله ونشاطه بالشكل المطلوب، وبات من الضرورة بناء مركز جديد مع أثاث ومستلزمات العمل.
ختاماً:
من خلال جولتنا الميدانية على ناحية السعن وعدد من قراها المحررة، شاهدنا معاناة المواطنين من نقص الخدمات، ، ومن الضرورة الملحة الاهتمام والدعم من المسؤولين، وتأمين متطلبات حياتهم اليومية.
حــسان نـعـوس