تقول الأسطورة اليونانية:
(إن للفنون الجميلة تسع ربات، وفي الليل تهبط آلهة الفن ملتفة برداء السحب وتجلس على نحو لامرئي, لتغير الظلام للمبدعين, وتحمل إلى من تلهمه أفكاراً جميلة, والمفردات الناعمة, والموسيقا المتناغمة, واختفت كل منهن بنوع من الإبداع).
إن حقيقة الحب رغبة لايملكها المرء, وسر الحب ينطلق من حب جسد جميل ويرقى إلى جمال الروح حتى يبلغ الجمال المحض.
ولكل مبدع ملهمة لفنه لأن للنفس الشاعرية أرواحاً تتحرك حين تفقد أجنحتها , تسقط في الفراغ ثم تتجسد في جسم الإنسان المحب للمعرفة والشغوف بالجمال ويحدث نهاراً بين الروحين هو صدى العاشق والمعشوق.
ومصدر إلهام للشعراء والفنانين.
الفنان يقدس ملهمته على أنه ينبوع إبداعه, وينصب لها في فؤاده تمثالاً وحين يغيب يتغذى بذكراه.
وتجربة الفنان هي مزيج من عشق وترصد وجمال, وهو دور الكشف الروحي والحسي والملهمة تشعر أول ماتشعر به بالمباغته والاعتزاز الناجمين عن الاضطراب الذي يحدثه حضورها في نفس الشاعر, وإن تمجيد الفنان لملهمته هي غاية سامية ومغامرته تولد أثراً فنياً عظيماً.
والفنان يخلق أثره بالذات ويجعلها كائن الحلم الذي يستهدف خلقه وينشد منه الوصل والاتحاد, وفي هذا الوصل الروحي يتحقق الوجد.
وكل فنان مبدع له تواصل في سر إلهامه ووحيه, فالشاعر والموسيقا والأديب والفيلسوف يتمنى من ملهمته أن تخلد في نظره خاصة من سحر اللقاء الأول.
إذاً, فالحب طاقة أولية في إنتاج الأثر النفسي ويدخل في صميم حكاية المبدعين وهناك تعايشاً مدهشاً بين الحب والفن.
الحب هو الذي يولد الجمال, ويصحب الفن وكأنه إيقاعه الموسيقي الطبيعي, وفقدان الأصالة والفن, يعني فقدان الصدق والرموز المبدعة للحب.
ذلك أن الطبيعة ترقى بالمبدع في تعبيره الشعري وهي نفسها الملهمة وللحن كالعندليب لايغرد إلا عندما يحب.
وحب الفنان هو ينبوع يتدفق من قلب شاعر يتغنى بالحب والطبيعة.
رامية الملوحي
المزيد...