باتت الحقيبة المدرسية التي يحملها أبناؤنا تلاميذ المدارس الصغار ، وخصوصاً في السنوات الأخيرة ، حملاً ثقيلاً على ظهورهم التي لا تقوى على حملها أو تحمُّلِها ، والتي أدى ثقلها إلى تقوس بعضها واعتلال بعضها الآخر . وهذه الحال جعلت أسر التلاميذ ترفع أصواتها بالشكوى ، مطالبةً تخفيف ثقل الحقيبة المدرسية قدر المستطاع على أبنائهم الصغار ، الذين يحملون فيها كل كتبهم ودفاترهم يومياً ، لعدم استقرار البرنامج المدرسي ، ولكثافة المنهاج وطول حصصه.
واستجابةً لهذه الشكاوى ، وحرصاً على صحة أطفالنا ونمو أجسادهم بشكل سليم وطبيعي ، أصدرت وزارة التربية مؤخراً قراراً بتشكيل لجنة وزارية، مهمتها إيجاد حلول للحد من ثقل الحقيبة المدرسية ، والتنسيق مع مديريتي الصحة المدرسية والتربية الرياضية في هذا المجال ، وتعميم ما يتم إقراره من توصيات على المدارس الحكومية والخاصة.
وبالتأكيد هذا أمرٌ مهمٌ للغاية ، ويعكس مدى اهتمام الوزارة بصحة أطفالنا ، و تفكيرها الجدي بمعالجة هموم ذويهم وخشيتهم على أطفالهم من خطر تلك الحمولة الثقيلة على أجسادهم الطرية، وحرصها على متابعة تلاميذنا عامهم الدراسي ونهلهم العلم والمعرفة على مقاعد الدراسة، من غير أي تعب أو إرهاق أو مشكلات صحية.
وباعتقادنا ، أن تلك اللجنة وبعد دراستها العلمية لمعاناة تلاميذنا من ثقل الحقيبة المدرسية ، وتأكدها من آثاره السلبية على صحتهم النفسية والجسدية، ستخلص إلى مجموعة من التوصيات من شأنها تخفيف ضغط ذلك الثقل على أجسادهم ، إذا ما وضعت موضع التطبيق العملي في مدارسنا العامة والخاصة، للقضاء على هذه المشكلة المزمنة التي يعاني منها أطفالنا وذووهم أيضاً.
ونرى أنه من المناسب تخفيف المنهاج المدرسي قبل تخفيف ثقل الكتب المدرسية عن ظهور أطفالنا ، و اختزال البرنامج اليومي إلى مستوى مريح للتلاميذ ويحقق لهم الإمتاع والمؤانسة ، والتحصيل العلمي بحب وشغف ، وتلبية حاجاتهم النفسية من اللعب والمرح وممارسة الأنشطة اللاصفية.
فكما تعرفون ( العقل السليم في الجسم السليم ) ، وإذا اعتلَّت العقول اعتلَّت الأجسام .
* محمد أحمد خبازي