بعد هذا التكثيف في استهلاك اللغة على مواقع التواصل الاجتماعي علينا إما التوقف عن تركيب جملة شعرية لا قيمة لها بل مجرد تشابه وتكرار ،أو البحث عن أسلوب غير مسبوق في صياغة الفكرة ضمن قصيدة أو قصة أو المعتاد مثلا أن نقول / العنزة الجربانة ما بتشرب إلا من رأس النبع / ماذا لو قلبنا الصورة نبعاً على عنزة وقلنا :النبع الصافي لا يتدفق إلا بثغر العنزة الجربانة .
وبدل أن نقول :
الرابعة فجراً يا عشق الروح لهمس روح تتأمل نور الله في انبثاق النشوة
نقول: فجراً أنت الرابعة يا نور الله في انبثاق همس العشق الـ متأمل خـبراً .
حقيقة توقـفتُ عن استهلاك الوقـت في قراءة الطلاسم ،أو النص الـذاتي المبتذل كما توقفـت عن السهـر قبل أعـوام عـلى سطح التاريخ المعاصر
قلتُ: أستثمرُ وقـتي ، أتعلمُ طبخ شيخ المحشي ، وتخليل الخيار وسواه لأصبحَ أشطر من أي شيف يطبخ كل صباح على قناة تلفزيونية مقابل رزمة دولارات.
تعلمتُ الطبخ لكنني لم أقبض دولاراً واحداً . فاستبدلتُ هوايتي بهواية أحب إلى مزاجي وهي /شرب المتة/ وهذا استهلاك للوقت وليس استثمار.
احترتُ كيف أقبضُ على نمل الوقـت؟ كيف أستثمر كل هذا الفراغ ، وأخـلدُ صورتي في كاميرا العائلة ؟ قبل أن يقبضَ عزرائيل على روحي ، ويحلق بها .
تعبتُ دون جدوى فأدمنـتُ الكسل والنوم وتقشير جلد الفصول .
-باﻹضافة إلى الاستماع للموسيقا لاسيما الطبل والزمر
أدبـك كي لا يترهل جسدي ويبقى قوامي رشيقاً
كرمى مهنتي الجديدة في استعراض فساتين شتاء ربيع صيف العام القادم
جيراني كلهم نفروا مني بعد عملي الجديد
مع أني لا أسرق ولا ألعب القمار وأناهضُ مع المناهضين
فكرة تقسيم الكعكة الممتلئة بالسمسم مع أن السمسم صار سم سم .
عـدنا للعبة اللغة وفكرة تجديد مفردات نامتْ كثيراً في أمهات الكتب حتى أصبحت في عـداد الموتى
لكن سأعيد إحياءها وأُطيّـر معانيها أسراب خواطر ، وأبتعد عن ذكـر الفنجان والعصافير ،وحملة ترشيد زراعة الغيم تضامناً مع حملة تجفيف الأمعاء ،وفك الصلات بين المعطوف والمعطوف عليه .
الرابعة فجراً
أعظم وقـت فيروز مثلاً خلدت ذاك الوقت بأغنية /بيكون الضو بعدو شي عم يطلع /
الوقت الصافي الذهن لاتخاذ قرارات حاسمة كأن تمزق كل ما كتبته سابقاً وتبدأ من جديد كأن تحزم حقائبك وتغير مكان سكنك .
كأن تهجر خيام الحلم وتذهب إلى مرارة الواقع وتجدف تجدف سعياً للقاء حتفك بحب أو بسفر أو بكذبة اقتصادية .
الرابعة فجراً
أنصحك بأن تجنح لإشعال المغامرة، وتطير حلمك الورقي.
نصرة ابراهيم