للدراجة النارية أهمية كبرى في المناطق المحدودة المساحة يستخدمها الناس للتنقل من مكان لآخر حيث إنها تشكل وسيلة النقل المفضلة لديهم خاصة لدى فئة الشباب فهم يستخدمونها في كافة أيام السنة خاصة في فصل الصيف فلا تجد أياً منهم بدون دراجة ، إنها هويتهم الشخصية .
في مدينة محردة عدد كبير من الدراجات النارية تستخدم للحركة والتنقل من مكان لآخر داخل المدينة خاصة أنها سهلة الاستعمال ولاتستهلك كميات كبيرة من الوقود كالسيارة وغيرها فهي تسير على المازوت واستهلاكها قليل ما شجع الناس على استخدامها، و لأن المدينة تفتقر لوسائل النقل العامة ولا يوجد فيها سوى بعض سيارات الأجرة المرتفعة الأجر غالباً ، صحيح أن المسافات قصيرة، لكن الأجرة حسب مزاج السائق وحسب توافر الوقود وسعره.
في الآونة الأخيرة كثرت ظاهرة سرقة الدراجات النارية فصار أصحابها لايستطيعون تركها في الشارع كما اعتادوا، وصاروا يبحثون عن شخص يقف بجانبها ريثما يقضون غرضهم ، فهؤلاء الحرامية الذين لا رادع لهم يتجولون في المدينة ليلاً و نهاراً كما يقصدون المنازل السكنية في بعض الأوقات بهدف السرقة و الاتجار ، الأمر الذي حوّل جميع أهالي المنطقة إلى مراقبين لهذه الآليات الصغيرة فما إن تقف إحدى هذه الدراجات في مكان ما حتى تجد الكثير من المراقبين لها من خلف زجاج النوافذ أو على الشرفات والجميع في حالة تأهب وترقب ونظرهم يدور حول هذه الدراجة ليرصد كل من يمر بجانبها أو ينظر إليها .
إنها حالة تشير إلى تآخي الناس و ترابطهم رغم عدم وجود صلات قربى فيما بينهم .
سوزان حميش