منظر ووعود تتكرر منذ أعوام .. المصارف المطرية في مصياف وريفها معاناة وتقصير .. مجـالـس المـدن والبلــدات : ضعف الإمكانات وأمطار وسيول غزيرة
يتكرر المشهد مع بداية كل هطول مطري في مصياف مدينة وريفا لناحية طوفان الطرقات والشوارع بالمياه الاسنة وتحولها الى برك مائية تعيق حركة المواطنين وتسبب لهم المعاناة ويبدؤون بمواجهة المشكلات الناتجة عن هطول الأمطار رغم تعطشهم لكل قطرة مياه وهذا يعود إلى عدم تهيئة العبّارات أو السواقي المطرية من قبل البلديات أو عدم تعزيلها بشكل جيد أو عدم وجود العبّارات الكافية.
منظر ووعود تتكرر منذ أعوام
منطقة مصياف تتميز بأنها منطقة جبلية أمطارها غزيرة شديدة الانحدار وبالتالي الانجرافات فيها كثيرة لذا لابد أن تكون الاستعدادات كافية وملاءمة للمناخ الا أن الواقع مختلف تماماً سواء في المدينة أو الريف ففي مصياف المدينة كل عام نرى المنظر نفسه والمعاناة ذاتها ولاسيما أمام المدارس وتحديداً مدرستي سيف الدولة الابتدائية وممدوح جروا الاعدادية حيث يتشكل مستنقع كبير من المياه على طول الطريق علماً أن المنظر يتكرر منذ أكثر من ثلاثين عاماً ، هذا ما بدأ به المواطنون حديثهم قائلين:
نأمل أن تكون الأوضاع أفضل هذا العام وأن تكون الجهات المعنية أوجدت الحل للمعضلة التي عانى منها المواطنون زمناً طويلاً على امتداد شارع الوراقة وأضافوا: طوفان الشوارع لايقتصر على شارع الوراقة والمعاناة لاتتركز هناك فقط، وإنما معظم شوارع المدينة تعاني من تحولها إلى برك ومستنقعات كما هو الحال في السوق الرئيسي إضافة إلى الشارع الموجود بالقرب من مجمع زكي الأرسوزي ومدرسة 8 آذار وفي الشارع الموجود بالقرب من دوار ربعو وشارع معتمدية الرواتب ولو أن العبارات والسواقي المطرية أعدت بشكل جيد في بداية فصل الشتاء لما شعرنا بالمعاناة.
البدء بتعزيل العبارات منذ بداية الشهر الحالي
رئيس مجلس مدينة مصياف سامي بصل قال: تم البدء بتعزيل السواقي والعبارات منذ بداية الشهر الحالي و فيما يخص شارع الوراقة فقد وصل مشروع الصرف الصحي الذي ينفذ في الشارع إلى مراحله الأخيرة، حيث يصبح بامكاننا فتح عبارات وسواق مطرية بعد الانتهاء منه يتم وصلها بالريكارات وبذلك نكون قد انتهينا من مشكلة تسببت بالمعاناة للمواطنين لسنوات طويلة وقبل تنفيذ المشروع لم يكن بالإمكان إحداث أية عبارة لأن الأقنية حجرية قطرها صغير جداً موجودة منذ الستينيات وبالتالي كانت الاختناقات تتكرر وفي مناطق المخاضة ونهر الحمرا ودوار الوراقة شرقا طلبنا (باكراً) من مديرية الموارد المائية لتعزيلها كونها مناطق مسيلات مائية وفي الشارع الموجود بالقرب من دوار ربعو تم فتح ساقية مطرية أيضاً للتخفيف من الاختناقات مشيراً إلى أن العمل مستمر طيلة موسم الشتاء بالتعزيل والكشف على العبارات بسبب غزارة الأمطار التي تجرف معها السيول والأتربة من الجبال بسبب شدة الانحدار.
في الريف الوضع ليس أفضل
وفي الريف نجد أوجهاً متعددة للمعاناة ففي بعض القرى قام الأهالي منذ عدة سنوات بصنع العبارات بالعمل الشعبي، بعد أن فقدوا الأمل ببلدياتهم لناحية تنفيذ العبارات وبعد أن فاضت منازلهم بمياه الأمطار التي تسببت لهم بمعاناة وإرباكات كبيرة كونها مصممة بشكل غير فني وبالتالي غير قادرة على استيعاب المياه بالشكل الأمثل وفي قرى أخرى لاتسمح التضاريس فيها بصنع العبارات ولاسيما تلك القرى الموجودة في المنحدرات الكبيرة ومنها لم تنفذ لأن مشروع الصرف الصحي فيها متوقف كقرية الرصافة وفي بلديات أخرى تحتاج العبارات إلى توسيع. كما هو الحال في بلدية الفندارة التي أكد رئيس بلديتها ياسر مخلوف بأن الحاجة ماسة لبناء عبارات صندوقية لأن العبارات الموجودة حالياً قطرها لايتجاوز 20سم وهي غير قادرة على استيعاب كميات الأمطار الهاطلة، وهذا يسبب معاناة كبيرة للأهالي الذين يتقدمون بالشكاوى بشكل دائم وتحديداً في قرية الشميسة ومفرق الزعرورة ونحن لا نستطيع ايجاد الحل انما كل ما بوسعنا فعله أننا قدمنا طلبا الى مديرية الخدمات الفنية لإحداث العبارة الصندوقية وقد وعدت ولكن كما يقول المثل: عالوعد ياكمون .
ضعف الإمكانات أعاق تعزيلها
أما في بلدية حزور التي تمثل حال بلديات كثيرة فإن ضعف الإمكانات فيها أعاق البدء بتعزيل السواقي والعبارات المطرية وتزداد المعاناة في حزور كونها هي والقرى التابعة للبلدية جبلية فيها مسيلات مطرية وغزارة أمطار وبالتالي أتربة وحجارة ويؤكد رئيس بلديتها نضال صليبي أن الأمر لايقتصر على تعزيل العبارات لمرة واحدة وإنما عملية التعزيل متكررة وهي مكلفة وقد طلبنا والكلام لرئيس البلدية _ إعانة هذا العام للبدء بتعزيل السواقي، وأضاف أيضاً: الحاجة ملحة في كل من قرى الحكر والقلعة لبناء جدران استنادية في حين أنه توجد بلديات باشرت وشارفت أعمالها على الانتهاء مثل بلدية عين حلاقيم و بلدية وادي العيون وبلديات أخرى تحتاج إلى أعداد إضافية من العبارات كالمشرفة ودير ماما.
ونحن نقول: من المحزن عندما تتحول فرحة المواطن بهطول الأمطار إلى همّ وغمّ وشكوى وذلك عندما يطوف بيته أو محله أو تغرق قدماه في برك ومستنقعات تشكلت في الشوارع والسبب أن الجهود المبذولة لتهيئة العبارات والسواقي المطرية لما تزل قاصرة والدليل الفضائح التي نراها في شوارعنا.
نسرين سليمان