ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻐﺎﺑﺎﺕ ﻣﻬﻤﺔ ﺫﺍﺗﻴﺔ ﺗﻨﺪﻓﻊ ﻣﻦ ﺭﻏﺒﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻨﺰ ﺍﻟﻄﺒﺒﻴﻌﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻫﺒﻨﺎ ﺇﻳﺎﻩ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻮﺍﻃﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻳﻘﺪﺭﻩ ﻭﻳﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻣﻨﺬ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﺮ ﺑﻬﺎ ، ﺍﺯﺩﺍﺩﺕ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻐﺎﺑﺎﺕ ﻓﺤﻤﻞ ﻣﻌﻈﻢ مواطنيننا ﻓﺆﻭﺳﻬﻢ ﻭﺍﺳﺘﻐﻠﻮﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺣﻴﺚ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻐﺎﺑﺎﺕ ﻭﺃﺧﺬﻭﺍ ﺑﻘﻄﻊ ﺃﺷﺠﺎﺭ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺄﻣﻞ ﺃﻥ ﺗﻤﻀﻲ ﺑﻘﻴﺔ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﻤﺘﻊ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮ ﻭتفيؤه ﺑﻈﻠﻬﺎ، ﻭﺗﺤﻤﻲ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ، ﻭﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﻘﻄﻌﻪ ﺍﻟﻔﺆﻭﺱ ﺃﻛﻠﺘﻪ ﺍﻟﻨﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﻈﺎﻟﻤﺔ ﺩﻭﻥ ﺃﺩﻧﻰ ﺷﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﺬﻧﺐ وما حرائق جبال طرطوس واللاذقية خلال اليومين الماضيين سوى أنموذجا للعبثية والإهمال والتقاعس فهذه الجبال لن تستطيع بضع فرق اطفاء بسياراتهم أن تخمد حريقا بهذا الحجم وماكانت تحتاجه هو طيران إطفائي سريع وهذا مالم يحصل. ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﻏﺎﺑﺎﺗﻨﺎ ﺗﺴﺘﻐﻴﺚ ﻣﻦ ﺧﻄﺮ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﺗﻨﺎﺯﻉ ﻟﻠﺒﻘﺎﺀ، ﻭﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺗﺂﻛﻠﻬﺎ ﻭﻧﻘﺼﺎﻧﻬﺎ، ﻓﻬﻞ ﻣﻦ ﻣﻐﻴﺚ؟ ﻧﻌﻢ، ﺇﻧﻬﻢ ﺃﺑﻨﺎﺅﻫﺎ ﺍﻷﻗﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺣﻤﺎﻳﺘﻬﺎ ﻭﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻓﻬﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻧﺴﻴﺞ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻭﺗﻌﻄﻴﻬﻢ ﺍﻟﺨﻴﺮ،ﻓﻮﺍﺟﺒﻬﻢ ﺭﺩّ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻹﻫﻤﺎﻝ ﻳﻨﻬﻲ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺑﺎﻷﻣﺲ ﺟﻤﻴﻼً، ﺣﺘﻰ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﺠﺮﺩ ﻏﻔﻠﺔ ﻫﻨﺎ ﺃﻭ ﺗﺴﺎﻫﻞ ﻫﻨﺎﻙ .. ﻓﻬﻞ ﻧﻘﺎﺑﻞ ﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﻐﺎﺑﺔ ﺑﻐﻔﻠﺘﻨﺎ ﻋﻨﻬﺎ؟ . ﻣﻊ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻛﻞ ﺻﻴﻒ ﺣﻮﺍﺩﺙ ﺗﺘﻜﺮﺭ ﺗﻌﺪّ ﻛﺎﻟﻤﻮﺕ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻬﺪﺩ ﻏﺎﺑﺎﺗﻨﺎ، ﺣﻮﺍﺩﺙ ﻗﺪ ﺗﺒﻘﻰ ﺿﺪ ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﻝ .. ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺮﻳﻖ ﻭﺍﻟﻰ ﻣﻦ ﻳﻮﺟّﻪ ﺍﻟﻠﻮﻡ؟ ﻭﻣﺎﺫﺍ ﻋﻦ ﺍﻵﻟﻴﺔ ﺍﻷﺟﺪﻯ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺇﻳﻘﺎﻑ ﺣﺮﺍﺋﻖ ﺍﻟﻐﺎﺑﺎﺕ ﻧﻬﺎﺋﻴﺎً؟ ﻭﻫﻞ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﺃﻗﺼﻰ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻭﺳﻌﻬﺎ ﻟﺤﻤﺎﻳﺘﻬﺎ، ﺃﻡ ﺃﻥ ﺟﻬﻮﺩﻫﺎ ﺍﻟﻮﺍﺿﺤﺔ ﻟﻢ ﺗﻘﻒ ﺳﺪﺍً ﻣﻨﻴﻌﺎً ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺮﻕ ﺍﻷﺧﻀﺮ ﻭﺍﻟﻴﺎﺑﺲ؟
ازدهار صقور