تكثر اليوم أغاني الفيديو كليب وتتنوع وتتلون حتى باتت تغلبها تتشابه في عرض الأجسام بلباسها المختلف وشكل المطربة وحركاتها الاستعراضية لتبدو الأغنية مثل عرض منوع أكثر منها أغنية تترسخ في الأذهان بل تكون أكثر سرعة للنسيان.. فبالمقارنة مع الأغاني القديمة كانت للكلمة وقعاً ومعنى وللحن واستحواءً للمشاعر لتبقى نرددها بعد سنوات لتصبح أساساً ومرجعاً يتقلدها المغنون في ستار أغانٍ بأسمائه المختلفة.. ومن الأغاني الحديثة مارددناه بفرح وغيّر من بؤس حياتنا قليلاً، مثل (شو حلو حبيبي ، شعراتا ولو ،…) والمطربين الذين أثبتوا جدارتهم مثل علي الديك وأخوته، ووفيق حبيب وأذينة العلي و معين شريف و جورج نعمة ووائل كفوري نوال الزغبي وناصبف زيتون وشادي وهادي أسود. والكثير…) ومنها مايشكل فقط استعراضاً لكلام عادي ولحنٍ راقصٍ مكرر أو صاخب لصبايا جميلات بمختلف أنواع عمليات التجميل .. وهذه سريعة النسيان لكن لها وقتها مثل الأفراح والأعراس.. ولايمكن الحصر والتعداد أو الترتيب فأغاني فيروز صباح فخري وميادة وغيرهم من المشهورين هم في قمة الغناء الأصيل والمرتبط بماضينا وحاضرنا معاً أما عن مطربينا العظماء الذين ارتحلوا والرحمة لهم ومنهم وردة الجزائرية التي غنت أغنيتها الأخيرة وكأنها بها تودع الحياة وتودع أحبابا وتقدم لهم نصيحة عبر ذلك الكليب الرائع الذي ادمع عيناي رغماً عني (أيام)، بأن نتسامح ونغفر ولانبقى على خصام وحقد وخلاف.. الأغنية من تصميم وإخراج رياض القصرى ابن الفنانة الراحلة وردة الجزائرية وهي الأغنية الأخيرة المصورة فى حياة والدته حيث تم تصوير الكليب في الجزائر مع المخرج يونس الخمار.. والتى سجلتها قبل 3 سنوات من وفاتها، ولم تتمكن من استكمال تصويرها، بسبب مرضها. وتم الانتهاء من تسجيل الأغنية عام 2009 حيث تم إخراج الكليب بطريقة مختلفة باستخدام الرسوم المتحركة.. وبدأ التجهيز الفعلي لها عام 2010، وكان من المقرر أن يبدأ تصويرها فى حزيران 2012 لكنها فارقت الحياة فى 17 أيار 2012، إلى أن قرر فريق العمل استكمال التصوير بعد استعانتهم بدوبلير لتجسيد شخصية وردة، وتم تصويرها فى العاصمة الجزائرية بمنطقة بجاية ..و مدة الكليب ٧ دقائق.. وافتها المنية في القاهرة الخميس 17 أيار 2012 عن عمر يناهز 73 عاما.. الأغنية من كلمات الشاعر منير أبو عساف ألحان وتوزيع بلال الزين تقول كلمات الأغنية:
أيام بنعدها، ولو فينا نردها كنا ردينا أوقات، صارت هلأ ذكريات لكن يا خسارة الحياة تمرق ما فينا نردها كنا رجعنا احباب فرقناهم كنا صالحنا اصحاب زعلناهم كنا سامحنا يلي جارحنا كلمات مؤثرة ولحن راقٍ جميل فمن خلال لقطات منوعة لابنة خاصمت أمها تأبى مصالحتها ويكون ذلك جرحا في قلبها تتذكره وتتخيلها في كل حفلة انها لازالت على قيد الحياة.. ومقطع آخر لرجال أصدقاء كبروا مع الزمن وعاركوا الحياة ليبعدهن الخصام فترة ويفقد أحدهم الآخر للأبد وتبقى تلك الكرسي فارغة أمامه في المقهى… وبالفعل يستحق هذا الكليب جائزة .
جنين الديوب