تهتم منظمة طلائع البعث لإعداد جيل واعٍ قادر على تحمل الصعاب وبناء الوطن وذلك عبر الاهتمام الكافي بالتلاميذ في كل المجالات ومنها الاهتمام للموهوبين وتنمية مواهبهم ومهاراتهم من خلال اتباعهم للمدارس التطبيقية حيث يتلقون فيها معلومات إضافية لمناهجهم تسهم في بروز ونماء تلك المواهب والمهارات. فما هو حال هذه المدارس عندنا وهل استطعنا من خلالها ــ كمحافظة ــ الحصول على مراكز متقدمة بمسابقات الرواد على مستوى القطر،هذا ما حاولنا ـ قدر استطاعتنا ـ كشفه أو كشف جزء منه في هذه المادة الصحفية .
اختيار المَنْشَط
زرنا المدرسة التطبيقية الثانية للأنشطة الطليعية والتقينا عدداً من المنشطين الطلائعيين وسألناهم حول كيفية اختيار الطليعي لأي منشط وما هو المنهاج أو الكراس الذي يتلقاه، وأجمعت أجوبة من التقيناهم من المنشطين إضافة إلى مديرة المدرسة هناء مخلوطة على أن الاختيار يتم عبر قيام المنشطين الطلائعيين بجولة إلى المدارس ضمن مجال عمل المدرسة وشرح آلية عمل المدرسة والأنشطة الموجودة لإدارة المدرسة وكذلك للتلاميذ في الصفوف ويكون اختيار التلميذ لأي مَنْشَط من مهام واختصاص مدرّس المادة على الغالب ، ولكن قد يحدث أن يقوم التلميذ بإبداء رغبته بمنشَط معين خلال وجود المُنشِطْ .
استقبال أي تلميذ
ويؤكد مسعود الياسين أمين فرع الطلائع أنه يمكن للمدرسة أن تستقبل أي تلميذ راجعهم ويريد أن يلتحق بمنشط ما وكذلك الرفيقة سورين الياس رئيسة مكتب التقانة والإعلام التي تعد أن المدرسة التطبيقية معنية باستقبال كل التلاميذ المتميزين حتى لو لم ترسله المدرسة وأجمعت عدة آراء على أن توجيه التلميذ لمنشط معين يقع على عاتق المُنشط الطليعي وإدارة المدرسة فقد يعتقد التلميذ نفسه موهوباً بالرسم وبعد السبر يتضح أن مهاراته أعلى في الخط العربي مثلاً، فيتم توجيهه للمنشط الثاني، وقال بعض المنشطين إن المستبعدين لاكتشاف أنهم غير موهوبين لا يتعدى /5%/ فيما قال آخرون إنه يتجاوز /50%/ .
المنشّط واختياره
ترى الياس أن إعداد المُنشط يكون غير كافٍ أحياناً وذلك يعود لعدم إقامة دورات مركزية وكأن يكون المُنشط خريج كلية تربية ولكنا قمنا بهذا المجال باستقطاب خريجي الإعلام وإعداد الكوادر قدر الإمكان ، كما قمنا بدورات للتلاميذ مع مشرفيهم كما يخضع المنشط لدورات تدريبية ولديه دليل عن كيفية تدريس التلاميذ ونشير هنا ــ والكلام للمحرر ــ أن الحاجة والنقص يدفعان أحياناً للاستعانة بمعلم وكيل للقيام بعمل المنشط الطليعي وهو ــ قانوناً ــ غير مطلوب منه سوى شهادة التعليم الثانوي فكيف يمكنه أن يقوم بإعداد التلاميذ في مجال الإعلام مثلاً ؟
وفي هذا الشأن قال محمود شحادة رئيس مكتب الريادة: إنه ينقصنا التعاون الجاد من قبل المؤسسات الإعلامية في مدينة حماة ونشكو من عدم تعاونهم فيما يخص تأهيل الكادر المدرب الجاهز لنقل الرسالة الإعلامية إلى أطفالنا. وخلال لقائنا المنشطة الإعلامية سوزان الهنو قالت في معرض إجاباتها إنه لم يحدث أن قامت بزيارة أية مؤسسة إعلامية مع التلاميذ ولكن حصلت زيارات لبعض الدوائر والمؤسسات خلال مناسبات محددة ، لكنها ـ حسب ما قالت ـ عندما وجدت نفسها أمام شيء جديد ، اهتمت بتطوير نفسها عبر زيادة معارفها من الشابكة وغيرها واتباعها لعدة دورات تدريبية .
أما مخلوطة فهي ترى أنه ليس ضرورياً أن يكون المنشط مختصاً بمجاله فالأهم هو الموهبة والاهتمام ــ وهذا ينطبق على التلاميذ أيضاً ــ ولكن يتم إعداد هذا المنشط وتدريبه عبر اتباعه لعدد من الدورات التدريبية ولم يحدث أن تم استبعاد أي منشّط بعد اختياره لعدم كفاءته .
ماذا حققنا ؟
تبيّن الهنو أنها تعمل بمجال التنشيط الإعلامي منذ /4/ سنوات وقد حصلت على الريادة في مجال التصوير ، العام قبل الماضي، أما منشطة مادة العلوم التي تعمل بهذا المجال منذ /30/ سنة فهي تؤكد أن المدرسة حصلت على الريادة على مستوى القطر بهذا المجال /10/ مرات خلال عملها ، والأهم أن هؤلاء الموهوبين صاروا أطباء ومهندسين وغيره، وقد تم اللقاء بهم خلال العام الماضي فبعضهم حصل على الريادة لثلاث مرات، أما منشط اللغة العربية محمد نبيل أخرس الذي يعمل بهذا المجال منذ /4/ سنوات فهو يرى أنه تم تحقيق مكاسب كثيرة كالعديد من النشاطات وحلقات البحث والريادة على مستوى القطر السنة قبل الماضية في مجالي التعبير الأدبي والفصاحة.
أما مخلوطة فرغم أنها تؤكد عدم بلوغ ما تصبو إليه لكنها تشير إلى تحقيق المدرسة للريادة على مستوى القطر بمجالي الموسيقا والخط العربي إضافة إلى 15 رائداً على مستوى المحافظة.
أما شحادة فهو يشيد بحصول الفرع على المرتبة الخامسة في الريادة العام الماضي حيث حصل 33 رائداً على الريادة بعدة مجالات، وكان حظنا في العام الأسبق أفضل، فقد احتل الفرع المركز الثالث.
أين تعثرنا؟
يؤكد الياسين أن المطلوب هو النوعية والموهبة الأكثر تميزاً إضافة لصقل المواهب.
أما أين نقاط الضعف أو التعثر فإضافة لما قاله شحادة عن عدم تعاون المؤسسات الإعلامية أشار إلى عدم وجود بوابات إنترنت في المدارس التطبيقية كما أورد بعض المدرسين في أحاديث جانبية أن بعض التلاميذ يأتي للتطبيقية من دون أن يعرف ما يريد أو أن مشرفي الوحدات قالوا لهم: اذهبوا للتطبيقية أو أنه بعد تفكير ومداولة يختار مَنْشَط الديانة أو الاجتماعيات وهذين غير موجودين.
وتضيف مخلوطة: إن مدارس منطقة طريق حلب بأكملها لا ترسل أحداً لعدم وجود مواصلات كما أن الأهل قد لا يوافقون على إرسال أبنائهم لبُعد المدرسة وقد تحدث ردة فعل عكسية عند بعضهم فمدرسة محدثة عدنان المالكي كان لديها العام الماضي 3 رواد على مستوى القطر ولم يعبأ أحد بمديرتها لذلك لم ترسل أي تلميذ هذا العام فالمطلوب محفزات ولو بطاقة شكر.
كما أن عدم موافقة الأهل على سفر ابنهم والمشاركة بالمسابقات يعد عائقاً أمام الحصول على مراكز جيدة وكثيرة، وقد صادفتنا حالتان العام الماضي.
وقد يمانع الأهل اتباع ابنهم للدوام بالتطبيقية كون المنهاج الأساسي التدريسي للتلميذ ثقيلاً ويخشون أن يؤثر هذا الدوام في تحصيله الدراسي.
وتقول: إن التعاون مع المجتمع المحيط ليس كما يرام بسبب العادات السائدة ورغبة الأهل بأن يتبع أبناؤهم اختصاصات تفيد في دراستهم، كما تحدثت عن نقص التمويل اللازم من مديرية التربية للمدرسة فالمخصص هو 75 ألفاً لكل مستلزمات المدرسة وهي غير كافية.
وأخيراً:
لن نقول: إن ماأوردناه يعد كافياً لبيان وضع وحقيقة المدارس التطبيقية والرواد في محافظتنا كما أن هذه المادة لم تكشف كل جوانب الضعف ولكن بالتأكيد فإن ما ظهر من خلالها هو عدم تعاون مشرفي الوحدات والفرق أو عدم درايتهم الكافية أو اهتمامهم الكافي بالموضوع، وبالتأكيد فإن حصول فرع حماة على 33 مركزاً في الريادة العام الماضي هو النقطة الأهم التي تؤكد وتوضح وجود اهتمام كافٍ بهذا الجانب ولكن لابد ـ برأينا المتواضع ـ استدراك بعض النقاط مثل التحفيز ـ الاهتمام أكثر بجانب اختيار التلميذ للمنشط المطلوب ـ اهتمام مشرفي الفرق بهذا الجانب ـ التعاون مع الإعلام وزيارة المؤسسات الإعلامية ـ الاطلاع على إبداعات ومساهمات الرواد في الأعوام السابقة ـ الاطلاع على كل ماهو جديد ومتميز بالمجال الذي يدرسه التلميذ ـ تأمين بوابات إنترنت للمدارس التطبيقية.
أحمد الحمدو