انطلقت بداية الشهر الجاري وتستمر حتى نهايته ، الحملة الوطنية للكشف المبكر عن سرطان الثدي ، في مشافي المحافظة الوطنية والعيادات الشاملة ، والمراكز الصحية المنتشرة في مختلف مدننا وأريافنا ، إضافة إلى المراكز الثقافية التي شهدت ندوات ونشاطات توعوية للسيدات ، بالترافق مع مسير جماهيري هنا وآخر هناك ، شاركت فيه فعاليات رسمية وشعبية وجمعيات أهلية تعنى بالمرأة والأسرة ، ما كان له أثر كبير في إقبال النساء على الكشف المبكر عن سرطان الثدي ، للتعامل معه بطريقة علمية – إن وجد – و الانتصار عليه كأي مرض آخر .
فشعار الحملة في هذا الشهر تشرين الأول الجاري ، الذي عدته منظمة الصحة العالمية الشهر العالمي للكشف المبكر عن سرطان الثدي ، هو (فيكي تنتصري عالسرطان ) ، وأعتقد أنه مستمدٌ من حالات شفاء كثيرة لنساء ، اكتشفن إصابتهن المبكرة به من خلال الكشف الدوري ، وتعاملهن معه من دون أي خوف أو رهبة ، وبالعلم والمعرفة لطبيعته وسبل القضاء عليه ، انطلاقاً من كون الكشف المبكر والمعرفة والتحدي الواعي له ، من أهم أسباب الانتصار عليه.
وقد انتصرن عليه فعلاً ، وعادت النساء المنتصرات إلى حياتهن الطبيعية ومزاولة أعمالهن ، ونشاطاتهن اليومية بحماسة شديدة ، وأصبح ذاك المرض مجرد ذكرى . وهذا بالضبط من أهم فوائد الكشف المبكر عن سرطان الثدي ، فالتعرف عليه والاطلاع على عوامل الخطورة ، يفيد السيدة بمعرفة سبل الوقاية لا الدخول بحالة خوف وقلق دائم .
وإذا ما التزمت السيدة بالفحوص الذاتية والطبية والشعاعية الدورية للكشف المبكر ، فإنها تضمن نسب شفاء عالية في حال وجود أي ورم . فالوقاية أساس العلاج ، والكشف المبكر عن سرطان الثدي من أهم عوامل الشفاء منه ، وخصوصاً مع عدم الاستكانة له ، وممارسة النشاطات الرياضية وأهمها وأسهلها ( المشي ) ، وبالطبع مع الإقلاع عن التدخين والكحول ، واعتماد الإرضاع الطبيعي للأطفال . وبالتأكيد ، لم يعد سرطان الثدي مخيفاً ، أو مجابهته مستحيلة ، بل أمسى الانتصار عليه ممكناً بالإرادة والعلم والمعرفة ، ولنا في السيدة أسماء الأسد خير مثال فقد جسدت الانتصار عليه أروع تجسيد .
محمد خبازي