يعتقد بعضهم أن الأفضل في تسلم المواقع النقابية أو غيرها هو مدى القرابة أو المصلحة أو الصداقة لمن هو أعلى، أو الجهالة في أمور تتطلب فهماً.. هذه صورة لايمكن أن يعيش في بيئتها الأفضل الذي تقصده القيادات الأعلى والتي تؤكد عليه أكثر من مرة في الاجتماعات واللقاءات والتوجيهات والكتب والتعاميم التي تتضمن النزاهة والوعي وأخلاقية النضال للطبقة العاملة ونهجها الاشتراكي التقدمي وعدم المساومة على مكتسباتها أو النيل من المنجزات التي حققتها بالعرق والكفاح عبر نضالها الطويل. فالأفضل في العرف الاجتماعي من قال فعل ومن يحمل هموم الطبقة العاملة ويعمل على تعزيز دورها الريادي في الإنتاج ومكافحة الهدر واستغلال الوقت في سبيل زيادة الإنتاج لأن القائد النقابي لا يكذب ولا يفضل مصلحته على مصلحة زملائه لا يخون الأمانة التي وضعها العمال في عنقه ولا يساوم على مصلحة زملائه في سبيل بعض المكتسبات الخاصة التي تقدمها له بعض إدارات الشركات والمعامل، وعليه الوقوف دائماً مع التشريعات والقوانين التي تحقق للطبقة العاملة أهدافها المشروعة ويكون سداً منيعاً في وجه كل مايعرقل مسيرة العمال في الوصول إلى حياة أفضل، إذ إن الواقع المادي هو الذي يعزز الفكر إن كان اشتراكياً أم رأسمالياً، فقل لي ما هو واقعك المادي، أعطكَ فكرك الثقافي، فأمرٌ طبيعي أن يدافع البرجوازي عن الفكر البرجوازي، والعامل عن العدالة والمساواة، وكل واحد يدافع عن مصلحته، فالعمال يعملون من أجل العدالة والمساواة لأنهم فاقدوها في عصر قبل الثورة، ويتمسكون في استمرارها بعد الثورة بينما بعض أصحاب رؤوس الأموال من مصلحتهم استمرار الاستغلال والتفاوت الطبقي لذلك فإنهم يعيشون في جميع المراحل تحت عناوين متعددة وفي ظل ظروف متغيرة مسوغين ذلك بالوطنية والغيرية بينما هم أناس يطمحون في الانقضاض على كل ماحققته الثورة للطبقة العاملة من مكتسبات وإنجازات، لذلك يجب أن يكون القائد النقابي لديه من المناعة والتحصين الطبقي مايجعله مؤثراً وفاعلاً في الدفاع عن مصالح العمال ليكون الأفضل الذي تفتش عنه الطبقة العاملة والذي يصون الأمانة…
أحمد ذويب الأحمد