نبض الناس : وعود لم تتحقق

في بداية كل عام وقبل أن يطل البرد برأسه ويطرق الأبواب ، يستبشر المواطن خيراً ويشعر بالتفاؤل بعد ان تخرج وزارة النفط وبكل ثقة وعلى لسان رأس هرمها المتمثل بالوزير شخصياً ليؤكد ويشدد بأن شتاء العام الذي نحن فيه سيختلف عن غيره من الأعوام التي سبقته ، وبأن حصة المواطن التي ستصله تباعاً ستكون بمقدار ٤٠٠ ليتر من مادة المازوت دون نقصان، وأن البطاقة الذكية التي يحملها المواطن اليوم هي بمثابة جواز سفره الذي سيخلصه من برد الشتاء وتحكم تجار السوق السوداء وأصحاب الكازيات الذين تمادوا في جمعهم وجشعهم ، وبعد أن كانوا بلا حسيب ولارقيب باتوا اليوم مراقبون ومحكومون بالكميات التي تصلهم وسيوزعونها بطريقة نظامية وسيكون للتكنولوجيا كلمتها الفصل بحيث لن يستطيعوا التلاعب بقطرة واحد دون علم الوزارة. هذا الكلام الجميل المعسول لم يطبق على أرض الواقع حتى اليوم .
فالدفعة الأولى من مخصصات المواطن في محافظة حماة عموماً ومصياف وبالأخص ريفها لم تصل بعد ، وقلة قليلة فقط ممن وقف الحظ والواسطة وإلى جانبهم استطاعوا الحصول على كمية ١٠٠ ليتر فقط وباقي الكمية إلى آجل غير مسمى قد يكون في مثل هذا اليوم من العام القادم.
إذا هي الوعود الدائمة التي لا يمكنها رغم حرارتها العاطفية أن تدب الدفء في أجساد العائلة الباردة، كما أنها لن تطرد صقيع الهواء من الغرف الخاوية من بضع قطرات في مدافئها.
ونحن اليوم على أعتاب تشرين الثاني حيث بدأ البرد يتسلل إلى منازلنا أكثرية منازل ريف مصياف البارد لم يحصل على مخصصاته ، وإن استمر الوضع على هذه الوتيرة فسينتهي الشتاء دون الحصول على قطرة واحدة من مخصصاتنا ووحدها البطاقة الذكية ستشعر بالدفء في جيب المواطن وهو ينتظر رحمة يعلم مسبقاً أن الله وحده سيمنحه إياها لأن الحاجة لغيره مذلة .

ازدهار صقور

المزيد...
آخر الأخبار