على صفاف العاصي : الوفاء الأصل ..

منذ أحد عشر عاماً وقفت أمام قبره ووعدته أن أرفع رأسه عالياً بين الناس، واليوم حينما حصلت على عضوية اتحاد الكتاب العرب في سورية كرمت أبي تكريماً عظيماً وهو الغائب الحاضر، حز في نفسي أنه لم يكن إلى جانبي لأرى معالم الفرح والاعتزاز والثقة بي وهي ترتسم على وجهه كعادته كلما حققت نجاحاً جديداً. ربما تأخرت يا أبي، لكن هي إرادة الله وقدره في أن يكون تكريمك في غيابك. أدمعت عيناه وهو يبارك لي بعضوية اتحاد الكتاب العرب في سورية، أمام الحضور وبعد الندوة التكريمية التي جاءت ضمن سلسلة من الندوات لدراسة نتاجاته الإبداعية الجديدة، أخبرني بعظمة سعادته بي، بوجهه الطافح بالأصالة والنورانية البشوشة قال لي سعيداً بوفاء كل من حوله: – لم يقصر معي أحد. إنه أستاذي وأبي الروحي، الجبل الشامخ، السند والدافع لي للاستمرار في عالم الكتابة، البحاثة والمؤرخ والشاعر السوري محمد عدنان قيطاز. تراقص الفرح في داخلي مختلطاً بمشاعر الاعتزاز والثقة وأنا أقف إلى جانبه، وهو الكريم المكرم دائماً وأينما حل، فرح امتزج بألم دفين لغياب أبي رحمه الله، انتشلت نفسي من لحظات حزن عميقة، لأغرق في بحر من مشاعر الامتنان والعرفان لكل كريم يعمل على تكريم الكرام من أعلامنا الأفاضل مدركاً أن تكريمهم ونشر علمهم ومعارفهم هو تكريم له وللوطن، وبناء للإنسان بناء ثقافة علم متين وخلق رفيع، فنحن من أنرنا للغرب عالمهم ذات ظلام، ونحن من سنبقى بهمة الوطنيين المخلصين أصلاً لكل نور وعطاء، فاليوم نصر وفخر كبير لنا بتكريم العلامة محمد عدنان قيطاز ، وبعده نصر جديد مع تكريم الشاعر الكبير العميد عبد المجيد عرفة، ثم نصر آخر يترافق مع انتصارات الوطن وعودة الحياة إلى ربوعنا. سلام ودعاء برحمة الله لوالدي الذي تمنيت حضوره، ولأبي الروحي الذي شرفني حضوره تحية مع كل الوفاء.

لمى كربجها

المزيد...
آخر الأخبار