غابات خضراء نتفيأ تحت ظلالها الوارفة على مد النظر في ساحلنا الحبيب ونتغنى بسحرها تضرم فيها النيران وتتشح بالسواد .
مساحات واسعة من الأراضي والحراج التهمتها الحرائق وتسببت في خسارة ثروة حراجية كبيرة .كما تسببت في إثارة الذعر والخوف لدى السكان ونزوح بعضهم من منازلهم خشية امتدادها بسرعة مخيفة وصعوبة السيطرة عليها ،حدث ذلك بعد محاصرة النيران للمباني في بعض المناطق ساعدتها الرياح الشديدة والتأخر في إخمادها ،إضافة لوعورة الطريق الواصل إليها وقلة الحيلة في مواجهتها .
وبغض النظر فيما إذا كانت تلك الحرائق مفتعلة أو خارج إرادة الطبيعة أو البشر إلا أن ما حدث قد كشف عن التقصير وفضح الفساد ،ففي كل بلد في العالم يحسب حساب للكوارث البيئية ويعد لها العدة .ا
أما نحن فإننا ننتظر حلولها حتى نتحرك ، وإن تحركنا يكون التحرك بطيئاً وبإمكانات خجولة ومحدودة ، وفي حالات الطوارىء نطلب المساعدة والإغاثة من منظمات دولية أو دول مجاورة لمؤازرتنا في مصابنا وننسى في الأيام العادية التي تسبق الكارثة أن نستعد لها وهذا التقصير لايقف عند الحرائق وحسب بل ينطبق على أمور عديدة لا نشعر بحاجتها إلا بعد فوات الأوان ، فالغابات التي تتطلب عشرات السنين كي تتكون تحترق أمام أعيننا خلال دقائق بشرارة صغيرة ،ونحن نفتقد الوسائل الكافية لمكافحتها .
فلماذا ننتظر دائماً حلول الكارثة حتى نتحرك ، ألا يمكن التحرك والعمل قبل خسارة تلك الخضرة والجمال؟؟.
فمنذ حرائق موسم الحصاد الفائت إلى حرائق اليوم وربما غداً وفي كل مرة الخوف لدى الأهالي وقلة ذات اليد لدى المعنيين تبقى سيدة الموقف .
فهل نلوم حراس الغابات الذين لا تتجاوز رواتبهم بضعة آلاف من الليرات ونحملهم المسؤولية ونغض النظر عن محاسبة بعض المسؤولين الذين منعتهم مصالحهم الشخصية وضمائرهم الميتة من الاستعداد للكوارث وتأمين كل ما يلزم لدرء الخطر أو التقليل منه في حال حدوثه .
وفي النهاية النيران تشتعل وتأتي على الأخضر وتبقي على السواد في غاباتنا الغناء .
فإلى متى نلجأ للحلول الإسعافية ..؟
سلاف زهرة