قرأت منذ فترة خبراً طريفاً حول تشغيل مؤسسة النقل الداخلي في إحدى العواصم باصات معطرة بالقرفة والليمون،وذلك بسبب شكوى الركاب من الروائح المزعجة داخل الحافلات، وخصوصاً عندما تكون النوافذ مغلقة في الشتاء والباصات مليئة بالركاب، وسيتم تغيير الرائحة بين الفترة والأخرى كي تنسجم مع مختلف أذواق الركاب .
بعيداً عن الأحلام بباصات القرفة والليمون دعونا نتحدث عن سرافيس المخلل والمكدوس التي تنقلنا ،و الروائح التي تزكم الأنوف بنكهاتها المختلفة ،أقول: نحن لا نريد سرافيساً معطرة، بل نريدها تحفظ كرامتنا من الشنططة ، والاستغلال وتقاضي أجور زائدة وعدم كبسنا أربعة أربعة في المقعد كالمكدوس ، وأن تكون أعدادها متطابقة بين السجلات الرسمية والواقع المرير،فهي كثيرة عند استلام مخصصات المازوت ،ونادرة عند نقل الركاب، بعضها مفرغ لنقل البضائع لكن حصتها من المازوت محفوظة، وبعضها يكفيه بيع مخصصات المازوت من دون أن يعمل، وبعضها الآخر استهوى فكرة التعاقد مع جهة ما ، ووو .
هذا بالنسبة للسرافيس العاملة بين مدينة حماة والمناطق المختلفة،أما بالنسبة لسرافيس النقل الداخلي ضمن المدينة فحدث ولا حرج،فهي كثيرة العدد سيئة التوزيع على الخطوط،أضف إلى ذلك رعونة بعض السائقين ، وألسنتهم التي تلسع كالسياط ولاتحترم كبيراً ولا صغيراً ولاامرأة ولافتاة ، وأكثر من ذلك فقد اعتاد بعضهم على استضافة أحد أصدقائه ليقوما بتسلية الركاب بحديثهما الشيق إلى جانب الأغاني الهابطة ،والحركات والنظرات والضحكات التي تجذب الجمهور .
أعتقد أن واقع النقل لدينا معروف وواضح للجميع، الركاب والمسؤولين ، ولكن للأسف فقد ملَّ الركاب من كثرة الشكوى لمسؤولين اعتادوا التطنيش واللامبالاة .
فيصل المحمد