اخـتـلفَ التوقيتُ أم لم يختلـف لا فـرق يطلعُ التوتُ والكرز حينما نـشاء غـير مرتبط بيوم بمساء لكنه مرتبطٌ بأرض دون سـواها تنعشُ جـذورَه فيمتـدُ ألف شـوق في عمق التربة كاﻹنسان تماما لكلٍّ منبته الممتد فيه طولاً وعرضاً وأخلاقاً . صُعقتُ بقباحة وجهي في المرآة .كيف لم أنظر مسبقاً إلى صورتي المعكوسة في زلازل الطريـق المكفهر؟ عجباً أيتها الطيور المهاجرة فوق كـتف الميتين بجرعة نسيان ! عجباً كيف لم يداهمك الموت حتى اللحظة! مازال لك ركـنٌ تبنين فيه أعشاش الرسائل المحروقة من كـثرة اﻹهمال وقـلة الصدق مع نشرات اﻷزياء وفنجان الشاي التي طالتهما عفونة النفاق أمر صعب جداً أن تضع قدمك اليمين على ضفة واليسار على ضفة ثانية تأكـد ستُصاب بطاعون رباعي الدفع وتعوي كالكلاب الشاردة على مزابل الفشل. والمرعـب أكـثر وأنـت تحت التخدير الموضعي تـرى بأمِّ وعـيك مشرط التشريح لكنك عاجـز عـن الحركة فترمي عـن كاهل تفكيرك كل قـذارات العالم تتأمل السقـف وتنداح مواويل الذكريات فتضحك بمشهد تراجيدي تسيل دموعك فيبتل قلبك الموجوع والجائع تقف عند إشارة المرور تنظم السير وتتابع سيرك كأن شيئاً لم يحدث ! كأن شجرة التوت لم تمت ! وشجرة الكرز لم تنخر جـذعها دودة الجفاف! جفاف أفـلام السينما من الغاية، جفاف آخـر رواية قرأتها عن إفريقيا وآخر قصيدة صنعها مؤلفها كما يصنع الحداد حـدوة فـرس، فسقطت عند أول منبر جفاف آخر قصة مسروقة عمداً من اﻷدب الروسي عبر قناص مغفل . جفاف الشارع من مظاهر الفرح ،جفاف الساعة المعلقة على خاصرة المدينة من تغيير توقيتها الصيفي لا علينا الجفاف مساحة من أجل توازن البيئة الطبيعية والاقتصادية والعلمية واﻷدبية والكهرمائية وووو كاﻹنسان تماماً جـفَّ حلق إنسانيته صار يسهر بلا نـديم ، ويعبر الطرقات بلا قـمـر ، ويتحدث عن النميمة وقد احتاط بجاكيت جوخ رمادية الجلد فلا عجب بعد كل هذا جفاف مزاريب المحبة في حارتنا وجفاف صوت الموبايل والفيس بوك وكل وسائل التواصل بين عـنتر وعبلة وغلاء مهر العودة إلى سابق توتنا وكرزنا .
نصرة ابراهيم