تجربة ممـيـزة تنجح في تحويل مدرسة بمحردة إلى أنموذج

نستطيع أن نميز مدرسة الشهيد فادي قديسة من خلال هذه الصور ، هكذا استطاع الأستاذ المدير محفوض جراد مدير المدرسة أن يعزز في نفوس الطلاب حب العمل والمثابرة لتحقيق الذات وإثبات القدرة على مواصلة الحياة ومواجهة الصعاب مهما كان شأنها.
فقد بدأ بمدرسة منهارة لاعماد لها، لامن ناحية الطلاب، ولا من ناحية البناء الذي هدمته الحرب الغاشمة التي مرت بها المدينة والتي أساءت إلى جميع أركان المدرسة، مع كل هذا وذاك بعد أن استقر الوضع في المنطقة عمل مدير المدرسة بشكل دؤوب ونشاط مميز لإعادة ترميم المدرسة و عودتها أفضل مما كانت .
بداية أعاد هيكلتها عن طريق تبرعات الأهالي أصحاب الخير، وبالاعتماد على جهود طلابها الدؤوبة و من يهمهم الأمر، استطاع إعادة بناء ما هدمه الإرهاب كما استطاع تأمين كافة المواد اللازمة لطلاء المدرسة وبجهود شخصية شكّل مجموعة مؤلفة من الطلاب إضافة لمتبرعين من خارج المدرسة وقاموا بطلاء كل ما تحتاجه المدرسة .
كما كان العامل الأول مما دفع الطلاب لتقليده بشغف وفرح واضحين فعلّم هؤلاء الأجاويد الاعتماد على الذات في كل شيء من تنظيف وترتيب لكن الدراسة أولاً وكل ذلك بتهذيب واحترام واضحين .
إنك تلاحظ كل ما ذكر و أكثر عندما تزور هذه المدرسة بدءاً من الباب الخارجي مروراً بساحة هذه المدرسة وصولاً إلى الغرف الصفية والمنتفعات ولا تنسى إلقاء نظرة على سور المدرسة الخارجي أي كل ما يحيط بالمدرسة فقد اعتبر الأستاذ جراد أن المدرسة وحدات متكاملة ومنسجمة ولا يمكن الفصل فيما بينها.
تجد طلابها في ساعات الفراغ يتفقدون مدرستهم ويقومون بكافة الأعمال المطلوبة من كنس وتنظيف وترتيب بشكل يشمل كافة الغرف الصفية والمنتفعات، يعمل الجميع والفرح يغمرهم. أما إذا كان لا عمل لهم تجدهم يشتركون بنشاطات مختلفة كالتدرب على المشاركة ببطولة كرة القدم أو لعبة الشطرنج أو يعقدون اجتماعاً ودياً يطرحون فيه المشكلات التي تواجههم أثناء الدراسة وذلك بحضور المدير المحترم.
طلاب ومدرسين وكادر تدريسي كامل يميزه الاحترام ومحبتهم لبعضهم بعضاً مما جعل هذه المدرسة مميزة بين المدارس ، نرجو الاهتمام بها من قبل المعنيين .
لاتنسى النتائج العلمية التي حققتها ، إضافة إلى البطولات المختلفة التي حققها الطلاب باشتراكهم بالنشاطات المحيطة .
حتى الأهالي شهدوا على تغير سلوك أبنائهم نحو الأفضل بسبب الإدارة الحكيمة حيث انعكس سلوكهم المدرسي على المنزل ولم يعد للفوضى مكان بينهم .
سوزان حميش