من خلال زياراتي المتعدد إلى جمهورية مصر العربية, فقد قمت بزيارتين إلى منطقة النوبة في جنوبي مصر عند زياراتي المتكررة للأقصر وأسوان.
من خلال الزيارتين السالفتي الذكر, فقد قمت بزيارة إحدى القرى النوبية, حيث تعرفت على طبيعة الحياة وأسلوب المعيشة في قرى منطقة النوبة
لن أتوسع بالوصف, لكنني سأتوقف عند اللغة النوبية ودورها في حرب تشرين التحريرية عام 1973 لدى القيادة العسكرية المصرية.
إن اللغة النوبية هي لغة يتكلم بها أهالي جنوب مصر وشمال السودان إضافة إلى اللغة العربية, كما أن اللغة النوبية تكتب بأحرف عربية.
لدى اتخاذ الاستعدادات لحرب تشرين فقد خطر لأحد العسكريين وهو من منطقة النوبة ويدعى (الصول أحمد إدريس) والصول هي رتبة عسكرية في الجيش المصري تعادل رتبة ـ مساعد ـ في الجيش العربي السوري إذاً فقد خطر لأحمد إدريس استخدام اللغة النوبية كشيفرة في المراسلات والنداءات اللاسلكية أثناء الحرب ونقل اقتراحه إلى رؤسائه حيث وصل الاقتراح إلى القيادة التي سرعان ماتبنته .
من خلال مقابلتي صدفة مع أحمد إدريس عام 2007 لدى زيارتي إحدى القرى النوبية, فقد روى لي أحمد هذه الواقعة حيث تم إسناد كافة الأجهزة اللاسلكية إلى عسكريين نوبيين فقد كانوا ينقلون ويتلقون التعليمات فيما بينهم باللغة النوبية, ومن ثم كانوا يترجمونها إلى رؤسائهم باللغة العربية, وهنا جن جنون العدو الإسرائيلي, فهو لم يسمع بهذه اللغة ولم يعرف ماكنهها ومن الطبيعي أن يكون لتلك اللغة الأثر الواضح في صنع انتصار تشرين وعبور القناة.
بالطبع فقد حصل الصول أحمد إدريس على الأوسمة وتم تكريمه كبطل من أبطال حرب اكتوبر ساهم في صنع الانتصار وعبور القناة.
المحامي معتز البرازي
المزيد...