رغم كل الضغوط والمؤامرات التي نعاني منها وهذا واقع نعاني من وطأته في حياتنا اليومية والاقتصادية، رغم ذلك نحن اليوم نتطلع لأن تكون ركيزة تطورنا وتقدمنا الاستثمار الأمثل لمجمل إمكاناتنا وطاقاتنا الطبيعية والبشرية، ولعل تطور الصناعة الاستهلاكية الوطنية بقطاعاتها الثلاثة، وتحديد معايير الجودة في غذائنا وملبسنا ومنظفاتنا.. مسألة من أهم المسائل التي نواجهها.
وقد استبشر المواطن المستهلك خيراً حين سمع بعودة صناعتنا الوطنية إلى الواجهة في كل الأسواق، وإن شاء الله سيصبح عندنا صناعة ثقيلة رغم كل الظروف القاسية التي نعاني منها.. وحقيقة القول إن عدداً من صناعاتنا الخفيفة بحاجة إلى تأهيل يشمل معايير الجودة ويحدد الثمن بما يؤمن حماية المستهلك من الغش، ولعل في الشكوى الصغيرة التي وصلتني من زوجتي، مايدل على الأهمية الكبيرة لهذا الجانب.
فقد اشترت أم العيال سكربينة متوسطة الحال من محل عال العال في الدباغة بحماة، ودفعت ثمنها 7000 ليرة بالتمام والكمال، وبعد مشوار واحد لم يتجاوز الساعة من الزمن عادت بقدمين سوداوين مشحورين، فقد التصقت مكونات «السكربينة» بكعبي زوجتي المسكينة وتبهدل منظر الحذاء الأنيق، وهو جديد جداً وليس بعتيق.
في الحقيقة خجلت من هذه الواقعة أمام زوجتي بسبب هذا الخلل في بعض المنشآت الصناعية لأنني كنت دائماً المدافع الأول عن هذه الصناعة، إنها شكوى واحدة والأمثلة كثيرة، فمن يحمي المستهلك من البضاعة المغشوشة؟! السؤال مطروح؟! والمشوار همسة عتب ولمسة محبة.
توفيق زعزوع