سألني صاحبي الذي تعودت على مناقشته وحواره البناء، أريد أن أسألك سؤالاً جال في ذهني طويلاً وكلما أردت أن أطرحه عليك أحجم عن ذلك لا خوفاً ولا إحراجاً بل لأسباب قد تكون خارج إرادتي، هذا السؤال هو أنكم تكتبون كثيراً ولم نرَ جواباً شافياً من قبل المسؤولين على كتاباتكم، وأحياناً إذا تجاوزتم المألوف يُعتب، عليكم كما أنني من المتابعين لصحيفة الفداء وأقرؤها من الصفحة الأولى حتى الأخيرة ولم أجد مديراً أو مسؤولاً أشرتم إلى خلل في مجال عمله إلا وكان مدافعاً وغير معترف بالخطأ أو الخلل وكأنه لايخطئ أبداً، علماً أن من لا يعمل وحده الذي لا يخطئ، ونحن نعرف بأن نقد الخلل يقوي المؤسسة أو الدائرة أو حتى المسؤول…
قلت: هل بقي في جعبتك شيء آخر تريد طرحه؟
قال: يمكن من خلال سياق الجواب على ماطرحته قلت: ياصاحبي إن الصحافة تمثل الرأي العام وهناك قرارات من رئاسة مجلس الوزراء تتضمن ضرورة الرد الواضح على كل ماتنشره الصحف، ويجب أن تكون أبواب المسؤولين مفتوحة أمام الصحفيين وهذا توجيه دائم من قبل السيد الرئيس بشار الأسد لذلك عندما نكتب عن أية ظاهرة سلبية في المجتمع نقصد تجاوزها وإصلاحها وتنبيه المسؤول عنها هنا تكمن رسالتنا، لكن إذا كان هذا المسؤول أو ذاك (يطنش) فهذا أمرٌ يجب أن يحاسب عليه من قبل المسؤول الأعلى عملاً باحترام الصحافة والصحافي الملتزم بقضايا الناس هو الذي يفتش عن الحقائق لا يخاف لومة لائم مادام يملك الوثائق والأدلة…
ويجب أن تعلم ياصاحبي أن نسخاً من أعداد صحيفة الفداء تصل وتوزع في دمشق يومياً، ومن يعتقد أن هذه الصحيفة لاتتعدى محافظة حماة فهو جاهل لايعرف شيئاً…
قال صاحبي: هل تعتقد أن هناك صحافة تأخذ طابع التنفيس وأخرى البناء…
قلت: أمرٌ طبيعي ماقلته ياصاحبي، فعندما تكتب الصحف أو الصحيفة ولم يرد عليها أحد ويتجاهلونها عندها تأخذ طابع التنفيس فقط ومع المدى الطويل تصبح لا أهمية لها وخاصة عندما تطرح مواضيع غير هادفة، بينما هناك صحف تأخذ طابع البناء عندما تطرح مواضيع هامة وهادفة ولها قيمة اجتماعية وثقافية واقتصادية تمس قضايا المجتمع محدثةً ضجة في موادها المنشورة لذلك يجد المسؤول لزاماً عليه الرد السريع على مانشر فيها.
فالصحافة لها أهمية كبيرة في تطوير المجتمع ولاسيما أصبح لها هامشاً كبيراً من الحرية والحضور في حياة المدينة وإن طرح المواضيع الهامة بطريقة موضوعية يكسب الصحيفة الاحترام والتقدير من الناس كافة وهذا يقع على عاتق الصحفيين الشرفاء المتمرسين الذين يعطون لصحيفتهم سمعة طيبة واحتراماً خاصاً بين القراء..
أحمد ذويب الأحمد