شح بالمازوت والغاز والبنزين أزمـة المحـروقـات بالغـاب أسـطوانة كـل عـام 20% حصلوا على 100 ليتر من المازوت ــ 51 ألف عائلة تحتاج 5 ملايين ليتر بنزين مخلوط بالماء ــ والغاز لايكفي إغلاق محطتين و14 ضبطاً للمتلاعبين بالغاز
مضت سنوات الأزمة وقد أرخت بظلالها على كل مفاصل الحياة والعمل في منطقة الغاب أسوة بباقي ربوع الوطن، لكن كان و مازال للغاب النصيب الأكبر وكأن سكان هذه المنطقة الغنية بالمحاصيل الزراعية بقوا خارج بقعة الضوء إلاَّ بما ندر ولسان حال المواطن يقول: أين هم ممثلو المنطقة؟ هل يسمعون عن بردنا شتاءً و شح مخصصاتنا من المازوت والغاز والبنزين؟حتى مايرد للمنطقة يكون من دون المواصفات المطلوبة؟ يتكرر مشهد شح المحروقات يومياً فالمواطن يسأل: أين مخصصاتي من الغاز المنزلي وأين المئة ليتر الأولى من المازوت وسائقو الشاحنات الخاصة أيضاً يسألون: لماذا الكميات المخصصة من مازوت النقل قليلة جداً وسائق السيارة الخاصة أيضاً يسأل . جردة سريعة للمخصصات من المحروقات ومقارنتها مع مخصصات المناطق الأخرى تلك التي أقل من حيث عدد السكان نجدها بالحد الادنى لدرجة تشعر أننا نأخذ بعضاً من مستحقاتنا من لجنة المحروقات المركزية خجلاً و ليس كحق لسكان هذه المنطقة.
إلى السوق السوداء
الغاب الذي يعد الثقل الزراعي لمحافظة حماة وعقدة الوصل بين محافظتي حماة واللاذقية يلجأ أبناؤه إلى السوق السوداء لتأمين احتياجاتهم من المحروقات . ويبقى الخوف الأكبر من تخفيض الكميات التي تسلم إلى المنطقة، فأزمة المحروقات تطل برأسها بين الفينة والأخرى رغم أن شتاء العام السابق كان أخف وطأة من الأعوام السابقة من حيث تحسن وضع الكهرباء والتي ساهمت بمرور شتاء دافئ نوعاً ما، لكن رغم ذلك لم تحصل كل عائلة على مستحقاتها كاملة، إما بسبب قلة المخصصات أو بسبب عدم قدرة أغلب العائلات على دفع القيمة المرتفعة للمازوت، فاكتفى بعضها بتعبئة مئة ليتر.
الاتجاه إلى الحراج
كما أن أبناء الريف بمجملهم اتجهوا إلى الحراج و تحطيب ما تيسر لهم فأغلبهم لا يملكون ربع تسعيرة طن الحطب من التاجر و يعد سهل الغاب من أبرد المناطق شتاء بحكم تموضعه على سفح منطقة جبلية وهنا السؤال: لماذا إلى الآن تغض لجنة المحروقات أعينها وتصم آذانها عن وجع المواطنين بملف مازوت التدفئة الذي بات جزءاً لا يتجزأ من حياتهم اليومية وهذه الحالة تسقط على جميع العائلات، فمن البديهي لكل رب أسرة أن يتجه إلى التحطيب و يبذل جهداً جسدياً بدلاً من دفع ٢٠ ألف ليرة ثمن ١٠٠ ليتر من المازوت.
كارثة حراجية
وهنا الكارثة التي تقع على حراج المنطقة, فنظرة سريعة على حراج الغاب، تظهر أن مئات الأشجار قد قطعت أو حرقت لتتحول إلى فحم بقصد التجارة أو إلى حطب بقصد التدفئة وهنا المسؤولية تقع على الجميع فالمواطن لا يلام بسبب تقصير هنا أو هناك.
مازوت النقل ثابت
أما عن مازوت النقل فيبقى حاله وثباته على طلب أو طلبين كل شهر لا يبشر بانفراج قريب والمنطقة الزراعية تحتاج إلى نقل منتجات أو مستلزمات الزراعة حتى طلب المازوت يعطي الحق لأصحاب الشاحنات و الجرار الزراعي من التعبئة ولانملك إحصائية دقيقة لعدد الجرارات أو الشاحنات.
من دون حل
أما طلبات البنزين فبقيت خارج دائرة الحل الطويل الأمد فأزمة البنزين اختفت من ربوع الوطن إلاَّ في منطقة الغاب إذ لاتجد ازدحام السيارات المصطفة لتعبئة البنزين إلاَّ في كازيات الغاب عدا عن الشكاوى من خلط البنزين بالماء، على سبيل المثال بداية شهر تشرين أول وردت لإحدى كازيات مدينة السقيلبية مادة البنزين لكن ماذا حدث!! أغلب السيارات التي تمت تعبئتها من هذه الكازية أصيبت بعطل في طرنبة البنزين والسبب بنزين مخلوط بالماء.
وأزمة غاز أيضاً
منذ أكثر من شهرين عرض تقرير نشر بالفداء عن شح مخصصات منطقة الغاب من الغاز المنزلي وأن جميع مايرد يغطي فقط ٥٠%من احتياجات السكان وجاء الرد من مدير فرع محروقات بأن أزمة الغاز ستنتهي بشكل تدريجي بحكم تحسن الإنتاج. لكن إلى الآن لا الكميات تحسنت ولا المواطن شعر باختفاء أو بتلاشي أزمة الغاز.
ناشد المواطن علي محمد من ناحية الكروم لجنة المحروقات المركزية في حماة للنظر بعين الرأفة لحاله و حال المنطقة لضرورة الإسراع بإرسال مخصصاتهم من المئة ليتر الأولى فنحن على أبواب الشتاء وقال: لم أستطع تعبئة مخصصاتي من الدفعة الأولى أعتقد أن الدفعة الثانية لن نحصل عليها كما كل عام.
لاتكفي
وأكدت ريم محفوض من سكان مدينة السقيلبية أنها تعاني من تأمين الغاز المنزلي وأن المئة ليتر من المازوت لا تكفي ولا تقي أطفالها برد شتاء قارس في منطقة تعد من المناطق الشديدة البرودة.
إلى متى؟
أما مالك سيارة النقل ميلاد حيدر فقال: لا أعلم إلى متى مخصصاتنا من مازوت النقل ستبقى بالحد الأدنى ألجأ أغلب الأحيان إلى شراء المازوت من السوق السوداء نأمل من لجنة المحروقات المركزية زيادة طلبات المنطقة من مازوت النقل.
بنزين مخلوط بالماء
أما البنزين فله حكاية أشد خطورة أكد طلال موسى للفداء أنه أصلح سيارته التي هي مصدر رزقه بسبب البنزين المخلوط بالماء للمرة الثانية وأنه وعدد من مالكي السيارات في مدينة السقيلبية رفعوا الصوت لعل وعسى أن يتم تدارك السبب فالإصلاحات المتكررة أرهقت جيوبهم.
800 أسرة شهيد بلا مازوت
في حين صرح مصدر في شعبة التجارة الداخلية و حماية المستهلك في منطقة الغاب ان اجمالي الكميات التي وردت إلى منطقة الغاب في الشهر ٨ هي ٢٢٠ ألف ليتر خصصت لأسر الشهداء بقيت ٨٠٠ أسرة شهيد لم تحصل على المئة ليتر الأولى في حين يبلغ عدد أسر الشهداء في المنطقة ٣٠٠٠ أسرة. وفي الشهر ٩ تم توزيع ٣٥٢ ألف ليتر من المازوت وفي الشهر الحالي شهر تشرين أول وصل إجمالي الكميات في هذا الشهر إلى ٨٨٠ ألفاً ليكون العدد الكلي 232ر1 مليون ليتر في حين أن عدد العائلات القاطنة في منطقة الغاب يبلغ ٥١ ألف عائلة ولتغطية المئة ليتر الأولى ونحن بحاجة إلى خمسة ملايين ومئة ألف ليتر أي إن جميع الكميات الواردة للمنطقة لم تتجاوز ٢٠ % وأكد المصدر أن عدد طلبات البنزين ١٠ طلبات أسبوعياً موزعة على ٣٦ محطة وقود وهي غير كافية بالحد الأدنى بحكم المجال الجغرافي الواسع للمنطقة. أما طلبات النقل العام فمقبولة نوعاً ما في حين أن عدد طلبات النقل الخاص اثنان فقط والمنطقة تحتاج إلى ٤ طلبات وأكثر وأكد المصدر أن عدد مراكز الغاز في المنطقة كافٍ لكن الكميات المرسلة غير كافية.
إغلاق محطتي وقود
وقال المصدر: إنه خلال الشهر العاشر تم إغلاق محطتي وقود بسبب التلاعب بالعداد و بلغ عدد ضبوط الغاز ١٤ ضبطاً بسبب عدم التقيد بالدور و تقاضي أسعار زائدة.
في الختام يبدو ملف المحروقات في منطقة الغاب بحاجة إلى جلسة شفافية بين جميع الأطراف من مواطنين وأصحاب كازيات مع لجنة المحروقات الفرعية والمركزية فالسؤال الذي أود طرحه : لماذا لايتم إعادة التسعيرة للمازوت والبنزين بشكل فعلي وجدي فأصحاب الصهاريج يتقاضون أجور نقل تتراوح من ٣٠ ألفاً إلى 100 ألف ليرة بحسب الأوضاع الأمنية في حين أن ربح مالك الكازية بالطلب الواحد إذا إتبع الأنظمة والقوانين للتسعيرة لا يتجاوز مبلغ ١٧ ألف ليرة وهنا معادلة بحاجة إلى دراسة عميقة وناجعة. كما نتوجه إلى لجنة المحروقات المركزية في المحافظة لإجابة سكان منطقة الغاب بالأرقام عن سبب ضعف مخصصاتهم وعن الحلول المتاحة.
رنا عباس