المسلخ البلدي بحماة واقع فني سيء بحاجة لمعالجة سريعة الذبح الآلي متوقف منذ 10 سنوات 400 ذبيحة يومياً المطلوب: إصلاح الخط الآلي ومعالجة الصرف الصحي
إن المذبح الفني بحماة يقدم خدمات كبيرة للجزارين وذلك باستقبال الذبائح يومياً وفحصها طبياً من قبل أطباء بيطريين للتأكد من سلامتها وخلوها من الأمراض ويتم الذبح بطريقة صحيحة وتقدم لهم جميع التجهيزات لذلك في صالة المذبح، وما يلزم للزبائن من ستاندات للتعليق ومياه للغسيل والشطف وأيضاً ترحيل المخلفات خارج المسلخ إلى مكبات خاصة بها .
وخلال جولتنا في المسلخ والاطلاع على طريقة الذبح وواقع العمل به كان لنا لقاء مع رئيس المسلخ الدكتور إبراهيم خليل وحدثنا قائلاً: يبدأ العمل صباحاً من الساعة السابعة والنصف ويستمر حتى الواحدة تقريباً ويتوقف الذبح يوم الخميس وذلك لارتباطهم المباشر مع سوق الغنم وأيضاً الجزارين.
الآلي بحاجة إلى تفعيل
ونوه إلى أن عملية الذبح تتم يدوياً وليس آلياً ويتم العمل بوردية واحدة علماً أن الذبح الآلي متوقف عن العمل منذ عشر سنوات وبحاجة إلى إعادة تأهيل وعمالة فنية وتضارب الرسوم وبعض الأخطاء الفنية في التنفيذ والتصميم .
وعن طريقة الذبح أوضح الخليل أنه يتم دخول المواشي الحية إلى المسلخ ويتم فحصها من قبل الطبيب المراقب وتذبح من قبل الجزارين أصحاب الذبيحة أو عمال ذبح بالأجرة وبعدها يتم فحصها صحياً والتأكد من سلامتها ويتم ختمها بختم المسلخ، وإن تأكد الطبيب من وجود حالات مرضية يتم مصادرتها، إن كانت الذبيحة كاملة مريضة يتم إتلافها، أما إذا كان بعض أجزائها مريضاً مثل (الكبد أو الطحال) مثلاً أيضاً يتم إتلافها وبعدها يتم ختمها أصولاً.
الأختام ألوان لكل ذبيحة
وأشار رئيس المسلخ إلى أن هناك أختاماً مخصصة لكل نوع من الذبائح وبألوان مختلفة تلافياً للغش والتزوير من اللحوم التي تعرض في الأسواق وموضح بداخل كل ختم نوع الذبيحة إضافة إلى اللون وتختم على الإبط وعلى الخاصرتين وعلى الفخذ وتختم بـ 3 أختام على الأقل علماً أن اللون الأحمر لذكور العواس واللون البني للماعز ذكوراً وإناثاً واللون الأخضر للعجل واللون الأصفر للجمال ذكوراً وإناثاً واللون الأزرق لإناث العواس والبقر علمأ أن الأزرق كان يستخدم سابقاً لأغنام البيلا المستوردة ويتم نقل الذبيحة بعد ختمها إلى محال الجزارين بواسطة سياراتهم الخاصة علماً أن سيارة النقل الخاصة بالمذبح متوقفة حالياً رغم جهوزيتها ويعود ذلك لفرض رسوم على نقل اللحوم حيث كانت تخدم مجلس مدينة حماة وكان النقل مجاناً.
وأشار الخليل إلى أعداد الذبائح أنه يتم استقبال حوالى 350 إلى 400 رأس غنم و 5 عجول تقريباً يومياً وهناك بعض الحالات الاضطرارية لذبح إناث الأبقار والأغنام.
وأشار إلى أنه تم خلال الشهر الماضي ذبح 9960 ذبيحة في المسلخ الفني وشملت الذبائح 9781 ذبيحة أغنام وماعز و125 ذبيحة عجول و49 ذبيحة أبقار و9 ذبائح جمال.
وقد بلغ عدد الذبائح منذ بداية العام وحتى تاريخه 64944 ذبيحة .
الرقابة الصحية
أوضح الدكتور الخليل أن مجلس مدينة حماة قد خصص طبيباً بيطرياً واحداً وأيضاً مجلس مدينة إدلب طبيباً آخر وتم فرز 3 أطباء جدد من مديرية الزراعة لمدة ستة أشهر بشكل دوري ومراقبين بيطريين و22عامل نظافة و3 جباة ومراقب دوام وسائقين إضافة إلى 8 حراس.
وعن الرقابة الصحية قال: إن الأطباء يفحصون الذبائح فحصاً دقيقاً قبل الذبح وبعده للتأكد من سلامتها وخلوها من أية أمراض وصالحة للاستهلاك البشري وذلك حفاظاً على صحة وسلامة المواطنين.
الذبح العشوائي
أشار الخليل إلى أنه في الفترة الأخيرة تم الحد من ظاهرة الذبح العشوائي بشكل كبير وذلك بالتعاون مع مديرية التجارة وحماية المستهلك من خلال جولاتها المستمرة في الأسواق وضبط المخالف من اللحوم الفاسدة وأيضاً التأكد من الأختام الممهورة على الذبيحة لضمان صحة المواطنين من أي تلاعب أو غش أو لحوم فاسدة.
حالات اضطرارية
وبين أن هناك حالات اضطرارية تسمح بذبح بعض الحيوانات خارج المسلخ عند بعض الزبائن مثل مربي الأغنام والأبقار وهي حالات مرضية مفاجئة.
ونوه إلى أن المسلخ لايستقبل أية ذبيحة تم ذبحها خارجه.أيضاً المسلخ يفرض رسوماً وضبوطاً عن النظافة ولايوجد أية مخالفات صحية.
الذبائح للقطاع الخاص
ذكر رئيس المسلخ الفني أن الذبائح تعود إلى القطاع الخاص أي (المواطنين) علماً أن نسبة أعداد الذبائح قبل الأزمة حوالى 3000 إلى 4000 رأس يومياً أما حالياً نحو 300 رأس وهي نسبة متدنية جداً عن الفترة الماضية وذلك بسبب ارتفاع الأسعار ولجوء المواطنين إلى استهلاك اللحوم البيضاء.
عيد الأضحى الدوام مجاناً
بين الخليل إلى أن العاملين يداومون في المجزر خلال أيام عيد الأضحى المبارك مجاناً ورغم وعود مجلس المدينة ومطالبتنا بتوزيع مكافآت عليهم لم يتم صرف أي مبلغ لهم علماً أن صاحب الذبيحة يدفع أجور الذبح فقط للجزار وحسب الاتفاق المبرم معه ويتم الذبح ضمن الشروط الفنية بالمسلخ.
وذكر أن تجار الجلود الذين يتعاملون مع المسلخ لايؤخذ منهم أية رسوم مالية وفي حال تم استيفاء الرسوم تعود بالفائدة كمكافأة للعمال.
طبيعة العمل ومعاناة العاملين
وبين أن طبيعة العمل صعبة وشاقة وذلك بحكم التعامل مع الحيوانات ومخلفاتها عدا عن الروائح وهذا يؤثر سلبياً في صحة العمال ومع ذلك فإنهم يتقاضون الحد الأعلى من الطبابة من 20- إلى 25٪ أي حوالى 4000 ليرة.
مطالب عمالية
وعن مطالب العمال ومشكلاتهم بين الخليل أن العمال لديهم مطالبة بصرف الوجبة الغذائية التي لاتتعدى 30 ليرة يومياً أي إجمالي الإيصال مابين 2700 أو 2800 ليرة عن كل ربع وأيضاً كرت اللباس السنوي المخصص للعمال وقيمته 5 آلاف ليرة والذي لايتناسب سعره مع ارتفاع الأسعار اليوم ورغم ذلك لم يتم صرفها حتى تاريخه مع العلم أن الأطباء والمراقبين لم يخصصوا بهذه الميزة رغم ظروف العمل الواحدة وقيمتها المتدنية.
تأمين وسيلة نقل للعاملين.
أشار الخليل إلى أن المسلخ يحتاج إلى دراسة كاملة تشمل البنية التحتية ( صرف صحي – تمديدات كهرباء وماء – تنفيذ بعض أعمال البلاط والسيراميك وأعمال الطلاء)، وصيانة وتجهيز الخط الآلي أو استبداله بخط جديد
وتأمين العمالة اللازمة وذات خبرة كافية حسب الغاية المرجوة من إعادة الاستثمار (من قبل مجلس المدينة أو الاستثمار من قبل القطاع الخاص).
وتفعيل محطة معالجة الصرف الصحي التي تم إعدادها عام 2013 وفقاً للأسعار الرائجة آنذاك وحجم العمل المنجز في المسلخ قبل ذلك التاريخ حيث بلغت قيمتها التقديرية / 425000/ دولار.
محطة المعالجة المدروسة يمكن الاستفادة منها في معالجة منصرفات المسلخ القائم إضافة إلى مسلخ الفروج في حال تم تنفيذه نظراً لانخفاض أعداد ذبائح الأغنام والماعز بنسبة كبيرة .
إعادة تأهيل المسلخ في حال تم اعتمادها يمكن أن تتم على مرحلتين كل طابق على حدة بدون الحاجة إلى توقف المسلخ عن العمل.
يمكن لحظ قسم خاص بالفروج عند إعادة التأهيل ودون الحاجة لإنشاء بناء جديد.
تأمين سيارات مبردة لنقل اللحوم وهي ضرورية جداً للحفاظ على الذبيحة صحياً وأيضاً حفظ اللحوم التي لم يبت بوضعها الصحي وبانتظار 24 ساعة لمعرفة وضعها.
وتأمين مخبر لفحص الحالات المشتبه بها .
وتأمين مياه صالحة للشرب.
واستثمار مساحات واسعة من المسلخ لصالح مديرية الحدائق لإنشاء مشاتل زراعية تعود بالفائدة على مجلس المدينة وبالتالي على العاملين في المسلخ.
أخيراً:
إن المسلخ الفني بحماة وبجهود القائمين على العمل به يقدم الخدمات الصحية والفنية للمواطنين ونقول: إن الذبائح الممهورة بالأختام هي الضمان الصحي للمستهلكين وعلى المواطنين عدم شراء أية لحوم مخالفة وغير مختومة بختم المسلخ وذلك للحفاظ على الصحة العامة، وللمسلخ الفني أهمية كبيرة وجهود جمة في تأمين لحوم صحية صالحة للاستهلاك البشري من خلال بذل كل ما بوسعهم لخدمة المواطن.
صفاء شبلي