حماة تكرِّم مبدعيها

تقوم مديرية ثقافة حماة بين الحين والآخر بتكريم القامات العالية في محافظة حماة.
وفي الأسبوع الماضي شهدنا تكريم علمين من أعلامنا هما الشاعر الباحث محمد عدنان قيطاز ، والشاعر عبد المجيد عرفة وذلك في المركز الثقافي العربي بحماة ـ ساحة العاصي، بالتعاون بين اتحاد الكتاب العرب ومديرية الثقافة.. والتكريم سُنّة حميدة أتمنى أن تستمر لتشمل بقية المبدعين والباحثين الذين يستحقون التكريم.
وعلى الرغم مما عاناه وطننا العظيم من محنة مؤلمة, ومؤامرة كونية كبرى خلال السنوات الماضية، وما يتعرض له الآن من عدوان تركي همجي غاشم, فإن مفاصل الحياة الثقافية لم تتيبس, وتكريم المبدعين لم يتوقف, وإقامة الندوات والمحاضرات لم يصبها الذبول, بل هي على أحسن مايرام.. وهذا دليل قوتنا, وبشرى انتصارنا على قوى البغي والعدوان.. والعطاء تضحية وقوة وتفاؤل,وتقدير المبدعين تعزيز لما يتحلى به أبناء وطننا العظيم من يقظة ووعي وغيرية على وطن العزة والشموخ, وطن الحضارة والتفوق والإبداع, وهو الوطن القادر على بلوغ غاياته, وتحقيق أهدافه وسط الشدائد والمحن, وهل تقوى الأمم وتنهض من غير مبدعيها وعلمائها وباحثيها؟
أجدادنا العرب بنوا حضارة شامخة زاهية تطاولت قروناً من الزمن بالعلم والإبداع والمعرفة.. وحين كان ينبغ شاعر في قبيلة, كانت تقيم الولائم والأفراح أياماً عديدة فرحاً وابتهاجاً وافتخاراً, لأنه سيكون الممجد لمحامدها, والمدافع عن أعراضها, والرافع لشأنها بين العرب.
ونحن إذ نكرم مبدعينا وعلمائنا وباحثينا, فإننا نكرم أنفسنا ونكرم وطننا بجعله أكثر شموخاً وقوة, وأكثر صموداً في مواجهة قوى الشر والعدوان, ومن ثم فالتكريم يبعث في نفوسنا الأمل بالنصر العظيم, والتفاؤل الكبير بانقشاع غيوم تلك المحنة المؤلمة التي عصفت بنا منذ سنوات، وما أجمل قول الشاعر حين قال:
لاتقنطي إن رأيتِ الكأس فارغةً
يوماً ففي كل عام يُعْصَرُ العِنَبُ
ولله در أبي الطيب المتنبي حين قال:
كم قد قٌتِلتُ , وكم قد متُّ من زمنٍ
ثم انتفضت فزال القبرُ والكفنُ

د. موفق السراج

 

المزيد...
آخر الأخبار