درجت العادة على توجيه سهام النقد للخبز المنتج بالمخابز العامة ، وتدبيج قصائد المديح بنظيره المنتج بالمخابز الخاصة ، وعقد مقارنات بينهما ، تنتهي دائماً إلى تفضيل الرغيف الخاص على العام !.
وإذا كانت تلك المقارنات تحمل شيئاً من الموضوعية ، فإنها تحمل الكثير من التجني على الخبز العام أيضاً .
فليس كل إنتاج مخابز المحافظة الآلية العامة رديئاً ، وليس كل إنتاج المخابز الخاصة جيداً . ومن الإنصاف أن نرى في أي نقد نصف الكأس الملآن لا الفارغ فقط .
لذلك نقول : إن صناعة الرغيف في مخابزنا العامة شهدت في الآونة الأخيرة تحسناً كبيراً ، بتنا نراه في الرغيف الجيد من حيث السماكة واللون والطعم والرائحة ، والتمكن من استخدامه في سندويش الأطفال بعد عدة أيام على تخزينه في الثلاجة ، عدا عن سعره المدعوم وبيع الربطة بالوزن لا بالعدد وب 50 ليرة.
وبالطبع لا ننكر أن الرغيف المنتج في مخابز المحافظة الخاصة جيدٌ ، ولكن ليس على الدوام هو بمواصفات رغيف العامة . والذي يشتري خبزه من مخبز عام وآخر خاص سيدرك الفرق الكبير بين الرغيفين ، عدا عن افتعال بعض أصحاب المخابز الخاصة أزمات ازدحام ، لتنهي البيع للمواطنين خلال ساعات معدودة من الكوّات المخصصة لذلك ، ليأتي بعد أن ينفض الناس راكبو دراجات نارية ويحمِّلوا عشرات ربطات الخبز – التي هي بالأساس من حق المواطن الذي كان واقفاً بالدور – ليبيعوها بأسعار زائدة .
فالعديد من المحال التجارية في مدينة سلمية على سبيل المثال لا الحصر، تبيع الخبز المنتج من المخابز الخاصة المعروفة بالمدينة ، وبسعر 200 ليرة للربطة التي تضم 12 رغيفاً و 400 ليرة للربطة المضاعفة ، فكيف حصلت عليها إن لم يكن بالتواطؤ مع بعض أصحاب تلك المخابز؟.
وألم يُحرم منها مواطن انتظر دوره طويلاً ولكن من دون جدوى، فعاد إلى بيته خالي الوفاض أو لجأ إلى البسطات أو إلى تلك المحال ليؤمن ربطة خبز لأسرته ؟.
و يعمد بعض أصحاب المخابز الخاصة أيضاً إلى التلاعب بالوزن ، وبيع الأرغفة بالعدد ، وإلى تهريب الدقيق التمويني وهذا لانجده بالمخابز العامة. وخير دليل على ما نقول هو الضبوط التموينية التي نظمتها دوريات حماية المستهلك خلال هذا الشهر، التي تجاوزت ال 25 ضبطاً ، وذلك بعد جولتها بالعديد من المخابز الخاصة بالمحافظة ، وإحالتها 6 من أصحابها إلى القضاء موجوداً لارتكابهم مخالفات جسيمة.
قد يقول قائل : وكأن الرغيف العام أمسى سياحياً حتى يكون محور هذا الحديث أو المديح !.
ونحن نقول : إنه جيد فعلاً ونتمنى أن يظل محافظاً على جودته لينافس السياحي.
محمد خبازي