كانت مهنة قديمة مليئة بالمغامرة والجمال هكذا حدثنا عنها العم أبو أحمد وهو ممن يعملون في مهنة الحدادة (البيطرة) حيث كانوا يحدون الخيل والبغال والحمير ……… و(الحدوة ) كما يذكرها لنا العم أبو أحمد هي قطعة معدنية قوسية تصنع من المعدن تثبت على أسفل حافر الحصان وغيره من الحيوانات التي تستخدم للجر أو للحمولة أو للركوب لحماية حوافره من التمزق حيث يتم دق الحدوة بمسامير خاصة ليتم تثبيتها مع راحي الحافر…
ويضيف : جدار الحافر يتميز بالسماكة والطول و لا تشعر الخيول بألم أثناء عملية تركيب الحدوة. ويسمى صاحب هذه المهنة (البيطار)حَدْوَة هي حذاء الفرس، والذي يوضع على كعبها من قبل مربيها من بني الإنسان لمنع احتكاكه بالسطوح الخشنة ولحمايته من المواد التي قد تسبب الجروح خصوصاً بعد انتقال الخيول من مأواها الطبيعي إلى المدن و القرى، وغالباً ما تكون الحذوة من المعدن وغالباً الحديد وهي تشبه في شكلها الحرف الإنجليزي U .تصنع عادة من الحديد أو الصلب وتختلف في شكلها وحجمها ما بين قطعة رقيقة من المعدن لخيول السباق إلى الحدوات الثقيلة ذات الأسنان الحادة للخيول التي تجر الأثقال في الغابات أو على الجليد يرجع استخدامها إلى القرن السادس ق م . استخدم الرومان لخيولهم حدوات من الحديد مركبة في أحذية جلدية، وقد كانت صناعة الحدوات وتركيبها حرفة هامة قبل استخدام السيارات، وكان صانع الحدوات يعالج الخيول من أمراضها قبل ظهور الطب البيطري، كما دخلت الخرافة على خط هذه المهنة وهي التي جعلت من الحدوة تميمة تجلب لحاملها الحظ السعيد …..وكانت و لاتزال تعلق على باب الدار في تقليد قديم بدأ منذ عصر الإغريق ..في كتابه قصة العادات والتقاليد وأصل الأشياء يقول الباحث الإنجليزي تشارلز باناتي إن حدوة الحصان أكثر تعويذات الحظ انتشاراً في العالم، إذ شاعت في كل زمان ومكان وحيثما وجد الحصان والإنسان.
اخترع الإغريق حدوة الحصان في القرن الرابع وعدوها مثالاً للحظ الجيد، إلا أن الأساطير تعزو تلك العادة إلى القديس دونستان الذي أعطى للحدوة المعلقة فوق باب المنزل قوة خاصة لردع الشيطان. وأخذت شكل هلال القمر الذي اعتبره الإغريق رمزاً للخصب والحظ الجيد ويرجع تشارلز باناتي أصل التعويذة الجالبة للحظ السعيد إلى حداد فقير جاءه شخص يطلب منه أن يصنع له حدوة لقدميه وعندما نظر الحداد إلى قدم الشخص وجدها مجزأة ومتشققة فعرف أنه الشيطان عندها طلب منه الحداد الذكي أن يثبته في الحائط ليركب له الحدوة وفعلاً رضخ الشيطان لمطلب الحداد الذي ربطه بقوة إلى الجدار وبدأ بتركيب الحدوة وأخذ يضربه بشدة حتى سال الدم من قدمي الشيطان ومن أنحاء جسده قبل أن يفك أسره ويطلقه، وبعدها بدأت الحدوة توضع على الأبواب لتذكير الشيطان بتلك القصة، فيهرب الأخير ولا يقترب من المنزل بمجرد رؤيته الحدوة.
ازدهار صقور
المزيد...