رغـم فيض الظواهر السلبية وتراكم صورها في جهات الـرؤية كـطول وعـرض المسافة بين الطابق اﻷول والطابق الخمسين من العمر ،وحقل الشوك بين الصياد وطائر الحجل ،وتحويل البئر اﻷثري القديم في قريتي إلى حاوية قمامة ،وامتعاض سائق السرفيس من الراكب الذي لم يدفع اﻷجرة بحجة أنه كان نائم فنسي فلوسه في كابوس البرد المعلق على حبال الهوى الشرقي الذي ينشف وجوه الناس قبل وجه اﻷرض .
كتراكم حشرات الصيف في زوايا وسادة آخـر من مات بسكـتة غلاء اﻷسعار وانـقـراض الفـئران وظهـور دمى متحذلقة بـعيـون تـغـير لـونها حسـب السـوق كأنها تعمل بالمثل الشعبي (حـسب السـوق منسـوق) .
كصراخ جارتنا على ابـنها وهي تعلمه اﻷحرف الناصبة التي تنصب صعوداً ونزولاً دون خشية رقيب أو حسيب .
كعادتي السـيئـة في النوم المبكر قبـل دجاجات أمي .
فأخسر الكثير من اﻷخـبار العاجلة الأدبية وتفقيس بيض اﻷدب نجوماً لم أعـد أميز منها كـوع اﻷدب من بـوعه أو قنطرة اﻷدب من ديك الشعر الفصيح الذي لا يصيح ولو بعـد ألف معلقة مكسورة الساقين .
كاستهلاكي علبة تبغ كلّ يوم وذهابي إلى انـسداد مجرى الدمع وحبـس دموعي في جـرة امتلأت بذهـب اﻷحلام .
كقضاء الطلاب ساعات في إنجاز مشروعهم واستهلاكهم للكرتون الملون وبحثهم عن معلومات على الـغـوغل تخدم مشروعهم الجغرافي أو النحوي أو. . أو ، ثم ترمى تلك المشاريع في سلة كبيرة خلف باب إحدى غـرف مدارسهم .
كشلل حركة البيع والشراء في السوق لصالح محلال البالة التي يتعثر بها نظرك كيفما نظرت تطالعك كلمة ألبسة أوربية، فتسأل بينك وبين نفسك وماحالها اﻷلبسة الوطنية يأتيك الجواب / فـرق السعـر/
رغم ذاك ترفض أن تلبس قميصاً لبسه غيرك يقشعر بدنك من الفكرة .
ـ لكن ورغم فيض تلك الظواهر يبقى هناك نافذة أمل لظواهر إيجابية تملأ غرف الخيال والواقع
كظاهرة اجتماع الناس في التعازي ورمي كل الخلافات جانباً والحي أبقى من الميت لكن ماذا يفيد اللقاء في حضرة الموت؟.
لا يعيد الأوقات التي هدرت في الزعـل ولا تورق الدروب التي اعتادت تصحر القلوب .
والظاهرة اﻹيجابية التي تلفت نظري أكثر توقف السير لدقائق ريثما يمر الطلاب لحظة انصرافهم من مدارسهم القريبة من الطرقات العامة المكتظة بالسيارات، والظاهرة اﻷكثر إيجابية
لبن البقرة بقي أبيض لذيذاً رغم قلته ، لم تعكره الخلطات المستوردة من بلاد الواق واق .
نصرة ابراهيم