نبض الناس : مشفى حماة الوطني.. ولكن !

ليس من قبيل المديح الأجوف نقول : إن مشفى حماة الوطني – ككل المشافي الوطنية – ملاذٌ آمنٌ ، للمرضى عموماً والفقراء منهم خصوصاً ، بما يقدمه من خدماتٍ جليلةٍ لهم ، عبر أطباء مهرة على مستوى عالٍ من العلم والمعرفة والخبرة الطبية ، ومساعدين من كوادر تمريضية فنية ذات تدريب وتأهيل رفيع ، فذلك حقيقة لا يمكن لذي ضمير أو رأي حر تجاهلها .
فمن يرى حجم العمل الضخم ، وآلاف المراجعين ومئات المرضى من مختلف الأعمار المقيمين في أقسامه ، يقدر عالياً أهمية القطاع الصحي العام في حياتنا كمواطنين ، ويعرف بما لا يدع مجالاً للشك ، أنه رحمةٌ للناس من التكاليف الباهظة التي يتطلبها علاجهم من أي مرض، أو من نفقات أي عمل جراحي سواء أكان عادياً أم معقداً.
فأنت هنا في المشفى لاتدفع ولو ليرة واحدة لقاء علاجك أو عمليتك الجراحية ، وهذه أكبر نعمة لا يدرك قيمتها إلاّ من يضطر للتوجه لأي مشفى خاص.
ولكن رؤيتنا لنصف الكأس الملآن تقتضي أن نرى النصف الآخر ونعني الفارغ ، وأن نطالب بصيانة جهاز تصوير الطبقي المحوري وعدم استخدامه بعد صيانته إلاّ لتصوير المحتاجين فعلاً ، فنحن نعرف حجم الضغط والإحراجات والوساطات على إدارة المشفى للتصوير على هذا الجهاز الذي يعمل فوق طاقته عشرات المرات باليوم ما أدى إلى تعطله ، الأمر الذي يسبب معاناة كبرى لمرضى العناية المشددة الذين يستدعي وضعهم الصحي تصويرهم طبقياً محورياً، فينقلون إلى مجمع الأسد الطبي بالحاضر الكبير ومن ثم تعيدهم سيارة الإسعاف إلى المشفى وقد يكون وضعهم الصحي سيئاً !.
هذا بالنسبة للطبقي المحوري ، وأما صيدلية المشفى فهي اسمٌ على غير مسمى ، فأي دواء يحضره ذوو المرضى من الصيدليات المقابلة للمشفى ، وإما إذا كانت مغلقة أو غير مناوبة فعلى ذوي المريض إحضاره من الصيدلية المناوبة وقد تكون بعيدة عن المشفى ، أو من صيدليتي المركز الطبي أو مشفى الحوراني !.
ونقترح لمعالجة هذه المعاناة الشديدة ، تفعيل صيدلية المشفى وبيع الأدوية منها لذوي المرضى كأي صيدلية أخرى ما يوفر عليهم مشقة البحث عن الصيدليات المناوبة ، وأجور سيارات التكاسي التي يستخدمونها لتأمين الدواء لمرضاهم بأقصى سرعة ، وإما أن تستثمرها نقابة الصيادلة لصالحها ، وإما استثناء الصيدليات المجاورة للمشفى من المناوبة ، لتظل مفتوحة وعلى مدار الساعة لتخديم المواطنين وتأمين الدواء الضروري لمرضاهم.
إن في إغلاق هذه الصيدليات معاناة كبرى لابد من معالجتها بأي طريقة تريح الناس.

محمد خبازي

المزيد...
آخر الأخبار