لقد طرح مواطن سؤالاً على مجموعة من الناس في مجتمع ما قائلاً: هل المصالح التي تحرك الناس أم الناس هم الذين يحركون المصالح..؟ فرد عليه أحد الجالسين ماهذا السؤال كأنك تدخل في فلسفة البيضة والدجاجة، إذ لا يوجد مجتمع دون مصالح والإنسان ابن مصلحته فلا تصدق أن هناك رجلاً مثالياً دون مصالح لكن المصالح تختلف من حيث الأهداف والوسائل فإن كانت الأهداف تحقق مصالح عامة والوسائل شريفة نقول : إن المصالح مشروعة يمكن أن تتعزز بين الناس لمصلحة الجميع، وإن كانت الأهداف شخصية يلفها الحقد والأنانية والوسائل (ميكيافيلية) نقول:إنها مصالح خاصة يستشم منها رائحة الانتهازية كالزجاجة التي تتحطم وتفوح منها عفونة المصالح الشخصية التي تتحقق عن طريق تدابير خالية من الرجولة، لذلك يمكن تصنيف المصالح إلى أنواع كل نوع له سماته وأهدافه و وسائله ولا حاجة إلى جهد كبير للتعرف عليها من قبل الناس لأنها مكشوفة حتى من الناس الذين يتمتعون بمستوى أدنى من الفهم فلا داعي للبحث والتفكير كي نصل إلى الحقيقة التي تعتبر مرّة أحياناً وخاصة إذا كانت ناصعة كالشمس في وسط النهار، فنهض أحد الجالسين منفعلاً قائلاً: هل هناك مصالح دائمة؟ أجابه أحدهم: ليس هناك مصالح دائمة ولا صداقة دائمة في مجتمع تسوده المادة والتطلعات غير المشروعة إذ إن هناك من يرى نفسه في مرآة المال وهناك من يرى أن المال و يوصلانه إلى مايريد متناسين أن الحياة بلا قيم لا تطاق ولا توفر الاستقرار والطمأنينة لأحد وظل هذا الحوار مستمراً لساعة متأخرة من الليل وكل واحد أدلى بدلوه في هذه المسألة حتى وصل الجميع إلى حقيقة واحدة مفادها بأن ثقافة العمل الجمعي والتعاون هي وحدها التي تحقق المصلحة العامة.
أحمد ذويب الأحمد