مشكلة السكن مشكلة مزمنة ومستعصية، ولم تستطع معظم الجهات المعنية والمختصة معالجتها وحل مشكلاتها مع تزايد النمو السكاني وتجمع المواطنين في المحافظات الآمنة ومنها حماة، والذي أدى إلى ظاهرة السكن العشوائي .
كثير من المواطنين يعانون من أزمة السكن المقلقة والتي أصبحت ترى في الأحلام التي يراها المواطن وما إن يستيقظ من هذه الأحلام حتى يجد نفسه في الطرقات أو الشوارع يبحث عن مسكن يؤويه مع عائلته.
لقد أصبح الحصول على غرفة بإيجارٍ معقول كأنما حصل على المصباح السحري الذي يحل له جميع مشكلاته وهمومه فيخرج المارد ليلبي حاجاته ومستلزماته لكنه يفاجأ بعد فترة قصيرة أنه وقع في فخ الإيجارات المرتفعة وتحكم المستأجر واستغلاله لحاجة المواطن وظروفه المعيشية.
أصوات المواطنين أصبحت تعلو يوماً بعد يوم، حيث تجد الاستغلال في الإيجارات من أصحاب البيوت السكنية كما أن استغلال أصحاب المكاتب العقارية التي أصبحت لاترحم فلا رقيب ولامحاسب لها وصاحبها يضع المبلغ الذي يريد مستغلاً الأزمة وغلاء المعيشة على حساب المواطن الراغب في الحصول على أربعة جدران تقيه حر الصيف وبرد الشتاء وهذه المكاتب إن لم يكن جميعها فمعظمها غير مرخص ولاتنطبق عليه شروط المكاتب العقارية بل على العكس يمكن أن نجد مثل هذه المكاتب في مناطق عشوائية غير مسموح السكن والبناء فيها كما في الأرصفة أو الحدائق العامة مثلما يحصل في ضاحية أبي الفداء، حيث نجد بين يوم وليلة مكتباً عقارياً بمقومات بناء حديث وفرش يجذب المواطن من مسافات ليقع في شرك واستغلال أصحابه.
إن موضوع أسعار البيوت السكنية والعقارات أصبح مرعباً وشراؤها غدا حكراً على فئة قليلة من المقتدرين أو ممن تغرّب وحصل على مبالغ استطاع من خلالها شراء منازل وتأجيرها بأغلى الأثمان لمن لايستطيع الحصول على منزل تمليك.
ولايمكن أن ننسى حاجة المواطن إلى استغلال أية بقعة أرض لبناء غرفة مع ملحقاتها في أماكن عشوائية ويمكن أن تكون في مناطق زراعية أو خارج المخططات التنظيمية، وعندما يراها بأم عينيه تعمل بعض الجهات لهدم هذه الغرفة بينما نجد عشرات المساكن العشوائية قامت في مناطق ربما تعود ملكيتها إلى أملاك الدولة، لكن عين نفس الجهة لم ترها مثلما رأت الغرفة المعدة للسكن وإيواء أسرة محتاجة لها.
إن أصابع الاتهام تشير إلى بعض الجمعيات السكنية وتقاعسها واستهتارها وبطئها في حل مشكلة السكن من خلال البناء والتمليك لمن بات ينتظر الحل لأكثر من عشر سنوات وأكثر، وحتى هذا الوقت كما يقال : لاضوء أخضر لحل مشكلة الجمعيات السكنية.
ياسر العمر